ã

هونغ كونغ دور لا بديل له

يي جي وتشانغ جيون

شارع تشوانغهوان بهونغ كونغ

كريستوفر هامربك، عضو مجلس إدارة غرفة التجارة البريطانية في هونغ كونغ

بورصة هونغ كونغ

قبل عشر سنوات كانوا في الغرب يؤبنون هونغ كونغ ويقولون:"لقد ماتت هونغ كونغ". لكن الذي حدث كان تغيرا دراماتيكيا بكل المعايير، فقد سُجل بنك الصين وبنك الصناعة والتجارة الصيني في بورصة هونغ كونغ عام 2006، وكان أكثر من 90% من مشتري أسهمها صناديق استثمار أجنبية. قال هنري لاو، المراقب التنفيذي لبورصة هونغ كونغ: "الرأسمال يجري وراء الربح، إذا كانت هونغ كونغ قد ماتت، فلماذا أتتها كل هذه الأموال؟ لقد أدى التطور الذي شهدته هونغ كونغ خلال عشرة سنوات إلى تغيير تفكير الغرب، بل والعالم."

 

قدرة تنافسية دولية في مجال البنوك

هونغ كونغ، كونها مركزا مصرفيا دوليا، متفوقة في المعلومات وشفافية الإدارة والنظام القانوني وجاذبية الاستثمار الأجنبي. وتروج حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة بنشاط  مكانة هونغ كونغ كمركز مصرفي دولي في بر الصين الرئيسي وفي البلدان الأخرى.

قال هنري لاو، الذي عمل في البورصة ثماني عشرة سنة،: "الحقيقة هي أن الصين لم تحافظ فقط على الحرية المصرفية لهونغ كونغ، بل جعلت مكانة هونغ كونغ أكثر أهمية مما كانت قبل عشر سنوات. في عام 2005، كانت قيمة أموال بورصة هونغ كونغ تعادل مجموع الأموال في بورصات طوكيو وتايوان وشنتشن وشانغهاي، وجاءت في المركز الرابع العالمي. إلى نوفمبر 2006، تجاوزت هذه القيمة بورصة نيويورك، واحتلت المركز الثاني العالمي. وبفضل التنمية الاقتصادية ببر الصين الرئيسي يزدهر قطاع المال بهونغ كونغ، حاليا سجلت 368 شركة من بر الصين الرئيسي في بورصة هونغ كونغ. في عام 2006 وحده، جمعت الشركات من بر الصين الرئيسي من بورصة هونغ كونغ 9ر384 مليار دولار هونغ كونغ، بزيادة 94% عن عام 2005."

وقال هذا الخبير المالي أيضا: "ليست هونغ كونغ وحدها، كل بورصات العالم تحاول جذب شركات بر الصين الرئيسي. في الصين بورصات شانغهاي وشنتشن وهونغ كونغ، لكن كثيرا من الشركات الصينية سجلت في بورصتي سنغافورة وناسداك، مما يدل على القوة الكامنة الكبيرة للسوق الصينية. وتعمل بورصة هونغ كونغ على تطوير سوقها وزيادة فرصها التجارية، وقد بدأت جذب شركات من فيتنام وكازاخستان لتسجل بها".

وقال هنري لاو إن الناس يسألونه: هل هونغ كونغ لها مستقبل؟ ويجيب بقوله: أعتقد أن إجابة السؤال بحاجة إلى تفوقنا الحالي، وليس النظر إلى الماضي، علينا أن نرى الاجتهاد في الغد. حسب تجارب هونغ كونغ الماضية ودورها السابق، إذا عملت جادا ستتطور بسرعة؛ إذا جلست منتظرة عشرة أو عشرين سنة، ستتخلف، والأمر ليس قاصرا على هونغ كونغ ، بل أي منطقة في العالم".

