مقدمة
بعد عام وثمانية أيام، وتحديدا في الثامن من أغسطس 2008 تنطلق دورة الألعاب الأولمبية التاسعة والعشرون التي تستضيفها الصين في بكين وعدد من المدن الأخرى. وسوف يشارك في أولمبياد بكين نحو عشرين وفدا عربيا، يجمع بينهم وبين الوفود الأخرى هدف مشترك، هو نيل شرف الفوز بالميداليات الأولمبية وعرض صورة مشرفة لأوطانهم. القائمون على تنظيم أولمبياد 2008 يبذلون جهودا مضنية لتوفير كافة السبل التي تجعل إقامة اللاعبين والإداريين والمسئولين والمتفرجين الأجانب في بكين ذكرى جميلة تبقى معهم إلى الأبد.
((الصين اليوم)) من جانبها سعت إلى رسم خريطة طريق لكل عربي، لاعبا وإداريا ومسئولا ومتفرجا، يهتدي بها خلال رحلته الأولمبية في الصين.
حسين إسماعيل
إلى
الزوار العرب
بعد تجربة
أسياد الدوحة
متطوعو
بكين 2008 أهل
لكم، ولكن
التزموا بالمواعيد!
وانغ
هاو وتشانغ
يا مينغ
 |
 |
 |
تشانغ
دان دان مع
أجنبية في
الدوحة
|
طلاب
جامعة الدراسات
الدولية
ببكين الذين
تطوعوا لخدمة
دورة الدوحة،
في منصة خدمات
الترجمة
بقرية الألعاب
الآسيوية
بالدوحة
|
وفد متطوعي
بكين مع أعضاء
اللجنة المنظمة
لدورة الدوحة
|
شارك في دورة الألعاب الآسيوية التي استضافتها دوحة قطر في ديسمبر العام الماضي، فريق من المتطوعين الصينيين، من بينهم ستة طلاب من كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الدولية ببكين، وهي الجامعة التي تخرج فيها عدد غير قليل من العاملين في "الصين اليوم". على الرغم من قصر فترة الإقامة في الدوحة، عاد هؤلاء المتطوعون برصيد من الذكريات الباقية في أذهانهم.
تجربة سعيدة ومثمرة
قالت تشانغ دان دان، طالبة الدراسات العليا بجامعة الدراسات الدولية ببكين والتي كانت ضمن متطوعي الدوحة 2006، إن عصبة الشبيبة الشيوعية ببكين وجمعية بكين للمتطوعين تبنتا عملية تجنيد المتطوعين الصينيين لدورة الدوحة، وتقريبا تقدم جميع طلاب كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الدولية ببكين لنيل هذه الفرصة، ونجح في اجتياز الاختبار ستة طلاب من جامعة الدراسات الدولية ببكين وأربعة من جامعة تشينغهوا.
وقال زميلها تشاو هانغ يوي: "كنت أعتقد أن المتطوع عليه إنجاز الأعمال المكلف بها فقط، ولكن بعد رحلة الدوحة، أدركت أن التطوع وسيلة هامة لمعرفة ثقافة الدولة المضيفة وعاداتها وتقاليدها. ويتذكر تشاو هانغ يوي أن القطريين كانوا يساعدون المتطوعين الأجانب، فعندما كانوا يرونهم ينتظرون سيارة أجرة لنقلهم إلى مقر إقامتهم كانوا يتولون توصيلهم بسياراتهم الخاصة. وكل ذلك ترك انطباعات طيبة لدى الأجانب الذين شهدوا الدوحة 2006.
واعتبر المتطوع يان شو فنغ أن رحلة الدوحة زادت حماسه للعمل التطوعي، لأن اللجنة المنظمة لدورة الدوحة اهتمت بالمتطوعين، فكان أعضاؤها يبادرون يوميا بمصافحتهم والتحدث إليهم مبتسمين، وفي الخامس من ديسمبر، وهو اليوم العالمي للمتطوعين، أقامت اللجنة المنظمة احتفالا للمتطوعين.
بفضل إجادتهم للعربية، لم يجد متطوعو الدوحة 2006 من جامعة الدراسات الدولية ببكين عائقا في التواصل مع العرب، وقالت المتطوعة ون جياو إن التعامل السلس والودي مع العرب ساهم في الارتقاء بمستواها في اللغة العربية وعمق شعورها تجاه هذه اللغة التي درستها ثلاث سنوات.
