شيلين-- 380 كم مربعا من أكوام الكارست المثيرة، هي المكان المثالي لمن لا يطيقون الاستكشافات الطويلة لإجلال الطبيعة والجمال النائي. إن هذا المنتجع المجهز جيدا، بما فيه من مسارات واضحة وعلامات طرق جلية، يقع على مسافة ساعة بالسيارة من كونمينغ، حاضرة مقاطعة يوننان.

يتدفق السائحون إلى شيلين لالتقاط صور لهم ومن خلفهم الصخور ذات الأشكال الغريبة، متشابكي الأذرع مع واحد من أبناء قومية يي الذين يقيمون في هذا المكان منذ أجيال. وقد عثر على موقع شيلين أول مرة عام 1931، ولكن مع انقلاب القرن العشرين كشف مبشر فرنسي اسمه بول فيال عجائبه للعالم الغربي. واليوم شهرة الموقع بين الناس لا تضر بحال قيمته العلمية.

توفر شيلين صورة كاملة لهضبة الكارست. يعود تاريخ نشوءها الجيولوجي إلى نحو 270 مليون سنة. وقد غطتها مرتين الحمم واللافا، وفي كل مرة عادت إلى طبيعتها بفعل الحركات التكتونية، في ظاهرة غير عادية لا مثيل لها. تضاريس أرضها المرتفعة تتخذ أشكالا عديدة؛ منها شكل الإبرة وشفرة الحلاقة والأعمدة والباغودات وفطر عيش الغراب والسيوف،ويتباين ارتفاعها ولونها. إنها متحف طبيعي. وعلى عكس الأماكن الأخرى حيث التكوينات الكارستية ناتجة عن سقوط المطر على الحجر الكلسي، هذا المكان ولد من التأثير المشترك للحت الناتج عن المياه الجوفية، والمطر والأكسجين والكائنات الحية. ويلاحظ الزوار وجود متحجرات في بعض أجزاء التضاريس الكارستية، وهذا دليل على أن شيلين كانت مغمورة بالماء ذات يوم.

من الناحية العلمية، تثير شيلين الكثير من الأسئلة. ومن أجل الاستمتاع تماما بالغابة الحجرية يُنصح بزيارة سريعة إلى متحفها، حيث تجد شروحا مبينة بالصور لسماتها الطبيعية وتاريخها. وبعد أن تهضم كل الحقائق فإن تمشية قصيرة في تلك الغابة العجيبة ستكون ممتعة حقا، ولماذا أيضا لا تلقط لك صورة هنا؟