مكان رائع للتجارة

في عام 2007 اختار ت مؤسسة هيريتج فونديشن الأمريكية هونغ كونغ كأكثر نظام اقتصادي حرية بالعالم خلال ثلاث عشرة سنة متتالية. ويعتقد جاك مايسانو، رئيس غرفة التجارة الأمريكية بهونغ كونغ أن هذا الاختيار صحيح مائة في المائة، حيث قال: "في السنوات العشر الماضية، وخاصة في السنوات الأربع الأخيرة، ازداد حجم الوجود الاقتصادي الأمريكي في هونغ كونغ سواء في حجم الاستثمار أو في عدد مقار الشركات الأمريكية الإقليمية أو مكاتبها، حاليا يوجد نحو 1200 شركة أمريكية في هونغ كونغ." حسب قوله، في آخر عدد لـ((الاستطلاع التجاري))، أجمع كل قادة القطاع التجاري الأمريكي تقريبا على منح أصواتهم واثقين ببيئة هونغ كونغ التجارية. وعبر 98% من الشركات عن رضاها ببيئة هونغ كونغ التجارية العامة، ثقتهم ليست للحاضر فقط بل للمستقبل أيضا. ترى الشركات الأمريكية بل قطاع التجارة العالمي أن تفوق هونغ كونغ الرئيسي هو الموقع الجغرافي وشبكة الاتصالات الدولية والبنية الأساسية الممتازة وتداول الأموال بحرية ونظام الضريبة البسيط.

قال جاك مايسانو: "مصدر ثقتي هو أن التنمية الاقتصادية في بر الصين الرئيسي قوة محركة أصلية لتنمية هونغ كونغ، وتفوق هونغ كونغ، كونها جزءا من الصين. تشهد المناطق الداخلية الصينية ازدهارا متواصلا، ويأخذ هذا الازدهار هونغ كونغ لتزدهر معها. إن قوة الصين الاقتصادية المتزايدة يوميا تحقق فرصا لا تنقطع لهونغ كونغ. جاذبية هونغ كونغ اليوم  للمستثمرين الدوليين غير مسبوقة في التاريخ. يتمنى جاك مايسانو أن يرى هونغ كونغ "مدينة عالمية كبيرة" يتشوق إليها كل شخص، وليست مركزا مصرفيا دوليا فقط. يعني ذلك أن يعيش كل شخص فيها حياة مريحة ويعمل عملا طيبا، وتصبح هونغ كونغ الاختيار الأول للعمل والدراسة وقضاء الشيخوخة والتسلية والتجارة وتحقيق الأحلام.

هونغ كونغ في نظر كريستوفر هامربك، عضو مجلس إدارة غرفة التجارة البريطانية في هونغ كونغ "مكان يغري بالتجارة".

عاش كريستوفر هامربك، خمس عشرة سنة في هونغ كونغ، كان نائب قائد عام القوات البريطانية في هونغ كونغ. قال: "إن هونغ كونغ تحث خطاها للاندماج في منطقة الصين الداخلية، وتواصل الاحتفاظ بتفوقها الذي يشمل النظام القانوني الكامل وحرية الاتصالات والكلام والضريبة المنخفضة ونظام الضريبة البسيط ونزاهة الحكومة والتفضيلات التي توفرها ((اتفاقية الشراكة الاقتصادية الوثيقة)) بين البر الرئيسي وهونغ كونغ والانفتاح التدريجي للعملة الصينية في هونغ كونغ، الأمر الذي يعتبر تركيب جناحين للنمر، بذلك ستجذب هونغ كونغ مزيدا من الاستثمار، وتبرز بين المراكز المصرفية الدولية. لذلك تعتبر هونغ كونغ مكانا مغريا للتجارة".

حول التجارة بين هونغ كونغ وبريطانيا في السنوات العشر الماضية، قال إن حجم التجارة بينهما غير مسبوق. يشبه كريستوفر العلاقات بين بر الصين الرئيسي وهونغ كونغ وبريطانيا بـ"علاقات المثلث الحديدي الدائم"، معتقدا أن كل طرف من الأطراف الثلاثة يؤدي دورا رائعا بالاستفادة من تفوقه، ويحتفظ بتعاملاته في التجارة والخدمات والاستثمار لتستمر هذه العلاقات. وقال أيضا إن هونغ كونغ كانت تلعب دور "منصة التجارة" بين الصين وبريطانيا، حاليا تلعب دور "منصة الاندماج والتواصل"وتبرز أهميتها على نحو متزايد وعلى نطاق أوسع، من الخدمات المصرفية إلى أنواع الخدمات المتخصصة. لا ريب أن هونغ كونغ هي البوابة الطبيعية لتدفق الاستثمار الأجنبي إلى الصين. بينما تسعى كثير من مدن بر الصين الرئيسي لتكون مدنا دولية، التحدي الكبير الذي يواجه هونغ كونغ هو كيفية الاحتفاظ  بخصائصها الدولية.

