ã

خلق تفوق جديد على أساس التفوق القائم

مقابلة مع يون فنغ، أمين لجنة الحزب بمدينة أردوس

هان لي

منجم فحم يدار بأحدث التكنولوجيا العالمية

أحزمة غابية للوقاية من الفيضانات على الضفة الجنوبية للنهر الأصفر بأردوس

أمين لجنة الحزب يون فنغ (الأول من اليسار) وعمدة مدينة أردوس دو شين (الثاني من اليسار) يتفقدان مشروعا لشركة بويوان بمنطقة ووشنتشاو للبيئة والصناعة الكيماوية

في أواخر عام 1993، بدأت حكومة الصين تطوير مجموعة من المؤسسات الكبيرة، وكانت مجموعة أردوس للكشمير ومؤسسة يه جو للفحم ومؤسسة يه جو للكيماويات قد تأسست بهضبة أردوس قبل سنتين. الآن، زادت قدرة الإنتاج السنوي لمجموعة أردوس من ثلاثمائة ألف قطعة إلى 2ر1 مليون قطعة، وحلت محل شركة إتش داوسون (H·Dawson) البريطانية لتكون أكبر مؤسسة لتصنيع الكشمير في العالم. وبعد ذلك، سجلت مجموعة أردوس للكشمير ومؤسسة يه جو للفحم ومؤسسة يه جو للكيماويات ومؤسسة ييلي للعلوم والتكنولوجيا في البورصة.

خلال فترة الخطة الخمسية العاشرة، حققت أردوس إنجازات مرموقة في مجالات الطاقة والكيماويات والصناعة والبيئة، في الوقت ذاته، بلغ الناتج المحلي الإجمالي ثمانين مليار يوان وبلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 6ر6 آلاف دولار أمريكي؛ وتجاوز الدخل الحكومي لكل الثمانية ألوية بالمدينة مائة مليون يوان، وجاء حي دونغشنغ ولواء تشونقأر بالمدينة في المركزين الأول والثاني في منطقة منغوليا الداخلية في هذا الإطار.

قبل تسعينات القرن الماضي، كانت أردوس هي الأقل نموا بمنطقة منغوليا الداخلية، فالمناطق الصحراوية تمثل 48% من مساحة المدينة وتحتل المناطق المقفرة 29% وتمثل المناطق الجبلية 19%، حيث تتآكل التربة وتكثر العواصف والغبار وتشح الأمطار؛ ومن بين السبعة ألوية والحي الواحد بالمدينة، كانت خمس منها تنتمي إلى الألوية أو المحافظات الفقيرة على مستوى الدولة والثلاث الأخرى تنتمي إلى الألوية أو المحافظات الفقيرة على مستوى المنطقة الذاتية الحكم.

ما هي أسرار التقدم السريع والعجيبة الاقتصادية بأردوس؟

يون فنغ أمين لجنة الحزب بمدينة أردوس، يبوح بتلك الأسرار.

 

"اهتمام بالغ بالمنفعة والجودة والهيكل"

الصين اليوم: حققت أردوس تقدما سريعا في السنوات الأخيرة، وقد بلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 6ر6 آلاف دولار أمريكي، ويقترب هذا الرقم من الرقم في المناطق الساحلية المتقدمة بشرقي الصين. مع ذلك، يرى كثيرون أن سبب التقدم هو الموارد الطبيعية مثل الفحم والغاز الطبيعي، كيف ترى ذلك؟

يون فنغ: أعترف بأن هناك علاقة بين التقدم والموارد الطبيعية، ولكن الصين بها كثير من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية، ويختلف بعضها عن بعض من حيث مستوى التنمية بسبب الأفكار والإستراتيجيات، مما يعني أن التنمية لا تعتمد على الموارد الطبيعية فقط. وأعتقد أن تحويل الموارد الطبيعية إلى موارد اجتماعية هو أهم أسباب التقدم، ومن هنا نحن نولي اهتماما بالغا بالمنفعة والجودة والهيكل، وهي المعايير الهامة لتقييم المدن.

وحسب تقرير أصدرته الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية عام 2006، تبوأت أردوس المركز السابع والأربعين من حيث القدرة التنافسية الشاملة لمائتي مدينة صينية، وتبوأت المركز الأول من حيث القدرة التنافسية للنمو، وتبوأت المركز الثامن والمركز الحادي والثلاثين والمركز التاسع والثلاثين من حيث القدرة التنافسية للمنفعة والجودة والهيكل، كل على حدة، وهو تقدير موضوعي لتنمية أردوس الشاملة. إضافة إلى ذلك، يلخص التقرير تجارب بعض المدن حول رفع القدرة التنافسية، ويثني على أردوس بأنها خلقت تفوقا جديدا على أساس التفوق القائم، وقد خلقت الحكومة بيئة جيدة وأنتجت المؤسسات الثروات. وتحرص حكومة المدينة على توفير ظروف الاستثمار الجيدة للمؤسسات وتوفير ظروف المعيشة الجيدة للسكان.