كلنا ندعم أولمبياد بكين
يرى متطوعو أولمبياد بكين من جامعة الدراسات الدولية ببكين أن مسئوليتهم جد هائلة، خاصة بعد رحلة الدوحة، عليهم التعلم من المتطوعين القطريين سعيا لتقديم خدمات أفضل مما قدم القطريون.
سيتخرج بعضهم العام القادم، ومع ذلك، وحسب تشانغ دان دان، تقدم جميع زملائها بطلبات للعمل متطوعين لأولمبياد بكين، سواء كمتطوعين متخصصين في اللغة العربية أو متطوعين عاديين، والسبب هو: "أننا جميعا ندعم أولمبياد بكين". وقال تشاو هانغ يوي: "إذا أعمل خارج بكين بعد تخرجي، سأعود على حسابي الخاص لأكون متطوعا لأولمبياد بكين". ويثق تشاو هانغ يوي بأنه سينال دعم وحدة عمله، لأن دورة بكين حلم الصينيين جميعا وفرصة طيبة للدعاية ولتطوير المؤسسات الصينية.
ويثق المتطوعون من الجامعة بأنهم سينجحون في اختبار المتطوعين لأولمبياد بكين ويتطلعون إلى تأدية دورهم بشكل أو بآخر مستفيدين من تجاربهم في أسياد الدوحة، خاصة في إطار تدريب المتطوعين.
مرحبا بكم في بكين 2008
تشاو هانغ يوي عرض علينا أن ننشر رقم هاتفه المحمول في المجلة ليكون متاحا لأي عربي، سواء من اللاعبين أو المسئولين أو غيرهم، يأتي إلى بكين ويحتاج مساعدته، وينصحهم يان شو فنغ باصطحاب كاميرا وزيارة المقاصد المشهورة في بكين للتمتع بمعالمها الطبيعية والثقافية الشهيرة. واقترحت تشانغ دان دان على الزائر العربي، قبل السفر إلى الصين، محاولة التعرف على عادات الصين وتقاليدها وأطعمتها، مع التركيز على الالتزام بالمواعيد، فالصين، في رأيها، تختلف عن الدول العربية في كل شيء، وأولمبياد بكين فرصة رائعة للتبادل بين الصينيين والعرب. وقالت ون جياو أيضا إن الصين دولة مفتوحة وآمنة وودية، ونرحب بكم في بكين عام 2008، وتمنت أن يعتبر الزوار العرب متطوعي بكين أهلا لهم في الصين.
تعالوا
إلى بكين لندهشكم
بما أنجزنا!
حوار
مع سون وي ده،
نائب مدير
إدارة الإعلام
والاتصال
بلجنة بكين
المنظمة للأولمبياد
إسحاق
جيا بنغ
 |
 |
 |
سون
وي ده (اليمين)
في لقاء مع
حسين إسماعيل،
نائب رئيس
التحرير
((الصين اليوم))
العربية
|
سون
وي ده
|
البكينيون
في سباق عدو
دعما للأولمبياد
|
الصين اليوم: سيشارك في أولمبياد بكين نحو عشرين وفدا عربيا، فهل سعت اللجنة المنظمة للتعرف على العادات والتقاليد العربية من أجل تيسير التعامل مع اللاعبين والمتفرجين والإداريين العرب خلال فترة بقائهم في بكين؟
سون وي ده: بالطبع نعم، فنحن نرحب بكل اللاعبين من الدول العربية للمشاركة في أولمبياد بكين، وسوف نرسل في نهاية هذا العام الدعوات الرسمية للاعبين من كافة أنحاء العالم. إن مهمتنا هي تهيئة أفضل الظروف الممكنة للاعبين للتنافس في بكين. وكما قلتم، من المهم أن نعرف ونفهم الاحتياجات المختلفة للاعبين والسياح والزوار، ونحن نبذل أقصى الجهود للتعامل مع هذه الأمور. وعلى سبيل المثال سيوجد في القرية الأولمبية مركز خدمات دينية سيكون مفتوحا خلال فترة الأولمبياد والأولمبياد الخاصة، للاعبين والمسئولين والعاملين. وبالنسبة للإقامة، يوجد في بكين بالفعل سبعمائة فندق ذو نجوم، وأربعة آلاف فندق بدون نجوم، وسوف نعمل في نهاية هذا العام على تحسين الظروف في تلك الفنادق التي بدون نجوم، حتى نكون قادرين على استقبال الضيوف الدوليين، الذين نتوقع أن يكون عددهم خلال الأولمبياد حوالي خمسمائة