ã

أولياء أمور بالإنابة لرعاية أطفال الريف

تشونغ قوه وانغ

علاقة دقيقة بين الأطفال الباقين بالريف ووالديهم

معظم التلاميذ الباقين بالريف يقيمون في المدارس

البهجة تجمع الأطفال الباقين بالريف

أضافت التغيرات الاجتماعية مصطلحا جديدا إلى قاموس الحياة في الصين، ألا وهو "الأطفال الباقون بالريف" الذي يشير إلى الأطفال الذين يرحل آباؤهم، وأحيانا أمهاتهم أيضا، إلى المدن للعمل ويتركونهم خلفهم في ديارهم، فستون بالمائة من المائة وخمسين مليون ريفي الذين يعملون خارج مواطنهم، يتركون أبناءهم في قراهم وبلداتهم، ويصل عدد هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في الريف بعيدا عن آبائهم عشرين مليونا.

لمواجهة هذه القضية الاجتماعية، نظمت لجنة شئون المرأة والطفل بمجلس الدولة بالتعاون مع صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة مشروعا لرعاية الأطفال الذين يبقون في الريف بعيدا عن ذويهم. بدأ المشروع، تجريبيا، في حي يويشوي بمدينة شينيوي في مقاطعة جيانغشي في أغسطس 2006، باختيار خمس مدارس وست قرى، لإقامة شبكة دعم يساهم فيها المجتمع والمدرسة والأسرة لضمان التنشئة السليمة لأولئك الأطفال. في هذا الحي، الذي يعمل مائة وخمسون ألفا من أبنائه خارجه تركوا ورائهم نحو ألف طفل، قامت إدارة الحي بعمل ملف خاص لكل طفل وبطاقة اتصال مدرسية، وطبعت كتيبا بعنوان((مقالات الأطفال الباقين بالريف))، ونظمت محاضرات توعية أسرية لأولياء أمور الأطفال الباقين بالأرياف، و"زيارات أسرية عبر الشاشة" بالاستفادة من نظام الفيديو كونفرانس.

 

أجداد وأحفاد

أمام بيت من ثلاثة طوابق ببلدة ياوشيوي في حي يويشوي التابع لمدينة شينيوي، كانت سيدة عجوز تلبس حفيدتها هوي هوي وابن خالتها تشنغ تشنغ ملابس شتوية، فقد كان الوقت في بداية الشتاء، والطفلان اللذان يبلغان من العمر ثلاث سنوات يعيشان مع جدتهما منذ سفر والديهما للعمل بعيدا. الطفلان خجولان ولا يتكلمان أمام الغرباء، وصديقهما الوحيد في البيت كلب صغير.

قال أحدنا "هوي هوي، ملابسك جميلة، هل اشترتها لك أمك ؟" "هيا لألتقط صورة لك، ابتسمي!". ابتعد الطفلان في صمت. قالت الجدة إنهما يفضلان العزلة، ويبقيان مع عدة أوراق أشجار صغيرة يوما كاملا أحيانا، ولا يذكران والديهما. فصورة الوالدين في ذهنهما ليست إلا ظلا مشوشا.

ياوشوي معروفة بتصدير العمالة إلى خارجها، ويمثل عد الأطفال الذين سافر آباؤهم للعمل خارج البلدة ستين بالمائة من تلاميذ المدارس المتوسطة والابتدائية ورياض الأطفال بالبلدة. صحيح أن الشباب الذين يعملون بعيدا حققوا ثروة لبلدتهم، وبنى كثير منهم بيوتا متعددة الطوابق، ويتوفر لأطفالهم ما يأكله وما يلبسه أطفال المدن، لكن العيون المترعة بالوحشة مشهد مألوف بين أطفال القرية.

 

ولي أمر بالإنابة

" أمي، أنا بخير، حصلت على 98 درجة في امتحان اللغة الصينية و95 درجة في الرياضيات، اطمئني!" بهذا الكلمات خاطبت التلميذة يي تشيون والدتها عبر الشاشة.

مدرسة ياوشيوي المركزية، هي أول موقع تجريبي لمشروع رعاية الأطفال الباقين في الريف بمقاطعة جيانغشي. جهاز الهاتف العام الذي تستخدم فيه بطاقات  IC قريب من مسكن التلاميذ، ويمكن للطلاب الفقراء الحصول على بطاقة الهاتف مجانا. وبدأت المدرسة برنامج "زيارة أسرية عبر الشاشة"، الذي يتيح للأطفال رؤية آبائهم وأمهاتهم دائما عبر الشاشة.

بعد سفر والدتها للعمل كانت  يي تشيوان دائمة البكاء. حاليا تحسنت حالتها كثيرا، وعندما تتحدث مع والدتها تحاول الأم إخفاء دموعها  عن ابنتها التي تزداد جمالا وتفاهما معها يوما بعد يوم عبر لقاء الشاشة. ومما زاد من طمأنينة الأم أن المدارس خصصت ملفا بل وعينت "ولي أمر بالإنابة" لكل طفل غادر والداه البلدة، وتقام دورات تدريبية لأولياء الأمور بالإنابة تقدم معلومات للأجداد والجدات حول تربية أحفادهم، لمدة ساعة ونصف الساعة في مساء يومي 15 و30 كل شهر.

