شيوي جينغ ليه في سطور

تاريخ ومحل الميلاد: 16 إبريل، بكين

الطول: 170 سنتمترا

الوزن: 48 كجم

فصيلة الدم: B

المؤهل الدراسي: خريجة قسم التمثيل بمعهد السينما ببكين

 

قد لا تراها جميلة للوهلة الأولى، ولكن من المؤكد أنك ستشعر بألفة تجاهها، ومشاعر حب تجذبك إليها.

عرفها الصينيون شيوي جينغ ليه لأول مرة عام 1998، عندما لعبت بطولة مسلسل تلفزيوني بعنوان ((أشياء تتغنى بالنسيم والزهر والثلج والقمر))، وأثرت في قلوب المشاهدين كثيرا بشكلها النقي نقاء اليشم.

كانت أمنيتها أن تدرس الرسم بمعهد الفنون الجميلة ولكنها فشلت في امتحان القبول بهذا المعهد، فالتحقت بقسم التمثيل في معهد السينما ببكين، لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها، قالت عنها: "في تلك المرحلة، تعلمتُ كيفية التعامل مع الآخرين، وإقامة علاقات معهم." في عام 1995، وهي لا تزال طالبة بالصف الثالث في المعهد، اختارها المخرج التلفزيوني المشهور تشاو باو قانغ، لبطولة ((أشياء تتغنى))، فدخلت شيوي جينغ ليه عالم التمثيل الحقيقي.

في عام 1999، تألقت في مسلسل (( أعتز بحبنا إلى الأبد)). وبعده لعبت أدوارا رئيسية في أفلام كثيرة، منها ((حساء الحب الحار))، (( مترو الربيع))، ((المتألقة))، ((أحبك)) و((بعيد عن البيت)).

برغم الجوائز العديدة التي حصلت عليها مسلسلاتها وأفلامها، شعرت بأن مهنة التمثيل لا يناسبها، فالممثل أو الممثلة دائما ينتظر المخرج الجيد والسيناريو الجيد والدور الجيد. أحست بأن لديها إمكانات وقدرات لم تستغل وأنها تريد التعبير بنفسها عما يدور في ذهنها. وكما قالت: "أريد أن أقرر أموري وأدير شؤوني بنفسي. لا أريد أن أضع مصيري في يد الآخرين."

قررت أن تخوض مجال الإخراج، ولكن قرارها قوبل بشكوك من البعض في قدرة هذه الفتاة النحيلة على الإخراج، ولكن الحقيقة أنها ليست ضعيفة كما قد تشي ملامحها.

كانت تظن أن الإخراج ليس عملا صعبا، فالمخرج يجلس فقط وراء شاشة المراقبة ويصدر التوجيهات. بعد أن بدأت العمل في أول فيلم من إخراجها، ((أنا وأبي))، اكتشفت أن الإخراج يحتاج تركيزا شديدا للانتباه، وأن المشاهد التي تتخيلها في ذهنها تختلف عن المشاهد الحقيقية التي تراها على شاشة المراقبة.

شيوي جينغ ليه لم تخرج ((أنا وأبي)) فحسب، بل كتبت السيناريو له ولعبت فيه دور الابنة. وعن سبب اختيارها لهذا الدور قالت: "كانت أدواري في الأفلام والمسلسلات تدور كلها حول موضوع الحبّ، أريد تجربة جديدة، وموضوع العواطف بين الأهل يجذبني، لذلك كتبت السيناريو لقصة بين أب وابنته. يروي الفيلم قصة شياو يوي التي تعيش مع أمها بعد طلاقها من أبيها، ولكن وهي في الثامنة عشرة تموت أمها في حادث طريق، ليدخل أبوها حياتها. يربيها أبوها بأسلوبه الخاص، من دراستها إلى علاقاتها الغرامية حتى زواجها. تشهد هذه الرحلة كثيرا من الخلاف والنزاع  بينها وأبيها.

استفادت شيوي جينغ ليه من علاقاتها في الوسط الفني فاستعانت بالمخرج يه دا ينغ لأداء دور الأب في الفيلم، والمخرجين جيانغ ون وتشانغ يوان لأداء أدوار أخرى. وقد اقترح عليها البعض أن تستشير هؤلاء المخرجين الكبار في إخراج فيلمها، ولكنها رفضت هذه الفكرة، فقد أرادت أن يكون الفيلم من إخراجها هي، حتى وإن خرج فيلما سيئا، مقتنعة بأنها قادرة على الاستفادة من أخطاء التجربة الأولى في تجربتها الثانية.

