سؤال: هل تواجه الصين تهديدا إرهابيا؟ ما هو موقف الصين من مكافحة الإرهاب؟ ما هي أشكال التعاون بين الصين والمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب؟

 

منذ تسعينات القرن الماضي، أصبح الإرهاب عنصرا مؤثرا على نحو متزايد  في السلم والأمن والاستقرار العالمي والإقليمي. رغم أن الصين لم تشهد حوادث إرهابية خطيرة، فإنها إحدى الدول المتضررة  بالإرهاب، ويأتي التهديد الرئيسي الذي تواجهه من قوة "تركيستان الشرقية" الإرهابية من داخل الصين ومختلف الأعمال الإرهابية التي تمارسها التنظيمات الإرهابية الدولية والعناصر الإرهابية.

في مكافحة الإرهاب، موقف الصين الأساسي يتمثل في ما يلي:

 

أولا، معارضة الإرهاب بكافة صوره. وتدعو الصين المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف موحد وإلى تضافر الجهود لتوجيه ضربات حازمة للنشاطات الإرهابية أيا كان موقعها ووقتها وهدفها ومنظمها وأسلوبها، كما تدعو الصين إلى عدم الكيل بمكيالين في التعامل مع الإرهاب.

 

ثانيا، لا ينبغي التوسع في أهداف مكافحة الإرهاب. عند مكافحة الإرهاب يتعين إيجاد الأدلة الثابتة، وتحديد الأهداف الواضحة، وتفادي إلحاق الضرر بالأبرياء، وعدم ممارسة الهيمنة بذريعة مكافحة الإرهاب. يجب أن تكون مكافحة الإرهاب فرصة جديدة للتبادل بين مختلف الحضارات واستفادة بعضها من بعض، ونقطة انطلاق جديدة للحوار والاندماج لتحقيق التقدم والازدهار المشترك.

 

ثالثا، يجب القضاء على الإرهاب في الشكل والجوهر. وقد قال الصينيون قديما: "النار لا تخمد قبل نفاد الحطب". الصدامات والاضطرابات هما سبب الإرهاب، والفقر والتخلف هما التربة التي ينشأ فيها الإرهاب. السياسة الجذرية  للقضاء على تربة نشأة الإرهاب وانتشاره هو حل قضايا السلام والتنمية جذريا ودفع التطور المشترك لمختلف الحضارات بالعالم ودفع تقدم البشرية المشترك والعدل والإنصاف الاجتماعي.

 

رابعا، يتعين إظهار الدور الهام للأمم المتحدة ومجلس الأمن. تدعو الصين إلى إقامة آلية عادلة وصحيحة وفعالة للتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب تحت قيادة مجلس الأمن بأسرع وقت ممكن، لإظهار الدور الهام للأمم المتحدة ومجلس الأمن في مكافحة الإرهاب.

 

خامسا، مكافحة الإرهاب تحتاج تعاونا دوليا. والصين من جانبها تسعى للعمل مع مختلف دول العالم لمنع ومكافحة الإرهاب، خاصة التعاون في تبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب، وقطع مصادر تمويل الأعمال الإرهابية، وتسليم وإرجاع المتهمين بالإرهاب، في سبيل حماية السلم والأمن العالمي.

 

الصين دولة مسؤولة  تحب السلام وتحرص عليه وتحميه. وهناك مصالح مشتركة بل طويلة الأمد في قضية مكافحة الإرهاب بين الصين ودول العالم. لقد أيدت الصين بحزم واشتركت في مكافحة الإرهاب الدولي، وانضمت إلى معظم المعاهدات الدولية حول مكافحة الإرهاب، وتتعاون ثنائيا مع الدول المعنية لمكافحة الإرهاب على أساس "المساواة والتعاون والمنفعة المتبادلة"، للقضاء على جذور الإرهاب. في السنوات الأخيرة، دعت الصين بنشاط إلى التعاون الإقليمي لمكافحة الإرهاب، وعززت جهود مكافحة الإرهاب لمنتدى التعاون الاقتصادي آسيا – المحيط الهادي ومنظمة شانغهاي للتعاون ورابطة دول جنوب شرقي آسيا، وأقامت مع دول أخرى أو بمفردها مناورات لمكافحة الإرهاب بأحجام وأشكال مختلفة، الأمر الذي يجسد موقف الصين في مكافحة الإرهاب، وعزيمتها وثقتها بمنع كل النشاطات الإرهابية.