ã

تحديات الموارد البشرية في هونغ كونغ

تشانغ شيويه ينغ

حفل تخرج في جامعة هونغ كونغ

جامعة لينغنان بهونغ كونغ

في شهر ديسمبر عام 2006 حصل معهد شورن بهونغ كونغ على الموافقة من الجهة المعنية ليصبح أول جامعة خاصة بهونغ كونغ

تفيد أحدث البيانات عن الموارد البشرية في هونغ كونغ أن المنطقة تحتاج إلى أكثر من مائة ألف خريج جامعي، بينما يبلغ عدد الفائض من الأيدي العاملة الأقل تعليما 230 ألفا. لقد أدركت هونغ كونغ في مرحلة تحولها إلى الاقتصاد المعرفي أنها، وهي التي كانت تفخر دائما بحرية تنقل المتخصصين، تواجه اليوم نقصا حادا في المتخصصين الأكفاء، وبخاصة في قطاعات المال والبنوك والاستشارات والمالية، بل يصل النقص نحو ثلاثة عشر ألفا سنويا في قطاع العلوم والتكنولوجيا، نصفهم من المتخصصين في التشغيل والتطوير والبحوث. إلى جانب ذلك يزيد من أزمة المتخصصين في هونغ كونغ انخفاض المستوى اللغوي لأبناء المنطقة، فبعد عشر سنوات من عودة هونغ كونغ إلى الصين، لا يزال نصف سكانها لا يعرفون الصينية الفصحى، ويتراجع مستواهم في اللغة الإنجليزية كثيرا.

ومما يزيد الأمر سوءا أن عددا متزايدا من أبناء هونغ كونغ ينتقلون إلى مناطق الصين الداخلية بحثا عن فرص العمل، ففي عام 2005، بلغ عدد أبناء المنطقة الذين ذهبوا إلى البر الرئيسي للبحث عن العمل نحو 230 ألفا، 80% منهم مدراء وإداريون ومتخصصون.

 

استيراد المتخصصين

أدركت حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة أن استقدام الأكفاء من خارج هونغ كونغ مهم جدا. لكن قبل عودة هونغ كونغ إلى الصين عام 1997 كانت فرص العمل للذين يأتون من مناطق الصين الداخلية إليها قليلة، بعد ذلك أصبحت السياسات ذات العلاقة أكثر يسرا.

البروفيسور لي ينغ بدأ العمل في جامعة العلوم والتكنولوجيا بهونغ كونغ عام 1993 بتزكية من آخرين. قال: "عندما أتيت إلى هذه الجامعة للاستطلاع، جذبتني فورا بالبحر القريب منها". انتقل هذا الأستاذ الجامعي الرومانسي مع كل أفراد أسرته إلى هونغ كونغ، ولأنه يحمل البطاقة الخضراء الأمريكية، لم يواجه أي متاعب مثل أولئك القادمين من مناطق الصين الداخلية.

رحلة السيد سون لي تشوان الذي يعمل في دار تياندي للنشر بهونغ كونغ تختلف عن مسيرة البروفيسور لي نينغ. جاء سون لي تشوان إلى هونغ كونغ في بداية التسعينات، وكان عليه أن يتقدم لمصلحة الهجرة بطلب لتمديد فترة الإقامة سنويا، بينما كان يُسأل صاحب الدار دائما عن سبب توظيفه، وهو ليس من أبناء المنطقة. بعد سبع سنوات من إقامته بهونغ كونغ، حصل أخيرا على بطاقة الإقامة الدائمة في المنطقة.

 

الابتكار في التعليم المدرسي

يرى البعض أن التطور السريع للاقتصاد المعرفي بهونغ كونغ من أسباب نقص المتخصصين، ولكنه ليس السبب الوحيد، فانخفاض نوعية الطلاب أحد هذه الأسباب أيضا. قيل إن بعض الشركات المتعددة الجنسيات بهونغ كونغ تشكو من انخفاض مستوى الخريجين الجامعيين المحليين، وصرح أحد البنوك بأن نسبة الخريجين الجامعيين الجدد الذين يوظفهم البنك سنويا انخفضت من 50% في الماضي إلى 10% حاليا لأن مستواهم في الإنجليزية منخفض.

كان أصل جامعة بابتيست بهونغ كونغ مدرسة متخصصة خاصة، تحولت إلى جامعة عام 1994، لكنها حققت المركز "الأول" في عدة مجالات: أول جامعة تقيم كلية لنظريات الإعلام، أول جامعة تفتح كلية للطب والعقاقير التقليدية الصينية، أول جامعة تقوم بتدريس العمل الاجتماعي، أول جامعة تقوم بالبحوث الصينية والأوروبية، وأول جامعة بهونغ كونغ تتعاون مع مناطق الصين الداخلية في إقامة جامعة.

