عام واحد فقط، وتستضيف الصين العالم وتحتضنه على أرضها، وتطل عليه وتعانقه من خلال أولمبياد بكين، عندما تنطلق في عش الطيور، الدورة الأولمبية التاسعة والعشرون في الساعة الثامنة مساء اليوم الثامن من الشهر الثامن للسنة الثامنة بعد الألفين للميلاد. لقد تعهدت الصين منذ أن تقدمت لاستضافة هذا الحدث الرياضي الأهم في العالم بأن تجعل بكين 2008 حلما يبقى إلى الأبد في ذاكرة البشرية، وليس الشعار الذي اختير لهذه الدورة.. "عالم واحد، حلم واحد"، إلا تجسيدا لعزيمة الصينيين لجعل الحلم الأولمبي الصيني واقعا.

تستعد الصين، حكومة وشعبا، ولا تترك شيئا للصدفة، فكل شيء تتم دراسته وتجربته، الملاعب، القرية الأولمبية، الخدمات، الأطعمة والمشروبات، المواصلات، عادات وتقاليد مختلف المجموعات المشاركة، الخ من الاعتبارات التي تضمن لكل مشارك، لاعبا وإداريا ومتفرجا، التمتع بهذا الحدث إلى الحد الأقصى، وقد سعت ((الصين اليوم)) إلى رسم خريطة طريق تكون مُعينا لكل عربي يعتزم زيارة بكين خلال فترة الأولمبياد من خلال ملف شامل يوفر معلومات أساسية عن دورة بكين ويشتمل أيضا على نصائح هامة للضيوف العرب، الذين ينتظرهم أهل بكين للتعرف عليهم ولتقديم مدينتهم لهم.

والصين تستعد أيضا لاستقبال حدث سعيد آخر الشهر القادم، ألا وهو إطلاق القمر الصناعي تشانغ أو رقم 1، كمقدمة لمشروع الصين الطموح لاستكشاف الفضاء الخارجي من أجل توظيفه لخدمة البشرية. ويتوقع عُلماء بأن تستطيع الصين إرسال مركبة مأهولة بالبشر إلى القمر في غضون الخمس عشرة سنة القادمة، وفقا للتفاصيل الواردة في مقالتنا "صيني على سطح القمر"، وذلك استكمالا لمشروع الفضاء الصيني، الذي حمل الصينيين إلى الفضاء لأول مرة عام 2003.

   لقد حلم الصينيون قبل قرن تقريبا باستضافة الأولمبياد، وحلموا بالتحليق في الفضاء قبل سبعمائة سنة، كما تحكي مقالتنا "مسيرة استكشاف الفضاء على الطريقة الصينية"، وهاهو حلم الصينيين بالأولمبياد قد أضحى قاب قوسين أو أدنى، وهاهم يقتربون أكثر من تحقيق حلم السير على سطح القمر، بعد أن حلقوا في الفضاء.

الأعمال العظيمة تبدأ بأحلام بسيطة، ومن شاء أن يتيقن فمرحبا به في بكين 2008!