في عالم الصمت يعيشون، ومن شاء منهم أن يحقق إنجازا، عليه أن يبذل جهدا أضعاف ما يبذله السليم. هم أعضاء الفريق الفني للمعاقين بمقاطعة قانسو. يسمعون الموسيقى بقلوبهم لا بآذانهم، يفهمون المعاني التي ترسلها لهم معلمتهم بالإشارة، وبسرعة مدهشة يحولونها إلى حركات رقص. مدربتهم، في شو هوان، معلمة الرقص في مدرسة المكفوفين والصم والبكم بمدينة لانتشو في قانسو، دربت ثلاثة أجيال من الراقصين الصم البكم، قالت: "رغم أنهم لا يسمعون ولا يتكلمون، رقصهم جميل مدهش، لا يقل روعة عن الراقصين العاديين."

لا يسمعون الموسيقى فكيف يرقصون عليها؟

في الحقيقة يرقص الصم والبكم حسب إحساسهم وإشارات اليد التي تصدرها معلمة الرقص.
أكبر مشكلة تواجهها هذه الفئة من الراقصين، الذين لا سابق خبرة لهم بالرقص، هي التدريبات الأساسية، مثل ثنى الظهر إلى الخلف، وفتح الحوض ورفع الساق، فهي تدريبات تسبب ألما شديدا يصل إلى حد البكاء. معلمة الرقص في شو هوان، قالت إن مصدر سعادة الراقصين الصم، ليس الرقص في حد ذاته وإنما الجمال الذي يبدعونه بأجسامهم، والإعجاب الذي يرتسم على وجوه مشاهديهم.

تأسس الفريق الفني للمعاقين بمقاطعة قانسو سنة 1993. يقدر عددهم حاليا بالعشرات، أصغرهم عمره ثماني سنوات. بعد سنوات من التدريب والممارسة، بدأ الفريق يحصد نتاج جهده واجتهاده، حيث حصل على الجائزة الأولى للمهرجان الفني الوطني للمعاقين مرتين، عام 2001 وعام 2005. ووقع الاختيار على  بعض الراقصين من الفريق الفني للمعاقين بمقاطعة قانسو للانضمام إلى الفريق الوطني للمعاقين.

الرسالة التي يسعى الفريق لنشرها في المجتمع هي أن كل إنسان جدير باحترام الآخرين.