يقول خبراء الكارست دائما إن قويتشو واحدة من أفضل مناطق الكارست في الصين، وحي ليبو في جنوب غربي المقاطعة به أفضل النماذج. هذا المكان يزخر بنوعين من الصخور المخروطية الشكل؛ أحدهما فنغتسونغ (الأكواز المخروطية المتعددة على قاعدة مشتركة)، والثاني فنغلين (الأكواز المخروطية الأحادية). ولكن درة تاج ليبو هي محمية ماولان بها. تأسست المحمية سنة 1984 لحماية واحدة من أفضل غابات الكارست في الصين. في معظم مناطق الكارست تكون الجبال غالبا جرداء، والغطاء النباتي نادرا ويعيش بها قليل من الحيوانات. غير أن الحال يختلف في ماولان الشبه استوائية، فالأشجار تنمو في كل مكان، على الصخور وفي الماء. في هذه الغابة يعيش 2000 نوع من الحيوانات وستة آلاف نوع من الأشجار المتفوقة. هذا المكان جنة للمصورين، فالجمال موجود أينما وجهت العدسة. أما الصخور فهي متنوعة في الشكل والحجم والبحيرات خضراء لازوردية. الشلالات إما طويلة قوية أو قصيرة رقيقة. الماء يتدفق من كل اتجاه والزهور لا حصر لها.

المحمية بها أيضا نوع نادر من المستنقعات والبحيرات العميقة وينابيع الماء والنهار. إنها حقا جنة على الأرض.

وفوق هذا وذاك، الكثافة السكانية منخفضة للغاية في ليبو، فهي 19 نسمة لكل كيلومتر مربع، وفي محمية ماولان يعيش 4000 نسمة فقط، معظمهم من أقليات بويي وشوي وياو. ومن حسن حظ حماية هذا المكان الرائع أن أبناء تلك الأقليات القومية يعتبرونه عنصرا أساسيا للعيش في تناغم مع الطبيعة.

في زيارتهما إلى ليبو نيابة عن اليونسكو، في شهري يوليو وأغسطس عام 2006، قال د. جون ماك كينون ود. وليام بليتش، وهما خبيران في التنوع الأحيائي: "الشيء الهام جدا في المناظر الكارستية التي وقع عليها اختيار الترشيح هو أنها تتضمن حياة نباتية وحيوانية، وأنها نماذج حية وديناميكية من صنفها، وأنها نادرة جدا وثمينة للغاية". بعد ساعات قليلة من السير في تلك الغابة المبهجة، أدركنا، ليس فقط أن الفردوس موجود وإنما أيضا أنه يمكن أن يكون هنا على الأرض.