 

"انتهزنا الثلاث فرص"

الصين اليوم: وضعت حكومة أردوس سياسات حكيمة كثيرة في عملية الإصلاح والانفتاح، مثلا، سياسة "التعديلات الستة"، التي طرحتها عام 2000، وسياسة "المقاييس العالية الستة"، التي طرحتها عام 2001، وهما السياستان اللتان حددتا اتجاهات التنمية للبيئة وتربية المواشي والدواجن والصناعة. كيف طرحت الحكومة هاتين السياستين؟

يون فنغ: حيث أن الظروف الطبيعية بأردوس سيئة بالنسبة لتنمية الزراعة والرعي، طرحت الحكومة عام 2000 استراتيجية "بناء مدينة خضراء وقوية في تربية المواشي والدواجن"، وأجرت "التعديلات الستة" في تنظيم مناطق الزراعة والرعي، وإعادة هيكلة الزراعة والرعي، وأساليب التربية، وتوزيع السكان، وتنمية الزراعة والرعي، والإنفاق الحكومي، كما قررت الحكومة منع الرعي، وتربية المواشي في الحظائر، إضافة إلى ذلك، شجعت على تهجير السكان من مناطق الزراعة والرعي إلى الحضر وتخفيف التلويث البشري للبيئة. وفي عام 2001، طرحت الحكومة سياسة "المقاييس العالية الستة" للتنمية الصناعية الجديدة، التي تتركز على نقطة الانطلاق العالية، والعلوم والتكنولوجيا العالية، والمنفعة العالية، والسلسلة الصناعية على المستوى العالي، والقيمة المضافة العالية، والاقتصاد في الطاقة وحماية البيئة على المستوى العالي، وذلك من أجل حل المشاكل البارزة في عملية التنمية الصناعية السابقة ودفع تنمية الاقتصاد الدوري.

كانت أردوس منطقة فقيرة، ولكن، يتمتع أبناؤها بالحياة الرغيدة تقريبا حاليا بسبب تقدم الأفكار واستغلال المبادرة الذاتية اللذين أثارا قدرات الناس على الابتكار والإبداع.

بالإضافة إلى ذلك، انتهزنا الثلاث فرص في الست سنوات الماضية. كانت نسبة الغطاء النباتي بأردوس في الماضي 30% فقط، عندما طرحت سياسة "التعديلات الستة"، تفاقمت مشكلة البيئة بشدة إلى درجة أن رأى كل المسئولين والرعاة أنه يجب اتخاذ إجراءات لحل المشكلة، وكانت هذه هي الفرصة الأولى. كان بأردوس أكثر من 1300 منجم فحم صغير، مع ذلك، كان حجم الإنتاج بالمدينة 79ر26 مليون طن فقط، إضافة إلى انخفاض سعر الفحم، فكان كثير من مناجم الفحم على وشك الإفلاس، وهنا طرحت سياسة "المقاييس العالية الستة"، وأغلقت الحكومة أكثر من ألف منجم فحم صغير منها، وبدأ تشغيل مجموعة من مناجم الفحم ذات الطاقة الإنتاجية العالية والمزودة بالأجهزة المتقدمة. وقد تم تنظيم صناعة الفحم بأردوس في نفس الوقت الذي بدأت فيه الحكومة المركزية التنسيق والسيطرة الكلية على صناعة الطاقة، وزاد حجم الإنتاج من 79ر26 مليون طن عام 2000 إلى 150 مليون طن عام 2005 لتكون أردوس أول قاعدة حديثة منتجة للفحم يتجاوز حجم الإنتاج بها مائة مليون طن بالصين، وكانت هذه هي الفرصة الثانية. وكانت خطة التنمية الكبرى للمناطق الغربية فرصة سانحة لتنظيم الهيكل الصناعي ورفع مستوى المنتجات ورفع فعالية الإنتاج بالنسبة لأردوس، فانتهزتها الحكومة لإقامة عدة مشروعات كبيرة للطاقة وحققت تكامل سلسلة صناعة الفحم بأردوس، وكانت هذه هي الفرصة الثالثة.