ألف ضيف أجنبي منهم اللاعبون والصحفيون. وقد بدأنا بالفعل مناقشات كثيرة مع وفود اللجان الأولمبية القطرية والاتحادات الرياضية الدولية التي زارت الصين، وأطلعناهم على ما حققناها حتى الآن وتبادلنا معهم الآراء حول أفضل السبل لاستقبال الزوار الدوليين، ومنهم الصحفيون الذين يتوقع أن يبلغ عددهم واحدا وعشرين ألفا وستمائة صحفي معتمد وربما حوالي عشرة آلاف مراسل غير معتمد، ومهمتنا هي تقديم خدمة سريعة وكفئة لأجهزة الأعلام الدولية، ولهذا أصدرت الحكومة الصينية سياسة جديدة بدأ تطبيقها من يناير هذا العام لتيسير التغطية الصحفية للإعلاميين الأجانب، ومن ذلك تبسيط إجراءات مقابلات الصحفيين الأجانب مع الصينيين، فلا حاجة إلى موافقات مسبقة ولا حاجة إلى جهة صينية راعية لزيارتهم إلى الصين ولا موافقة السلطات المحلية للمناطق التي يزورونها ، كما كان في السابق، فقط المطلوب هو موافقة الشخص الذي تُجرى معه المقابلة. في نوفمبر عام 2004 أقمنا المركز الإعلامي الأولمبي ببكين، واعتبارا من يناير هذا العام نعقد مؤتمرا صحفيا كل يوم أربعاء لإطلاع الصحفيين على أحدث المستجدات في استعدادات مدينة بكين للأولمبياد، ويقدم المركز خدمة على مدار الساعة للرد على أي استفسارات بهذا الشأن. لدينا لجنة أولمبية للتحدث باللغات الأجنبية أقيمت عام 2002، بعد ستة شهور من الفوز بتنظيم الأولمبياد، ومنذ ذاك اتخذت حكومة بلدية بكين كافة الإجراءات لتشجيع المواطنين على التحدث بكافة اللغات الأجنبية، وهذا مهم للتواصل مع الزوار الدوليين. وحتى نهاية العام الماضي يوجد في بكين أربعة ملايين وثمانمائة ألف فرد يتحدثون بعض اللغات الأجنبية.
الصين اليوم: تحدثتم عن مركز الخدمات الدينية، ما هو المقصود بذلك، هل هو مركز مختلط، بمعنى وجود كنيسة ومسجد ومعبد معا لممارسة الشعائر الدينية؟
سون وي ده: هذا المركز مازال قيد التصميم، وليس عندي معلومات حول كيفية تشغيله، ولكن الشيء المؤكد هو أننا سنوفر الخدمات الدينية لمعتنقي الأديان الرئيسية، الإسلام، المسيحية، الطاوية والبوذية.
الصين اليوم: قرأنا أن اللجنة المنظمة ستوفر عددا كافيا من الكتاب المقدس (الإنجيل) للاعبين المسيحيين، هل ستفعلون نفس الشيء مع اللاعبين من ذوي الديانات الأخرى، القرآن مثلا للمسلمين؟
سون وي ده: علي أن أراجع هذا الأمر مع زملائي، فنحن في هذه المرحلة لم نأت بعد إلى هذه التفاصيل.
الصين اليوم: بخصوص خدمات الطعام، هل حاولتم التعرف على عادات الطعام للعرب، وهل ستستعينون بطباخين عرب خلال فترة الأولمبياد؟
سون وي ده: لا أدري بالضبط ما إذا كنا سنستعين بطباخين عرب، ولكن يمكن أن أقول لكم إن بكين بها حاليا عدد من المطاعم الإسلامية التي تقدم خدمات الطعام للمسلمين، حيث يوجد في بكين عدد كبير من المسلمين. وسوف يكون داخل القرية الأولمبية عدد من خبراء الأطعمة الصينيين لتقديم خدمات الطعام للمسلمين.
الصين اليوم: بالنسبة للإقامة، قد تعلمون أن هناك حاجات خاصة للمسلمين في مسكنهم، في الحمام مثلا هم يستخدمون الماء إضافة إلى ورق التواليت؟
سون وي ده: في بعض الفنادق الفاخرة ببكين، مثل فندق بكين، غرف الحمام مزودة بهذه التجهيزات، ولكن فنادق أخرى لا يوجد بها. وبالنسبة للقرية الأولمبية، مازالت في مرحلة الديكورات الداخلية ولا أدري ما إذا كانت ستزود بهذه المرافق أم لا.
