تقع تشانغتشي في منطقة جبلية بجبل تايهانغ، منبع ثقافة السهول الوسطى لمجرى النهر الأصفر. وقد خرج من هذه المدينة كثير من الأساطير الصينية في عصر ما قبل التاريخ، كما أنها أول مدينة بناها الحزب الشيوعي الصيني في القواعد الثورية له. في فترة أسرة مينغ (1368-1644م)، أقيمت بها محافظة، أخذت اسمها من معنى الحفاظ على الأمن والنظام. وتشانغتشي مدينة لا تفتقر إلى الحداثة، فقد وقع عليها الاختيار كواحدة من أشهر عشر مدن صينية في عرض المدن الصينية الذي رعته محطة التليفزيون المركزية الصينية عام 2004 وشارك فيه 660 مدينة كبيرة ومتوسطة.

 

تناغم وقوة وجاذبية

تشانغتشي مدينة صناعية ذات موارد وثروات، وتتبوأ موقعا استراتيجيا هاما على خريطة الصناعة في شمالي الصين. في عام 2006 بلغ إجمالي إنتاجها السنوي 04ر46 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 6ر7 يوان). ولا شك أن هذا الأساس الصناعي القوي، إضافة إلى مجموعة الشركات الناجحة بها، يقدم دعما كافيا للتنمية المستدامة في تشانغتشي. ويطرح قوه هاي ليانغ، أمين الحزب بتشانغتشي، رؤية أكثر طموحا تقوم على أن التوسع الحجمي هو المجال الوحيد لتنمية المدينة، مؤكدا على أن الارتقاء بالجودة هو السبيل لتجسيد القدرات التنافسية لها.

وفي حديثه عن تنمية تشانغتشي، نوه قوه هاي ليانغ إلى عدد كبير من العناصر التي تقيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة في المدينة، ومنها طرق التنمية المتخلفة، وعدم توظيف الموارد والثروات بطريقة اقتصادية والتلوث البيئي والتنمية غير المتوازنة بين المحافظات التابعة لها وانخفاض معدل التحول الحضري، وعدم وجود مدينة مركزية تمثل محورا لجمع المحافظات وتحريكها. استنادا إلى هذه الحقائق، وضعت حكومة تشانغتشي في سبتمبر عام 2006، خطة لجعل تشانغتشي مدينة متناغمة، قوية وجذابة، والاعتماد في تفعيل هذه الخطة على تغيير مفاهيم التنمية وأساليب السيطرة والعمل، ودفع وتطوير الصناعات الجديدة والتصنيع الزراعي.

ويعتقد قوه هاي ليانغ أن هدف جعل تشانغتشي مدينة متناغمة، قوية وجذابة عن طريق تغيير مفاهيم التنمية وأساليب السيطرة والعمل، ودفع وتطوير الصناعات الجديدة والتصنيع الزراعي، استراتيجية تنمية شاملة تجمع بين البناء الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي، استنادا إلى النتائج التي حققتها الدورات السابقة للجنة الحزب في استطلاع تطور تشانغتشي وتنميتها.

 

مدينة ذات جاذبية

يؤمن قوه هاي ليانغ بأن القوة الحقيقية هي الأساس الداخلي للمدينة، بينما الجاذبية تمثل ملامحها الخارجية، ولا مندوحة عن الجمع بين الأساس الداخلي والملامح الخارجية لأي مدينة تروم أن تكون متناغمة.

في شوارع تشانغتشي ترى عددا لا حصر له من الشعارات، ومنها شعار "تشانغتشي المتناغمة، القوية والجذابة". وتحويل هذه الشعارات إلى واقع في حياة أبناء المدينة، هو ما يشغل فكر قوه هاي ليانغ ومسئولي المدينة الكبار. يقول قوه هاي ليانغ: "سنحسن وظائف المدينة باستمرار، ونجتهد لرفع مستواها لجعل تشانغتشي أكثر جاذبية، تفعيلا لهدفنا بأن تصبح أجمل وأشهر مدينة في مقاطعة شانشي وأفضل مدينة بيئيا ومناسبة لمعيشة الإنسان في وسط الصين، واتخاذ بناء المشروعات النموذجية والأحياء الجديدة نقطة جوهرية.

وعن تعزيز القوة الحقيقية لتشانغتشي، يقول قوه هاي ليانغ، إن المدينة قررت مضاعفة إجمالي حجمها الاقتصادي خلال خمس سنوات، والانضمام إلى قائمة أقوى عشرين مدينة من بين 82 مدينة على مستوى الإقليم، تابعة لست مقاطعات في وسط الصين، وأن تصبح مدينة قوية اقتصاديا في وسط الصين. وعن زيادة جاذبيتها، يقول إنها ستصبح، خلال خمس سنوات، أول مدينة جميلة مشهورة في مقاطعة شانشي، يحدها الجبل من الشرق والنهر من الغرب. وعن تعزيز بناء المجتمع المتناغم بها، يقول إن تشانغتشي ستصبح مجتمعا متناغما ذا اقتصاد ومجتمع متطور ومتناسق وآمن ومطمئن ينعم أفراده بمؤشرات سعادة عالية.