يرحل أويانغ ينغ تشي، ابن هونغ كونغ، بين بلاد الدنيا كثيرا، يبقى شهرا أو شهرين، لكنه لم يفكر قط في الاستقرار في مكان غير هونغ كونغ. إنه عاشق لهونغ كونغ وللسعادة التي تسربله بها هذه المدينة.

اشترى أويانغ ينغ تشي مكتبا في شارع شانغهوان، وأقام مطبخا على سطح المكتب، يقول عنه "هو المختبر الذي أجرب فيه كل أفكاري حول الأطعمة وصنعها."

تشتهر هونغ كونغ بأنها "عاصمة الأطعمة اللذيذة"، ويقول الطهاة إنك تجد بها كل مستلزمات الطهي العالية الجودة من كل العالم، وينصح بها ذواقة الطعام، فنوعية بعض الأطعمة فيها تفوق النوعية في المنشأ الأصلي للطعام. في هونغ كونغ أيضا، النشاطات حول الأطعمة لا تنقطع على مدار العام، وفيها أكثر من عشرة آلاف مطعم.

قبل عشر سنوات، كان أويانغ ينغ تشي، مثل كل أبناء هونغ كونغ، يحب تذوق كل الأطعمة الطيبة ويعيش بدون قلق، ولم يكن يفكر في مستقبلها كثيرا. مع التغيرات سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، بدأ يفكر في أشياء كثيرة، حيث قال: "أبناء هونغ كونغ يتسمون بالبساطة والعملية، لا يوجد عندهم شيء اسمه مستحيل، يفكرون فقط في كيفية مواجهة كل ما قد حدث."

من أجل الرزق، ترك إبداع الكاريكاتور بعد أن صدر له خمسة ألبومات للكاريكاتور واتجه إلى تجارة الأثاث الفاخر. بعد أن أصبح له دخل ثابت، بدأ الإبداع الأدبي، وصدر له حاليا سبعة مؤلفات، وذاعت شهرته في هونغ كونغ وبر الصين الرئيسي وتايوان.

"أرى دائما أن الطعام موضوع جيد لتبادل الأفكار. يمكن لكل شخص أن يعبر عن أفكاره ويتحدث حول الأفكار الاجتماعية الرئيسية من خلال الطعام. كنت أرتب معلومات الأطعمة المحلية بهونغ كونغ، لكن ضغط الكتابة أفقدني لذة الطعام. حاليا أتعامل مع الطعام بموقف منفتح، يمكنني أن أضيف بعض العناصر الجديدة إليه حسب رغبتي، مثل تغيير التوابل وزمن الطهي، فأنا أجرب لأري التغيرات التي تحدث".

يرى أن نخبة أطعمة هونغ كونغ المحلية هي التمازج الذي له علاقة بتاريخ وتطور هونغ كونغ، مثلا، يعتبر الشاي مع الحليب بهونغ كونغ محور ثقافة الأطعمة الشعبية بها، وحقيقة هذا الشاي هو خلط عدة أنواع من الشاي نوعيتها ليست جيدة، ولكن لها لون الشاي وطعمه.

تاريخ هونغ كونغ تاريخ من المزج، فقد بعثت كل الأسر الملكية الصينية بعد عام 600 الميلادي جيوشها لترابط في هونغ كونغ، ثم استعمرتها بريطانيا في العصر الحديث، وعادت إلى حضن الوطن عام 1997، لذلك عدد قليل من الناس يمكنهم أن يوضحوا من أين جاء أبناء هونغ كونغ، قيل إن الإنسان بدأ يقيم في هونغ كونغ قبل أكثر من ألفي سنة.

أكثر ما يعتز به أويانغ ينغ تشي في هونغ كونغ هو الحرية والتمازج والتسامح، وكما قال: "فيها الثقافة الصينية التقليدية الأصيلة، وتوجد أيضا محلات تنبض بروح عصرنا الحديث، وتباع فيها أحدث المجلات وتعرض فيها أكثر أفلام حداثة".