الصين اليوم: كيف تستعدون للتعامل باللغة العربية مع المشاركين العرب؟ وكيف يمكن لشخص عربي أن يتقدم للعمل متطوعا لأولمبياد بكين؟
سون وي ده: نحن نحتاج إلى حوالي مائة ألف متطوع، سبعون ألفا منهم للأولمبياد الصيفية، ومعظم المتطوعين من جامعات بكين، وبالطبع منهم عدد من طلاب الجامعات الذين يدرسون اللغة العربية.
ويمكن الرجوع إلى موقع اللجنة المنظمة على الإنترنت لمعرفة شروط التطوع، ومنها ألا يقل عمر المتطوع عن ثمانية عشر عاما عندما تبدأ الأولمبياد العام القادم، والعمل بشكل تطوعي مستمر مع اللجنة المنظمة على الأقل خلال فترة الأولمبياد، وتلقي بعض التدريبات، ويجب معرفة لغة أخرى غير العربية، ويُفضل من يعرفون اللغة الصينية. والمتطوع يتحمل بنفسه تذاكر السفر الدولي وتكاليف الإقامة. وقد بدأ تسجيل الراغبين في التطوع من الأجانب في بداية هذا العام، وبلغ عدد الذين تقدموا حتى الآن خمسمائة ألف من الصينيين والأجانب. ونحن نقدم تدريبات متخصصة للمتطوعين للتعامل مع كافة الفعاليات، مثل المركز الصحفي والاستقبال الخ.
الصين
اليوم: ماذا
استفادت الصين
من دورة الألعاب
الآسيوية
التي استضافتها
الدوحة؟
سون وي ده: كانت دورة الدوحة ناجحة في مجالات مختلفة مثل حفلتي الافتتاح والختام والتسهيلات للصحفيين، ومن ذلك توفير أطعمة سريعة لهم لانشغالهم في تغطية أخبار. خلال فترة الدوحة، بعثت اللجنة المنظمة لدورة بكين 13 فردا إلى الدوحة للمشاركة في العمل مع اللجنة المنظمة هناك والاستفادة من خبرات الدوحة، في مجالي استقبال الصحفيين والإدارة الاقتصادية والمالية.
الصين
اليوم: ماذا
يميز دوررة
بكين الأولمبية؟
سون وي ده: تحمل كل دورة أولمبية رسالة مشتركة، هي نشر مفهوم الأولمبياد وإبراز الروح الأولمبية، في نفس الوقت لكل دورة أولمبية خصائصها الذاتية، فتختلف دورة بكين عن الدورات الأخرى من ثلاث نواح، أولا، المشاركة الجماهيرية، فدورة بكين تحتاج إلى مائة ألف متطوع، ثانيا، تحقيق رقم قياسي في مسار الشعلة الأولمبية من حيث طول المسار وعدد حاملي الشعلة وارتفاعها عن مستوى سطح البحر، حيث يبلغ طول المسيرة 137 ألف كيلومتر وتستغرق 130 يوما ويشارك بها أكثر من عشرين ألف حامل وتمر بقمة جومولانغما (إفرست)، وهي الأعلى في العالم، وستمر بمائة وخمس وثلاثين مدينة منها مدينة مسقط في سلطنة عمان، ثالثا، ينفذ المنظمون برنامج التعليم الأولمبي، بإنشاء مقررات علوم الأولمبياد في خمسمائة ألف مدرسة في الصين، يشمل البرنامج أربعمائة ملايين ناشئ صيني، ويوجد في بكين 200 مدرسة أقامت علاقات مباشرة مع اللجان الأولمبية في دول مختلفة ومنها الدول العربية، حيث تُدرس المدرسة ثقافة ولغة وتاريخ دولة معينة. وقد أقيمت بالفعل علاقة تعاون بين مدرسة بكينية ومدرسة في دولة عربية، يتصل طلاب هاتين المدرستين ببعضهم البعض عبر البريد والشبكة الإلكترونية لتبادل آرائهم والتعرف على تقاليد هذه الدولة وتعزيز الصداقة بينهم، وخلال دورة بكين، سيقدم طلاب المدرسة البكينية المعنية خدمات تطوعية للوفد الرياضي للدولة المعنية في مجالات مختلفة مثل مراسم رفع العلم والتشجيع ودعوة لاعبي هذه الدولة لزيارة المدرسة.
