ã

سؤال: كيف نفهم أن تنمية الصين السلمية تمثل فرصة لتنمية الدول الأخرى وليست تهديدا؟

التبادل التجاري يفيد جميع الأطراف

التنمية الصينية خلقت مزيدا من فرص العمل في البلدان الأخرى

إجابة: إذا حللنا معنى "تنمية الصين السلمية" ندرك أنها تنمية سلمية ومنفتحة وتعاونية ومتناغمة.

إن تنمية الصين في القرن الواحد والعشرين توجه تنموي تاريخي حتمي، يحقق فرصا كبيرة لتنمية دول العالم والدول المجاورة لها، تماما مثلما كان الصعود الاقتصادي الذي شهدته الولايات المتحدة الأمريكية واليابان بعد الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي، إحدى القوى المحركة لنمو الاقتصاد والتجارة العالميين. بالنسبة للعالم، تنمية الصين فرصة وليست تهديدا، إسهاما وليست تحديا، يتمثل ذلك في إسهامها في النمو الاقتصادي العالمي. حسب بيانات البنك الدولي، في الفترة ما بين عامي 1980 و2000 كانت نسبة إسهام الولايات المتحدة الأمريكية في زيادة إجمالي الناتج المحلي GDP بالعالم 7ر20%، واحتلت المركز الأول، بينما جاءت الصين في المركز الثاني بنسبة 14%. ومن حيث الإسهام في نمو التجارة العالمية، جاءت الولايات المتحدة في المركز الأول بنسبة 4ر14%، واليابان في المركز الثاني بنسبة 9ر6% والصين في المركز الثالث بنسبة 7ر4%. في المستقبل، ومع تزايد إجمالي حجم الاقتصاد الصيني والتجارة الصينية ستزداد نسبة إسهام الصين في نمو الاقتصاد والتجارة العالميين، وستتمتع الصين مع العالم كله بثمار نمو اقتصادها.

من المعروف أن الصين تنتهج سياسة تنمية سلمية. تتفق هذه السياسة مع وضع الصين والاتجاه العام لتنمية العالم، لذلك نالت دعم الشعب الصيني، كما نالت تقدير الدول المجاورة للصين. هذه السياسة ليست مفيدة للصين فقط، بل مفيدة لمختلف دول العالم. حيث تجاوز إجمالي قيمة واردات الصين من عام 2001 إلى عام 2005 تريليونين دولار أمريكي، وهذا يعني تحقيق 40 مليون فرصة عمل للدول الأخرى. والمتوسط المتوقع لواردات الصين من عام 2006 إلى عام 2010 هو  800 مليار دولار أمريكي سنويا، يعني ذلك أن الصين ستستورد بضائع قيمتها أكثر من 4 تريليونات دولار أمريكي لتصبح ثالث أكبر دولة مستوردة في العالم، الأمر الذي سيفيد كل شركاء الصين التجاريين، وسيجعل بعض الدول تتخلص من شبح الركود الاقتصادي.

الصين دولة نامية تعدادها 3ر1 مليار نسمة، لا يمكنها، بل لا يمكن تصور، أن تعتمد على دولة أخرى لتحقيق تنميتها، بل عليها أن تحقق تنميتها على أساس قوتها. في التاريخ الحديث، عانت الصين من العدوان والاضطهاد الخارجي، ولهذا تعرف جيدا قيمة السلم. تتمسك الصين بالسير على طريق التنمية السلمية، يعني ذلك أنها تركز اهتمامها وقوتها في بناء البلاد؛ وتتمسك بسياسة خارجية مستقلة ومبادرة، وتحمي السلم العالمي. في مدة التسع والعشرين سنة منذ انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، شقت الصين طريقا يلائم وضعها، وهو: بناء مجتمع اشتراكي ذي خصائص صينية بالاستقلال والمبادرة الذاتية في إطار مرتبط مع  العولمة الاقتصادية وليس منفصلا عنها. رغم أنها حققت إنجازات عظيمة، لا تزال تنمية الصين في المرحلة الأولية. فمازالت في المركز بعد المائة من حيث متوسط دخل الفرد، إلى جانب عدم توازن التنمية بين مختلف المناطق الصينية والفجوة الواسعة بين الفقراء والأثرياء. لكل هذا مازال طريق تنمية الصين طويلا ومن هنا فإن الصين تحرص على إيجاد بيئة سلمية للتنمية.  

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.