ã

ثلاثة مواقع كارستية.. حلم واحد

قرية شويي خرجت عن بكرة أبيها لمساعدة جار في بناء بيته

تعتزم الصين أن تتقدم بطلب لإدراج المناظر الكارستية في وولونغ (بلدية تشونغتشينغ)، محافظة ليبو (مقاطعة قويتشو)، ومدينة شيلين (مقاطعة يوننان) ضمن قائمة التراث العالمي وذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمي لليونسكو في كريستشيرش بنيوزلندة في الفترة من 23 يونيو إلى 3 يوليو هذا العام.

حلم قديم

قررت وزارة البناء والتعمير الصينية أن تتقدم بطلبها لليونسكو في 10 سبتمبر عام 2005، ولكن الجهود بدأت قبل ذلك بكثير. وقد سمت الوزارة كهف فورونغ تحت عنوان "المناظر الكارستية لجنوبي الصين" في اجتماع عقد في شهر أكتوبر 2003 لتحديد أي المواقع سيظهر في القائمة التمهيدية. ومنذ ذلك الوقت تعمل وولونغ على إعداد طلبها.

ويرجع تاريخ بدء استعدادات ليبو إلى عام 1995، وفي مارس عام 2001 تقدم مسئولو المحافظة رسميا بطلبهم لوزارة البناء والتعمير.

وكانت مدينة شيلين أول من تقدم بالطلب في عام 1991

 

فريق عمل

إن إدراج موقع في قائمة التراث العالمي ليس مسألة سهلة، ولكن الذين شاركوا في هذه المهمة كانوا جادين مخلصين في عملهم.

ليو تشي، أمين عام لجنة الحزب في وولونغ، مثال جيد.  لقد تعاملت وولونغ مع طلبها بنفسها بدعم سياسي ومالي من بلدية تشونغتشينغ، وليس تحت مسئولية حكومة المقاطعة مثل ليبو وشيلين. تعلم ليو تشي كيف يدير الأمور من خبرة الآخرين ومن خلال دراسة اتفاقية التراث العالمي. ومن أجل ضمان الكفاءة القصوى استأجر طابقا كاملا في فندق لاستضافة الخبراء الذين يعدون وثائق تقديم الطلب، وفرض ليو تشي على نفسه وعلى الآخرين العديد من القيود فيما يتعلق بإعادة البناء الإيكولوجي. وقد تم النص في عقد موقع من رئيس ونائب رئيس محافظة وولونغ، على تلك الالتزامات، والعقوبات أيضا في حالة عدم إنجازها في الوقت المحدد.

أما محافظة ليبو فقد تبنت نهجا مختلفا عن وولونغ، حيث كانت المقاطعة التي تتبعها وهي قويتشو مسئولة عن معظم جوانب المشروع. وكان وانغ فو يو، أمين عام لجنة الحزب في قويتشو، مسئولا عن كل أعمال إعداد وتقديم طلب ليبو. وقد عقد وانغ فو يو ومنغ تشي ليانغ، نائب رئيس قويتشو، اجتماعا في ليبو يوم 17 مايو 2006 لوضع إطار عمل للمسئوليات الفعلية لكل مرحلة من عملية أعداد وتقديم الطلب.

لم تكن شيلين أقل حماسة في استعداداتها. فقد قام لي تشنغ بينغ، عضو لجنة الحزب ورئيس القسم المحلي المسئول عن المواقع الطبيعية، بزيارة العديد من المواقع الرئيسية حرصا على حماية البيئة. وقد اعترف لاحقا أن تلك الزيارات أعطته رؤية قيمة لطبيعتها البدائية. إن شيلين أكثر تقدما من وولونغ وليبو من حيث السياحة، وعليه فإن سكانها يستفيدون بالفعل من مواردها وفي ذات الوقت يدعمون المشروع بدون تردد.

بناء البيئة

إن تسجيل موقع في قائمة التراث العالمي لليونسكو مشروط بأن يكون محميا بدرجة جيدة وأن يكون به موارد طبيعية محددة وأن يقع في مكان خال من الإنشاءات الاصطناعية المشوهة. وحيث أن الثلاثة مواقع مأهولة بالسكان كما أنها قواعد صناعية، كان من الضروري إجراء بعض عمليات إعادة البناء. وقد نسقت الحكومات المحلية جهودها مع السكان عملا بمقولة: " نصمد متحدين ونسقط متفرقين".