الصين اليوم: ماذا يعني مفهوم الأولمبياد الخضراء؟
سون وي ده: يشمل مفهوم "الأولمبياد الخضراء" ثلاث نواح، أولا، استخدام المواد الخضراء في بناء الصالات الرياضية والملاعب، ثانيا، تطوير المؤسسات المنتجة للمواد الخضراء في بكين وتطوير تكنولوجيات تحسين البيئة، ثالثا، رفع وعي مواطني بكين بحماية البيئة والاقتصاد الدوري. فأولا، وضعت اللجنة المنظمة لدورة بكين خطة شاملة حول حماية البيئة، تتوافق مع المتطلبات الدولية، وهذا النظام حصل على موافقة اللجنة الأولمبية الدولية. ثانيا، وضعت اللجنة المنظمة سلسلة من مؤشرات حماية البيئة، ووقعت مع 122 فندقا ببكين "دليل حماية البيئة" الذي يشمل استخدام المفروشات والمناشف في الغرف بشكل دوري، ووقعت لجنة بكين مع كثير من جهات إدارة الملاعب والصالات الرياضية دليل حماية البيئة مثل، استخدام مواد صديقة للبيئة في البناء واستخدام الطاقة الشمسية، مثلا في القرية الأولمبية تم تركيب لوحات للطاقة الشمسية مساحتها ستة آلاف متر مربع، وبذلك سيستخدم اللاعبون الطاقة الشمسية لأول مرة في تاريخ الأولمبياد؛ كما تستخدم 70-80% من مصابيح الشوارع بالقرية الأولمبية الطاقة الشمسية؛ وبنيت في القرية الأولمبية مرافق خاصة لاستعادة ماء المطر من أجل ري الأشجار والأعشاب وتنظيف السيارات؛ وزود في مقر اللجنة المنظمة بلوحات للطاقة الشمسية تمد البناية بماء ساخن يكفي لاستحمام 200 فرد. ويطبق مسئولو وموظفو اللجنة المنظمة مفهوم الأولمبياد الخضراء بأنفسهم، حيث يقللون استخدام المكيفات في المكاتب ويقتصدون في استخدام أوراق الطابعة. ثالثا، نشر مفهوم "الأولمبياد الخضراء" بشكل واسع، حيث تدعو اللجنة المنظمة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة واللجنة المنظمة لدورة فانكوفر الأولمبية الشتوية عام 2010 بشكل مشترك إلى استخدام المواصلات العامة بديلا عن السيارات الخاصة، وتدعو اللجنة المنظمة ببكين إلى تعليم الطلاب كيفية ري الأشجار منذ صغرهم لتعويدهم على حماية البيئة. وتكثف اللجنة المنظمة ببكين الاتصال مع الهيئات الدولية غير الرسمية في حماية البيئة مثل الصندوق الدولي لحماية الحيوانات البرية ومنظمة السلام الأخضر، لمناقشة كيفية تخفيف التأثير السلبي للألعاب الأولمبية على البيئة.
الصين اليوم: حتى أول أغسطس العام القادم، كم سيكون إجمالي التكلفة المالية لاستضافة أولمبياد بكين؟
سون وي ده: ميزانية دورة بكين الإجمالية تحتوي على جزأين: الأول، ميزانية اللجنة المنظمة ببكين، التي تشمل كافة تكاليف الأعمال التحضيرية لهذه الدورة مثل الدعاية والإعلام وإقامة حفلتي الافتتاح والختام والفعاليات الثقافية ذات العلاقة الخ، وهي ميزانية تعادل ميزانية دورة أثينا، أي 2,4 مليار دولار أمريكي. الثاني، تكاليف بناء الملاعب والصالات والمنشآت العامة ببكين، ومن الصعب القول أي من هذه التكاليف يتعلق بالأولمبياد وأي منها لا يتعلق بالأولمبياد، مثلا أنفقت حكومة بكين في العشر سنوات الماضية 120 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7،6 يوانات) على تحسين البيئة، مستحيل أن نقول كم من هذه التكلفة يتعلق بالأولمبياد. مثال آخر، بناء مترو بكين، حاليا في بكين أربعة خطوط مترو طولها 114 كيلومترا، الآن يجري العمل في أربعة خطوط أخرى، لذا بعد اختتام دورة بكين سوف يكون لدى مواطني بكين ثمانية خطوط مترو طولها 198 كيلومترا، ولكن أولمبياد بكين تستمر 16 يوما فقط، لذلك لا يمكن القول إن تكلفة بناء المترو ضمن تكلفة استضافة الأولمبياد فقط، الأهم أن مواطني بكين هم أكبر مستفيد من هذه المنشآت.