 

"أهمية تحرير الأفكار"

الصين اليوم: أنت شغلت مناصب قيادية مثل رئيس مونغ يه جو وعمدة مدينة أردوس لثماني سنوات، الآن، كأمين لجنة الحزب بالمدينة، هل يمكن أن تلخص أفكار تنمية أردوس الرئيسية في هذه السنوات؟

يون فنغ: تعمقت أفكارنا من تنمية أردوس تدريجيا. وفي الخمس سنوات الأخيرة، عقدت إحدى عشرة دورة كاملة للجنة الحزب، وضعنا خلالها كثيرا من السياسات والخطط ذات الصلة مع تعزيز الصناعة والتحول الحضري وتصنيع الزراعة والرعي وتنمية صناعة الخدمات والخطة الخمسية الحادية عشرة (2006- 2010م) وغيرها من القضايا الهامة بأردوس. بالإضافة إلى السياستين المذكورتين أعلاه، من أجل تنفيذ سياسة التنسيق والسيطرة الكلية على صناعة الطاقة، التي وضعتها حكومة الصين، طرحنا استراتيجية تنمية "صناعة الفحم وصناعة توليد الكهرباء بالفحم والصناعة الكيماوية والصناعة الدورية الكبرى"، وقد أقيمت قواعد لا بأس بها للطاقة الجديدة والصناعة الكيماوية الثقيلة بأردوس؛ ومن أجل تخليص التنمية الاقتصادية من قيود مستوى التحول الحضري المنخفض، طرحت حكومة أردوس أفكارا جديدة لبناء المدينة وأسرعت في بناء المنطقة المركزية بها؛ كما عملت الحكومة على بناء مرافق البنية الأساسية لدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ وطرحت أيضا استراتيجية تنمية "الصناعة الثقافية والصناعة السياحية وصناعة النقل" لدفع تنمية صناعة الخدمات. وفي عام 2005، وضعت الحكومة استراتيجية التنمية المركزية على أساس التجارب الناجحة القائمة، وطلبت فيها تركيز الموارد المحدودة على المناطق والصناعات والمشروعات المتفوقة والعالية المنفعة التي تعد آفاقها واعدة وقوتها الكامنة عظيمة، من أجل تحقيق التنمية المركزية والكلية والمتكاملة. إن هدف أردوس في الخمس سنوات القادمة هو خلق الثروات وبناء المدينة المتناغمة بالجهود المشتركة والمشاركة في الثمار؛ وبناء مدينة حديثة وقوية ونشيطة وجذابة ومتحضرة ومتناغمة؛ وبناء مدينة إقليمية للاتصال بمقاطعتي شانشي وشنشي ومنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي في صالح منطقة منغوليا الداخلية.

الصين اليوم: ما هي القوة الدافعة لتنمية أردوس؟

يون فنغ: حققت أردوس هذه الإنجازات البارزة بالاعتماد على تحرير الأفكار. وفي السنوات الأخيرة، اغتنمنا فرص التنمية على أساس تحرير وتجديد الأفكار، واتحدنا في الآراء، وركزنا قوتنا على التنمية، وحطمنا كل الأفكار والنظم التي تقيد التنمية، وشجعنا على الإبداع في العمل. وقد برهن نجاح أردوس على أهمية تحرير الأفكار.

 

"أنظار العالم تتجه إلى أردوس عام 2020"

الصين اليوم: قلت إن الإصلاح والانفتاح ثورة، ما هي الصعوبات والعوائق التي تواجهها أردوس في هذه الثورة؟

يون فنغ: السياسات والأفكار الجديدة التي طبقناها خلال فترة الخطة الخمسية العاشرة، لم يكن يدركها البعض بل رفضوها. ولكن، لن نندم على قرارنا بسبب شعورنا العميق بهذه الأرض، وثقتنا بآفاقها الواعدة. وأخيرا، نجحت هذه الثورة في تجارب التطبيق الواقعي.

الصين اليوم: ما هي أردوس المثالية في رأيك؟

يون فنغ: قلت إن شنتشن وشانغهاي لفتتا أنظار الناس من كل أنحاء العالم في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وربما ستتركز هذه الأنظار على أردوس عام 2020. إن حلم المدينة هو التقدم بعد أن تخلفت عن الآخرين زمنا طويلا. سنبذل أقصى جهودنا باستمرار حتى يتحقق هذا الحلم!

يون فنغ في سطور:

مواليد يونيو عام 1952 بمحافظة توكتوه بمنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم، من قومية منغوليا. حاصل على ماجستير في الاقتصاد. تولى منذ يوليو عام 1995، منصب نائب عمدة مدينة باوتو والعضو التنفيذي للجنة الحزب بالمدينة؛ أمين مساعد لجنة الحزب بمونغ يه جو ورئيس مونغ يه جو منذ ديسمبر عام 1999؛ ومنذ سبتمبر عام 2001، شغل منصب أمين مساعد لجنة الحزب بمدينة أردوس وعمدة المدينة، والآن، يشغل منصب أمين لجنة الحزب ورئيس مجلس نواب الشعب بأردوس.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.