قال رئيسها وو تشينغ هوي: "تظهر أفكار جديدة في عقولنا باستمرار، نتمنى أن يواكب التعليم في هذه الجامعة تطور واحتياجات مجتمع هونغ كونغ.

منحت  حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة وو تشينغ هوي، البالغ من العمر 68 سنة، ميدالية الأرجوان الصيني الذهبية تقديرا لإسهامه البارز في التعليم بهونغ كونغ لمدة أكثر من ثلاثين عاما. قال وو تشينغ هوي إن الجامعات والمدارس عليها أن تهيئ وتوفر الظروف لإعداد المتخصصين في كل المجالات التي يحتاجها المجتمع في المستقبل.

من أجل توسيع الآفاق الدولية للطلاب، فتحت الجامعة مقررا حول البحوث الأوروبية، قال وو تشينغ هوي: "لأسباب تاريخية، الجامعة بها بحوث مجتمع وأدب بريطانيا، لكن ليس فيها مقرر للدراسات الأوروبية، أرى أنه بعد عودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم علينا أن نبحث في أوروبا جيدا."

في كلية الإعلام بالجامعة مختبر للحائزين على جائزة بوليتزر الصحفية، حيث تدعو الفائزين بهذه الجائزة إلى المشاركة في تدريس الإعلام والعمل في هونغ كونغ. يرى البروفيسور تشن لينغ عميد الكلية، أن ذلك يفتح حجرة درس ثانية حيوية، ويدفع الطلاب ليتقدموا إلى المستوى التخصصي الدولي.

في نفس الوقت يشجع وو تشينغ هوي الطلاب على إجراء البحوث حول مناطق الصين الداخلية، حيث قال: "جامعتنا أول جامعة تقيم تخصص البحوث الصينية في هونغ كونغ في عام 1989، وطلاب هذا التخصص يدرسون فترة في السنة الثانية والثالثة بجامعة تشينغهوا ببكين."

 

جذب الطلاب الممتازين

دخلت هونغ كونغ أيضا حلبة المنافسة مع اليابان وسنغافورة لجذب الطلاب من الخارج للدراسة بها وكذلك التنافس العنيف لجذب المتخصصين وتطوير صناعة التعليم، فارتفعت نسبة الطلاب الوافدين الذين التحقوا بالجامعات الحكومية في هونغ كونغ من 2% إلى 10%، وارتفعت نسبة طلاب الدراسات العليا الوافدين في الجامعات الخاصة إلى 10%. ويسمح للطالب الوافد أن يدرس ويعمل في نفس الوقت وتقدم الجامعات منحا دراسية وتشجع مختلف الأوساط الاجتماعية على تقديم التبرعات للطلاب الوافدين.

قال رئيس غرفة التجارة العامة لهونغ كونغ أي إر دون، إن المدينة الدولية يجب أن يكون لديها مجال رؤية واسع، وينبغي أن يكون هناك تفاعل بين طلاب هونغ كونغ والطلاب الوافدين، بذلك تكون هونغ كونغ مدينة دولية فعلا.

إلى جانب قبول الطلاب الأجانب، بدأت الجامعات بهونغ كونغ تقبل الطلاب من مناطق الصين الداخلية، حيث بلغ عددهم  في السنة الدراسية 2006/2007، ثلاثين ألفا، بزيادة 150% عن السنة الدراسية السابقة.

تدرس ليو سي لي، من مقاطعة جيانغسو، في الصف الثالث في جامعة العلوم والتكنولوجيا في هونغ كونغ. وقد فضلت ليو سي لي هذه الجامعة على جامعة الدراسات الأجنبية ببكين التي قبلتها عام 2004. قالت: "أكبر ميزة في هذه الجامعة هي استخدام الإنجليزية في التدريس. هنا يمكننا أن نحصل على مزيد من المعلومات الجديدة حول الدول الأخرى."

تتمنى ليو سي لي التي ستتخرج عام 2008  أن تواصل دراستها في هونغ كونغ أو في دولة أجنبية بعد التخرج. وقال بعض زملائها الذين جاءوا من المناطق الداخلية إنهم سيبقون في هونغ كونغ، لأن هونغ كونغ مدينة دولية كبيرة، فرص العمل بها  كثيرة والرواتب أعلى من المناطق الداخلية. وحسب استطلاع للرأي أجرته جامعة هونغ كونغ الصينية، يرغب 25% من الطلاب القادمين من البر الرئيسي مواصلة دراستهم في هونغ كونغ، ويريد 18% الدراسة في بلدان أجنبية، بينما يخطط 4% العودة إلى المناطق الداخلية للدراسة والعمل، ويتمنى 50% منهم أن يعملوا في هونغ كونغ.

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.