في دورة بكين للألعاب الآسيوية عام 1990، تحملت حكومة بكين كل التكاليف، ولكن هذه المرة في أولمبياد بكين تشارك جهات استثمارية في التمويل، وهذه الجهات سوف تستفيد من المنشآت الرياضية. على سبيل المثال إستاد عش الطيور الذي تكلف ثلاثة مليارات يوان، تحملتها الحكومة ومجموعة من مؤسسات الاستثمار. بعد أولمبياد بكين، يحق لهذه الشركات أن تدير عش الطيور لمدة 30 سنة لحسابها. أيضا تبرع المغتربون الصينيون ومواطنون من هونغ كونغ وتايوان بتكاليف صالات السباحة المسماة بالمكعب المائي والتي بلغت تكلفتها مليار يوان.
الصين اليوم: بعد الأولمبياد، عش الطيور سوف يستخدم استثماريا، هل المرافق الأخرى ستكون مرافق عامة للمواطنين أم ستستخدم تجاريا؟
سون وي ده: المرافق التي مولتها الحكومة، ستكون مرافق عامة للمواطنين. على أي حال، صممت كل الملاعب والصالات وفق مواصفات المرافق العامة، وسوف يستفيد منها الجمهور بالتأكيد، مثلا سيصبح عش الطيور بعد الأولمبياد ملعبا متعدد الوظائف، يشمل إقامة نشاطات تجارية وثقافية وسباقات رياضية الخ. أما بالنسبة إلى القرية الأولمبية وحديقتي الميديا فسوف يتم بيعها تجاريا للمواطنين بعد دورة بكين.
الصين اليوم: يوجه بعض الأصدقاء البكينيين انتقادات لعش الطيور، يقولون إن تصميمه لا يناسب الصين وتكلفته عالية، ماذا تقول لهم؟
سون وي ده: أولا، تم تصميم عش الطيور من قبل متخصصين وذلك بعد جلسات استماع عامة مع ممثلي الشعب، ذلك يعنى أن معظم المواطنين وافقوا على هذا التصميم، الذي سيكون رمزا لبكين وسيدهش كل الزوار. وهو لا ينال إعجاب مواطني بكين فحسب، بل الزوار الأجانب أيضا. وعش الطيور يجسد مفهوم الأولمبياد العلمية والخضراء والإنسانية. خاصة على صعيد مفهوم الأولمبياد العلمية، حيث استخدم في بناء عش الطيور نوع جديد من الصلب ذو تكنولوجيا عالية. أما المكعب المائي فاستخدمت في بنائه أغشية بلاستيكية شفافة من أجل توفير طاقة الشمس، ومكعب الماء هو أكبر هيكل بأغشية في العالم.
الصين اليوم: ما هي النصائح التي تقدمها للمتفرج العربي الذي سيأتي إلى أولمبياد بكين، لكي يستمتع بإقامته في العاصمة الصينية.
سون وي ده: نرحب بكل اللاعبين والمتفرجين والصحفيين والمسئولين العرب لزيارة بكين في العام القادم، لنتمتع سويا بالألعاب الأولمبية. هناك علاقات وصداقة جيدة بين الصين والدول العربية، ونتمنى أن يعزز نجاح دورة بكين الأولمبية، التي تقام تحت راية التعاون والسلام والصداقة والتقدم، هذه العلاقات التقليدية. وبهذه المناسبة، أخبر أصدقاءنا العرب بأن بيع تذاكر دورة بكين بدأ منذ أبريل هذا العام. العدد الإجمالي للتذاكر سبعة ملايين تذكرة، تم حجز 2,2 مليون منها حتى الآن، ووقعت اللجنة المنظمة اتفاقية بيع التذاكر مع لجان أولمبية لأكثر من 130 دولة. ونحن نتمنى ونشجع الأصدقاء العرب أن يشتروا التذاكر ويأتوا إلى الصين لمشاهدة أولمبياد بكين، وأن نرى كثيرا من الأصدقاء العرب بين المتطوعين.