 

التطور على نطاق واسع

حول دور هونغ كونغ في المستقبل، قال د. فرانك سونغ، رئيس مركز البحوث المصرفية بجامعة هونغ كونغ وعضو لجنة دلتا نهر اللؤلؤ الموسعة لفرقة السياسات المركزية: "إن القضية الآن ليست تهميش هونغ كونغ في السنوات الخمس أو العشر القادمة، بل كيف تحقق هونغ كونغ التطور على نطاق واسع."

"لقد ضمت الدولة تنمية هونغ كونغ في الخطة الخمسية الحادية عشرة، ويدرك مزيد من أبناء هونغ كونغ أن مكانة هونغ كونغ يحددها نطاق تنمية البلاد، وأنها ستجد مكانتها في العولمة الاقتصادية." الواقع أن تغيير أسلوب التنمية الاقتصادية ذو علاقة وثيقة بتنمية بر الصين الرئيسي. فرص تنمية هونغ كونغ الهامة تعتمد على البر الرئيسي. مثلا، في ثمانينات القرن الماضي، انتقل قطاع التصنيع والصناعة بهونغ كونغ إلى دلتا نهر اللؤلؤ، فركزت هونغ كونغ على قطاع الخدمات، بذلك أنجزت هونغ كونغ التحول الموفق من التصنيع إلى الخدمات. الأمر الذي ساعد البر الرئيسي كثيرا، حيث لم تكن مناطق الصين الداخلية فتحت تماما بعد، وكانت هونغ كونغ نافذة ممتازة وجسرا عظيما يربط الصين مع العالم اقتصاديا. بعد عودة هونغ كونغ إلى أحضان الصين، أحس أبناء هونغ كونغ أن انفتاح الصين سياسيا وتنميتها الاقتصادية حققا مصالح كثيرة لهم.

هل ستحل شانغهاي محل هونغ كونغ؟ يرى د. فرانك سونغ أن هونغ كونغ ستواجه هذا التحدي بالتأكيد. لكن لا داعي للقلق على دورها كثيرا. في سوق المال، تواجه هونغ كونغ المستثمرين الدوليين، سياسة المراقبة والإدارة للسوق كاملة، وبناء نظام لا يتم في سنة أو سنتين، بل يحتاج إلى عملية طويلة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يواجه سوق المال مشكلة التدويل، الأمر الذي يرتبط بقابلية العملة الصينية للصرف. إذا حدث في يوم من الأيام أن تم تدويل شانغهاي، ستظل الصين، انطلاقا من مصلحة الدولة، تحتاج إلى عدة مراكز للأوراق المالية. لذلك يرى د. فرانك سونغ أن تنمية شانغهاي وغيرها من المدن الداخلية ليست مشكلة بالنسبة لهونغ كونغ، بل هي عملية توزيع للأعمال بصورة صحيحة والدفع المتبادل. شأن ذلك شأن طائرة كبيرة تحتاج عدة محركات، إكمال نظام الأوراق المالية يجرى على عدة مستويات، لسد حاجات المستثمرين على مستويات مختلفة. لذلك تواجه هونغ كونغ فرصا أكثر من التحديات من حيث نطاق التنمية.

يرى د. فرانك سونغ أن دور هونغ كونغ الرئيسي في السنوات الخمس بل العشر القادمة، سيكون في اقتصاد الخدمات. "اعتبر الأعمال المصرفية صناعة ذات علوم وتكنولوجيا عالية، ذات علاقة بكثير من التصميمات الدقيقة، وتحتاج إلى المتخصصين الدوليين، وبيئة تجارية عادلة وطبيعية، وتفوق معلومات. وهونغ كونغ تتفوق في حرية وسائل الإعلام ونظام الضريبة المخفضة وسهولة نقل المعلومات الخ."

وفي القطاع اللوجستي يرى د. فرانك سونغ أن هونغ كونغ إذا طورت أعمالها إلى عمق البر الرئيسي، وحققت مزيدا من التنظيم ستخدم المناطق الداخلية وستجد مجالا أوسع.

وقال أخيرا: "محور كل ذلك أن تجذب هونغ كونغ المتخصصين بانفتاح أكثر. فسوف تحث سرعة تنمية هونغ كونغ في المستقبل باعتمادها على تفوقها في التدويل حاليا بالإضافة إلى المتخصصين الممتازين!"   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.