وعن تلك الفترة قالت: "كنت كمن تناول عقارا منشطا، أشعر بأنني قوية منتعشة، لا جوع ولا تعب، كل جهودي مركزة على الإخراج، وهذا يختلف تماما عن الوضع عندما كنت ممثلة فقط،، حيث الذهن شارد والدردشة الكثيرة مع الممثلين الآخرين. بعد إنجاز هذا الفيلم، شعرت بأنني كبرت عقليا كثيرا."

بعد تجربة ((أنا وأبي))، أدركت شيوي جينغ ليه أن الإخراج لا يحتاج شخصا متعدد المهارات، فهناك فريق إنتاج يقوم بتحويل أفكار المخرج إلى مشاهد، المطلوب فقط أن يكون المخرج ذا خيال واسع.

بعد سنتين من إخراج ((أنا وأبي))، أخرجت شيوي جينغ ليه فيلم ((رسالة من امرأة  مجهولة)) عن قصة بنفس الاسم للكاتب النمساوي ستيفان زويغ (1881-1942م). قالت: "أثناء تصوير ((أنا وأبي))، لم أكن واثقة من قدرتي على إنجاز هذا العمل مائة بالمائة، وقد أرهق تفكيري بعض المشاكل التقنية مثل كيفية استخدام العدسة في تصوير المشاهد. الآن، أشعر بسلاسة الإخراج، ولدي الآن قدرة أكبر على تركيز مشاعري وعواطفي في الإخراج."

في عام 2004 حصلت شيوي جينغ ليه على جائزة أفضل إخراج لمهرجان سان سابستيان في دورته الثانية والخمسين، عن فيلم ((رسالة من امرأة  مجهولة)).

وفي مارس عام 2006، أعلنت عن تأسيس شركة سينمائية، قالت إن الغرض الأساسي منها هو كسب أموال أكثر لإنتاج مزيد من الأفلام.

أول فيلم أنتجته شركتها هو ((الأحلام قد تتحقق))، الذي تدور أحداثه في مكان واحد بين شخصين فقط، ممثلة ومخرج، فهو يشبه المسرحية الحديثة ذات الفصل الواحد. بعد عرض الفيلم تباينت ردود فعل الجمهور والنقاد، بعضهم قال إنه رائع، وبعضهم قال إنه ممل وغير مفهوم. وقد علقت شيوي جينغ ليه على ذلك بأنها لم تتمن أن يعجب الفيلم الجميع، فهو في النهاية تجربة بأسلوب جديد، "كل ما أتمناه هو أن يدعم المشاهدون فكرتي الجديدة في هذا الفيلم". 

شيوي جينغ ليه كاتبة مقالات أيضا على الإنترنت. في أول مقالة نشرتها في مدونتها  في الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2005، قالت: "أسجل يومياتي منذ صغري، والآن مع وجود المدونات على الإنترنت، أحاول أن أسجل يومياتي في مدونتي." وقد زاد عدد زوار مدونتها بصورة مدهشة. وهي تقوم بتحديث مدونتها كل يوم تقريبا بمقالات قصيرة وخفيفة وبلغة بسيطة سهلة، تفتح من خلالها لزوار مدونتها عالم شيوي جينغ ليه الحقيقي. وحتى الآن جاوز عدد زوار مدونتها 120 مليونا، لتكون عن جدارة عميدة المدونين في العالم!

شيوي جينغ ليه الممثلة والمخرجة والكاتبة، تحب الجديد وتمل من القديم، هدفها أن تكون شخصا ذا هوايات متعددة. وهي رئيسة تحرير مجلة تصدر منذ إبريل هذا العام، على الإنترنت كل أسبوعين بعنوان "تفتحت"، في إشارة إلى موقعها القديم الذي كان يحمل اسم "الزهور". وقد بدأت تتعلم العزف على البيانو، ودراسة اللغة الإنجليزية، بل واشترت ماكينة خياطة لتعلم حياكة الملابس.    

البعض قالوا إن شيوي جينغ ليه وصلت المرحلة الذهبية لها، ولكنها تصر على أنها مازالت في مرحلة الكسب والجمع، ربما اكتسبت بعض التجارب من عملي كممثلة، ولكني مخرجة جديدة. كل شخص يمر بمراحل مختلفة في حياته. أحيانا لا يصل الفرد إلى مرحلة النضج حتى وإن بلغ سن الستين. بالنسبة إلىّ، المرحلة الأولى كانت السنوات الأربع في معهد السينما، المرحلة الثانية كانت بعد التخرج، الآن أمر بالمرحلة الثالثة. بدأت قبل فترة قصيرة أكتسب التجارب كمخرجة، فأنا الآن في الطريق إلى المرحلة الذهبية. أمامي طرق كثيرة، وعلي أن أختار في عملي وفي حياتي."