ã

أردوس.. المدينة الإمبراطورية للمغول

هان لي

مشهد من مسرحية ((الزفاف في أردوس))

التاج الإمبراطوري لشيونغنو

الأزياء في أردوس

تقع أردوس في جنوب غربي منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم. وهي تشبه مدن جنوب الصين؛ حيث تنتشر بها المقاهي والمناظر المبهجة والبنايات الضخمة العالية والشوارع المزدهرة. وربما لهذا السبب تسمى أردوس "لؤلؤة المروج"، فهي مدينة مفتوحة مفعمة بنكهة العصر.

يقال إن الثقافة هي القلب والاقتصاد هو القالب، وقد قال المفكر الأمريكي توفلر Toffler، إنه حيثما تكون الثقافة يكون الازدهار الاقتصادي؛ وحيثما يكون الازدهار الاقتصادي تأتي الثقافة من مكان آخر. ولعل هذا يفسر تطور اقتصاد أردوس على أساس ثقافتها العميقة.

إن ثقافة أردوس محورها هو الثقافة المنغولية، كما أنها مشربة بثقافة شيونغنو (قومية بدوية صينية قديمة) وثقافة شيا الغربية وثقافة السهول الوسطى الخ.

المغول، وهم القومية الرئيسية في أردوس، منفتحون على العالم منذ قديم الزمان. في القرن الثالث عشر، أسس جنكيز خان الإمبراطورية المنغولية التي امتدت من آسيا إلى أوروبا. في تلك الفترة، كانت حدود الصين الغربية والشمالية مفتوحة. هاجر كثير من المسلمين من بلاد العرب والفرس وآسيا الوسطى إلى الصين. لذلك، تطور الإسلام كثيرا في الصين منذ ذلك الوقت.

وحسب السجلات التاريخية، عاش في عاصمة المغول، مدينة خهلين، ويغور (أسلاف قومية الويغور) وعرب وفرس وهنغار وروس وبريطانيون وفرنسيون، ومن بينهم مبشرون وعلماء فلك ومهندسون وأطباء وفنانون.

وتتبنى قومية منغوليا مبدأ حرية العقيدة والتنوع الفكري، مما أرسى أساسا جيدا لثقافة أردوس.

 

آثار نفيسة

اكتشفت في أردوس مائة وعشرة مواقع أثرية رئيسية من مختلف العصور والأنواع في أردوس، من بينها أربعة مواقع لحماية الآثار على مستوى الدولة، 19 موقعا على مستوى المنطقة و87 موقعا على مستوى اللواء، ومن أشهرها موقع أحافير الإنسان في منطقة المنعطف الكبير للنهر الأصفر، والطريق العريض لأسرة تشين(221- 207 ق.م)، ومقبرة جنكيز خان الخ.

الطريق العريض لأسرة تشين أقدم "خط سريع" في تاريخ الصين. وتشير السجلات التاريخية إلى أن الإمبراطور تشين شي هوانغ(259 – 210 ق.م) خصص آلافا من الناس على مدى سنتين لبنائه من أجل نقل قواته بسرعة إلى الشمال وقت الحرب. أيضا لعب هذا الطريق الممتد من الجنوب إلى الشمال، دورا هاما في تعزيز تبادل واندماج الثقافة الزراعية للسهول الوسطى والثقافة البدوية للمروج الشمالية. 

مساحة مقبرة جنكيز خان الحالية 55 ألف متر مربع، ويتشكل الجزء الرئيسي لأبنيتها من قوس البوابة الضخم المهيب والمقلد لبرج بوابة المدينة لأسرة يوان والقصور الثلاثة الكبيرة المتصلة على طراز الخيمة المنغولية المقببة، ويوجد تمثال لجنكيز خان يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار في القاعة الرئيسية لها، ووراء القصر الرئيسي قصر النوم، والرسوم الجدارية على الجدار الشرقي والغربي والشمالي تعكس تاريخ حملات جنكيز خان العسكرية طول حياته، ومنها لوحة "دخول سفراء الدول إلى القصر لمقابلة جنكيز خان" الذي يصف بصورة حية الاتصالات الودية بين الإمبراطورية المنغولية والدول المختلفة في ذلك الوقت.

 

غناء ورقص

أبناء منغوليا الذين يقال إنهم يعيشون على صهوات الجياد ويقطنون شمال شرقي الصين، يجيدون فنون الغناء والرقص. في أردوس أنواع الرقص هي: رقصة السراج والأكواب ورقصة كوايتسي (عصى الطعام) ورقصة تشاما الدينية الخ.

رقصة السراج والأكواب تؤديها راقصة واحدة داخل الخيمة المنغولية في مناسبات الأعياد والاحتفالات ولقاءات الأصدقاء والأقرباء، تنتشر رئيسيا في مروج أردوس.

تؤديها الراقصة وهي ساجدة أو جالسة أو واقفة في مكان واحد، تحمل سلطانيات أو أكوابا أو سراجا بيديها، وأهم حركاتها هي حركات اليد والذراع والكتف والانحناء إلى الأمام والخلف، باتخاذ الخصر محورا. يمكن للراقصة الماهرة أن تحمل سراجين بيديها أثناء سيرها بخطى سريعة حتى تبدو أضواء السراجين كنجوم متحركة.

تنتشر رقصة كوايتسي (عصى الطعام) في مونغ (مديرية) يه جو، يؤديها رجل واحد في مناسبات الأفراح. يمسك الراقص بمجموعة من عصي الطعام بيد واحدة أو باليدين ليضرب بسهولة يديه وكتفيه ووسطه ورجليه أثناء مشيه مستقيما أو دائريا متقدما أو متراجعا وهو يحرك كتفيه بسرعة مع حركات رجليه وجسمه. تكون حركات الرقصة سريعة ورشيقة، وحركات الضرب بعصي الطعام متغيرة. ويرقص الرجل ويهتف في آن واحد عندما تصل الرقصة إلى ذروتها.

رقصة تشاما الدينية تعبر عن الحكايات الدينية، تؤدى بالأقنعة وفقا لقواعد محددة. تنقسم إلى الرقصة الفردية والزوجية والجماعية الصغيرة والجماعية الكبيرة. عدد شخصيات موضوعاتها كبير، أشكالها مختلفة، حركات الرقص تختلف حسب الشخصيات، مثلا، حركات الشيطان تكون قوية وشرسة كأنها من أعمال النحت؛ حركات إله الأيل تكون منطلقة وجريئة تحتاج إلى مهارات متفوقة في السباق؛ حركات رقص الجماجم مرنة ورشيقة، تقفز أحيانا مع أصوات الطبول وتؤدي حركات مرحة وفكاهية أحيانا أخرى. رقصة تشاما منتشرة في منطقة منغوليا الداخلية انتشارا واسعا، تعرض في الأعياد الدينية في معظم المعابد.

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.