في الدقيقة صفر للساعة الأولى من صبيحة الأول من يوليو عام 2007، تكون عشرة أعوام كاملة مضت على عودة هونغ كونغ إلى السيادة الصينية. وقد قيل عن هونغ كونغ الكثير قبيل وبعيد عودتها إلى أحضان وطنها الأم، فالبعض توقع أن تتماهى أسطورة هونغ كونغ في نسيج الصين الشيوعية وتفقد خصوصيتها الرأسمالية التي هي سر تفوقها، وتنبأ آخرون للمدينة الجزيرة أن تواصل مسيرة التنمية التي حولتها خلال أربعين عاما أو ينيف من منطقة مصايد فقيرة إلى مركز مالي ومصرفي وتجاري دولي، وقال المتفائلون إن الصين لا يمكن أن تذبح الدجاجة التي تبيض لها ذهبا.

داخل الصين، كان للحكومة والشعب حسابات أخرى، فالمهم أولا وقبل كل شيء هو أن هذا الجزء من الوطن الذي انتزع غصبا يعود إليه. كان مغزى عودة هونغ كونغ أبعد كثيرا من اعتبارات المنفعة الاقتصادية، فقد كان خطوة أخرى على طريق استعادة الصين الجديدة لكرامتها التي جرحها المستعمرون في زمن مضى، كانت مسحا لعار شان الأمة الصينية، وكانت خطوة تقرب الصين أكثر من إتمام وحدتها الكاملة.

في هونغ كونغ، ربما كان ثمة مشاعر متناقضة إلى حد ما، فما بين رغبة وبهجة العودة إلى أحضان الوطن الأم وهواجس تغيير نمط الحياة والإدارة، كان أبناء المنطقة الإدارية الخاصة يرنون إلى ما سـتأتي به أيام ما بعد العودة.

عشر سنوات، فترة قصيرة في عمر الزمن، ولكن ما شهدته هونغ كونغ خلالها يثير الدهشة حقا، ليس لأن المنطقة احتفظت بنمط حياتها ونظامها الاقتصادي الرأسمالي فقط، وإنما لأنها تطورت بمعدلات فاقت أي فترة سابقة في تاريخها. وكما تكشف مقالاتنا "عشر سنوات بعد العودة"، "دور لا بديل عنه"، فإن هونغ كونغ التي تبلغ مساحتها ألف ومائة كم مربع تقريبا، كان لديها العام الماضي احتياطي من النقد الأجنبي هو الثامن في العالم، وهي أيضا الكيان التجاري الحادي عشر في العالم. وهونغ كونغ ليست مجرد بيزينيس وفلوس وصفقات، بل مدينة للحياة الهانئة، فسبعون في المائة من أرضها مغطاة  باللون الأخضر، والعمر المتوقع لسكانها يقترب من 82 سنة، الثاني في العالم، ومازالت هونغ هونغ محتفظة بتنوعها الثقافي والبشري، فهي مدينة لا تصد قادما إليها، بل تفتح ذراعيها لكل صاحب فكرة ومشروع وطموح. إنها أرض الأحلام الممكنة.