تمت إعادة توزيع جميع الصناعات المسببة للتلوث في وولونغ وتم تعويض السكان الذين أعيد توطينهم. وقد عرضت وولونغ ثلاثة اختيارات على أصحاب البيوت الذين لزم تهجيرهم: إذا كان لهم أقارب في أماكن أخرى يمكنهم أن ينتقلوا إليهم مع تعويضهم؛ إذا فضلوا الانتقال إلى مناطق حضرية، يحق لأبنائهم الدراسة مجانا، ولهم أيضا حق الانتقال إلى قرى أخرى، بشرط توفر أرض زراعية للقادمين الجدد. ومن أجل حماية البيئة، طالبت الحكومة السكان الذين بقوا أن يغيروا نمط حياتهم، فعليهم مثلا أن يستخدموا غاز الميثان كوقود بديلا عن الخشب، وأن ينتجوا ويبيعوا الهدايا التذكارية بديلا عن قطع أشجار الغابة لإخلاء الأرض للزراعة. وفي النهاية نجحت وولونغ في تحقيق شروط اليونسكو، والأكثر أهمية أن السكان المحللين أصبحوا قادرين على زيادة دخلهم السنوي من 300 يوان في منتصف تسعينات القرن الماضي إلى 2700 يوان عام 2006.

أما ليبو فقد قامت بترتيبات ذات توجه بيئي، حيث انتقلت الصناعات من مناطق الحماية، ومن ذلك أربع محطات للطاقة الكهرومائية وثلاثة فنادق انتقلت إلى خارج موقع جسر تشيكونغتشياو (الأقواس السبعة). واتخذت حكومة مقاطعة قويتشو الإجراءات الضرورية لإيجاد عمل بديل للعمالة التي تأثرت بذلك. وكما قال وانغ فو يو.. علينا أن نضمن ألا يصبح أي فرد بدون عمل في إطار سعينا لإدراج وولونغ بقائمة التراث العالمي. وعلى هذا تم دفع رواتب العاملين بمحطة الطاقة الكهرومائية، وعددهم مائتان، أثناء فترة إعادة البناء حتى الانتهاء من بناء محطة جديدة. في ليبو كان عدد المطلوب تهجيرهم من السكان قليلا مقارنة مع وولونغ، والسبب في ذلك هو أن 90% منهم ينتمون إلى الأقليات القومية ذوي الكثافة السكانية المنخفضة للغاية. بل إن وجودهم في الموقع يعتبر موردا ثمينا في حد ذاته، وفقا لخبراء اليونسكو. وتشجعهم الحكومة المحلية أيضا على استخدام الغاز وقدور الطهي الإلكترونية من أجل حماية البيئة.

وقد طبقت شيلين هي الأخرى قواعدها الخاصة بشأن إعادة بناء البيئة، حيث قامت الحكومة المحلية للمدينة بشراء الأرض من الفلاحين المحليين واتباع نصائح الخبراء البيئيين، وقامت بغرس أشجار فاكهة تناسب التربة. ويحصل الفرد من المحليين الذين يعملون في المشروع على دخل شهري قدره 600 يوان والاحتفاظ بكافة ثمار الأشجار التي يرعاها ومن ثم تحقيق دخل من بيع الثمار للسياح، بحيث يمكن لبعض السكان هنا أن يحققوا دخلا سنويا قدره ثمانية آلاف يوان من بيع الثمار، وفقا لخبراء اليونسكو.

وتحرص شيلين أيضا على ضمان أن تكون كافة البنايات الجديدة متناسبة مع محيطها، وتعتبر المراحيض المبنية داخل الغابة أفضل نموذج لذلك. وبفضل التكنولوجيا الأحيائية يمكن نقل الماء لغرض الري. وتحتاج شيلين أن تجمع بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة لتحافظ على سمعتها.

هناك عدد هائل من العلامات الإرشادية التي توضح قيمة الصخور والنباتات وتطلب من الزوار عدم تخريبها. وقد أنشأت شيلين مركز تحكم إلكتروني لمراقبة الموقع ومنع التخريب به من خلال القبض على المتسببين خلال ثلاث دقائق. ويستقبل المركز أيضا اتصالا للاستغاثة من التليفونات العامة الكثيرة المنتشرة بالموقع.

إن الانضمام إلى قائمة التراث العالمي حلم قديم بالنسبة لوولونغ وليبو وشيلين. وكما يقول الصينيون: "من يعمل جادا يمكن أن يجعل قضيب الحديد إبرة". وكل سكان المناطق الثلاث على ثقة من أن جهودهم ستثمر في شهر يوليو.     

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.