بعد أن قلنا للأطفال إن الصور التي سنلتقطها سيراها آباؤهم، أسرعوا بالاصطفاف أمام العدسة فرحين. وقبيل مغادرة البلدة، شاهدنا مشهدا سر قلوبنا.. أم تداعب توءميها اللتين يقل عمرهما عن سنة، وبدأتا التدرب على المشي. ولكن عرفنا من الأم أنها تعتزم السفر قريبا، وستنضم الطفلتان إلى قائمة الأطفال الباقين بالأرياف بعيدا عن دفء وحنان الأم.

إن الاستمتاع بحب وحنان وعناية الأم هو أهم تجربة للطفل أثناء نموه، ولا يمكن أن يعوض ذلك شئ. في مدرسة ياوشوي المركزية، عندما صوبنا عدسة الكاميرا نحو الأطفال وقلنا لهم إن آباءهم سيرونهم في هذه الصورة، تجمعوا أمام العدسة سعداء فورا. كم نتمنى أن يكون هناك عدد أكبر من المهتمين بهم، و أن ترافقهم ابتسامتهم هذه طوال طفولتهم.

 

لمعلوماتك

أكثر من 9% من الأطفال الصينيين في سن المدرسة المغتربين بالمدن لم يلتحقوا بالمدارس.

ذكر تقرير صادر عن المركز الوطني للأطفال في نهاية عام 2006 أن 3ر9% من الأطفال المغتربين الصينيين في المدن الذين تقل أعمارهم عن أربع عشرة سنة لم يلتحقوا بالمدارس، في مخالفة صريحة لقانون التعليم الإلزامي لمدة تسع سنوات. وقال التقرير إن 9ر46% من أبناء المغتربين بالمدن الصينية الذين بلغت أعمارهم ست سنوات لم يلتحقوا بالمدارس بعد، برغم أنه وفقا لقانون التعليم الإلزامي يجب أن يلتحق الطفل في سن السادسة بالمدرسة، بغض النظر عن نوعه أو عرقه، وفى بعض المناطق حيث الأوضاع الاقتصادية متخلفة يبدأ التحاق الطفل بالمدرسة في سن السابعة.

ويوضح التقرير أن طلبة المدارس الإلزامية "المتجاوزين للسن" مشكلة كبيرة بين الأطفال المغتربين، إذ يمثل الأطفال المغتربون الذي بلغوا سن الثالثة عشرة ومازالوا في المرحلة الابتدائية 5ر31%.

وحسب التقرير، بدأ اكثر من 60% من الأطفال بين سن 12 و 14 عاما الذين لم يلتحقوا بالمدرسة ممارسة العمل.

وذكرت وزارة التربية والتعليم أنه في نهاية عام 2004، كان اكثر من 4ر6 ملايين طفل ريفي في سن التعليم الإلزامي يعيشون في المدن مع آبائهم. وهناك 22 مليون طفل يعيشون في الريف بعيدا عن آبائهم الذين يعملون في المدن. علما بأن الطفل الريفي الذي يعيش في المدينة مع أبيه يدفع رسوما مدرسية أكثر من زميله من أبناء المدينة.

وقد أقيم عدد كبير من المدارس الخاصة لأطفال المغتربين في المدن تفتقر إلى الأجهزة والبنية التحتية والمعلمين الأكفاء. وفى شهر يوليو  من عام 2006 أغلقت لجنة التعليم في حي هايديان ببكين 37 مدرسة من هذا النوع وألحقت تلاميذها بمدارس عامة مجاورة.

 

 

السماء الزرقاء وأشعة الشمس

 بدأت وزارة الشؤون المدنية من نهاية عام 2006 تنفيذ خطة "السماء الزرقاء" لبناء إنشاءات وأجهزة رعاية الأطفال وخطة "أشعة الشمس" لبناء مرافق خدمة الأسر التي بدون عائل.

يأتي التمويل الرئيسي لخطة "السماء الزرقاء" من الحكومات المحلية وعائدات يانصيب الرعاية الاجتماعية التي تجمعها وزارة الشؤون المدنية، حيث يتم تخصيص 200 مليون يوان (25 مليون دولار أمريكي تقريبا) سنويا لإنشاء وإكمال أجهزة رعاية الأطفال التعليمية والصحية في المدن الكبيرة والمتوسطة لمدة خمس سنوات؛ وستنفذ خطة "أشعة الشمس" في أنحاء الصين بغرض جمع خمسة مليارات يوان (625 مليون دولار أمريكي تقريبا)، على أن تدبر وزارة الشؤون المدنية نحو مائة مليون يوان من عائدات يانصيب الرعاية الاجتماعية، للمساعدة في إقامة مرافق خدمات رعاية الأسر التي ليس لها عائل في الريف، خلال  فترة الخطة الخمسية الحادية عشرة.

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.