يهوى ليو شنغ منذ صباه سباقات السيارات، ولعل هذا كان دافع الرجل، البالغ من العمر 49 سنة، لأن يعمل سائقا في مصنع بقريته؛ شينتشنغ بو التابعة لمدينة شنيانغ بمقاطعة لياونينغ، ثم سائق تاكسي وفي النهاية تأسيس شركة سيارات نقل للفلاحين.

ذات صباح في عام 1992، كان ليو شنغ في مدينة شانغهاى، وقد تصادف أن مر أمامه موكب سيارات الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، الذي كان يزور المدينة. لاحظ ليو شنغ أن كل سيارات الموكب من ماركات أجنبية مشهورة، فتسائل في نفسه: كيف يمكن أن يخلو موكب وطني لاستقبال ضيف أجنبي من سيارات صينية الصنع؟

وعندما تحدث في الأمر مع ميكانيكي سيارات عجوز في شانغهاى، قال له الرجل: "في الحقيقة، السيارات بماركة شانغهاى لها مزايا كثيرة، سواء في المظهر الخارجي أو في الجودة، من الممكن جدا أن تصبح ماركة مشهورة عالميا إذ تم إصلاح إنتاجها". هنا ولدت في ذهن ليو شنغ فكرة تصنيع سيارة بيديه.

في عام 1996، صنع ليو شنغ أول سيارة بيديه، وأطلق عليها اسم لؤلؤة الشرق A، التي صنع كل أجزائها بنفسه باستثناء المحرك وعلبة التروس والهيكل المعلق الأمامي التي أخذها من قطع غيار السيارة شانغهاى الأصلية. للأسف، لم يستطع الحصول على رخصة مرور لهذه السيارة بسبب عدم توفر الإجراءات اللازمة والتصاريح الحكومية، وانتهى به الأمر إلى التبرع بها للمركز الوطني لنشاطات الأطفال والشباب. في عام 1997، صنع ليو شنغ سيارة ثانية وأطلق عليها اسم لؤلؤة الشرق B.

أنفق ليو شنغ على السيارتين كل مدخراته. الصعوبات التي واجهها ليو شنغ، والتي تمثلت رئيسيا في نقص المال وعدم وجود ترخيص حكومي، لم تمنعه من محاولة تحقيق حلمه، فبدأ تصنيع سيارات من طرز قديمة كي تُستخدم في الأعمال السينمائية والمسرحية، ولكنه كان بحاجة إلى معلومات وتصميمات السيارات الأجنبية الصنع، فلجأ إلى وسيلة مبتكرة، ألا وهي شراء نماذج السيارات من سوق اللعب والهدايا، ثم تقليدها. اليوم تبلغ حصيلة ليو شنغ من السيارات الأجنبية القديمة التي قلدها ثماني سيارات، تتجاوز السرعة القصوى لها مائة كيلومتر في الساعة، وتستهلك أقل من ستة ليترات بنزين كل مائة كيلومتر. أصبحت بضاعة ليو شنغ رائجة، لدرجة أن شركة إيطالية تقدمت إليه بطلب شراء!