ã

مدرب الكونغ فو الصيني الذي تحدى نيران المدافع في لبنان

تشنغ قانغ

الرئيس اللبناني العماد أميل لحود استقبل تشن تشاو يانغ في يونيو عام 2006

الرئيس اللبناني العماد أميل لحود مع وجيه في يونيو عام 2006

تشن تشاو يانغ يدرب تلميذه المفضل

بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على لبنان يوم 12 يوليو عام 2006، عاش الشعب اللبناني أوضاعا مضطربة، وأرغمت المدافع الإسرائيلية قرابة مليون لبناني على النزوح، كما أدت إلى مغادرة الأغلبية الساحقة من المغتربين الأجانب لهذه الدولة الجميلة التي تسمى "سويسرا الشرق الأوسط". واستخدمت الولايات المتحدة طائرات هليكوبتر وحاملة طائرات وغيرها من قواتها العسكرية لنقل رعاياها من لبنان. وسط كل هذه المعمعة اختار واحد من أبناء الصين أن يبقى في بيروت. هذا الصيني هو تشن تشاو يانغ، المدير الفني لمنتخب الكونغ فو اللبناني.

لبنان وليس غيره

كان عدد المغتربين الصينيين في لبنان قليلا، وبعد أسبوعين من اندلاع الحرب غادر لبنان 170 صينيا، ولم يبق من الصينيين إلا عدد قليل من الذين تربطهم صلات وثيقة بهذا البلد، ومنهم سيدات صينيات متزوجات من لبنانيين. ولكن حالة المدرب تشن تشاو يانغ كانت استثناء.

كان تشن تشاو يانغ قد أمضى أربع سنوات كاملة في لبنان، بعيدا عن زوجته وابنه. برغم شوقه إلى الأهل وبرغم الأوضاع المضطربة، قرر أن يبقى في بيروت لسبب بسيط، وهو أنه المدير الفني لمنتخب الكونغ فو اللبناني. بعد أن تولى تشن تدريب المنتخب اللبناني أصبح هذا المنتخب يحتل المركز الأول في الشرق الأوسط، ولكن النزاع اللبناني الإسرائيلي حرم تلاميذه من المشاركة في الدورة الأولى للبطولة العربية للناشئين للكونغ فو التي أقيمت في اليمن، فضاعت منهم فرصة لإبراز القوة الرياضية اللبنانية. في الوقت نفسه، كان يصعب على الاتحاد اللبناني للكونغ فو أن يطلب منه البقاء في هذا الوضع الخطير، ولكنه اختار أن يواصل عمله ويؤدي مهمته مع تلاميذه.

تشن تشاو يانغ، البالغ من العمر 38 سنة، من مواليد تسانغتشو بمقاطعة خبي، موطن الكونغ فو بالصين. مشهد وصوله إلى لبنان قبل أربع سنوات مازال نديا في ذهنه. قال: "بعد أن شاهدت تدريبات بعض أندية الكونغ فو اللبنانية، لاحظت وجود العديد من المشاكل، فقلت لهم بصراحة إن ما يتدربون عليه ليس الكونغ فو الصيني، ولكنهم لم يقتنعوا بكلامي. وبعد نصف سنة، استطاع النزال بين تلاميذي وتلاميذهم أن يقنعهم. لقد تلقيت دعوات عمل من كندا وقطر، ولكني أكن مشاعر خاصة تجاه لبنان، فاخترت البقاء أخيرا."

لقاء السيد الرئيس

بسبب الحرب أضطر كثير من تلاميذ تشن تشاو يانغ إلى التوقف عن التدريب مما أقلقه، ولكنه رأى أن يثابر على عمله ما دام هناك تلميذ واحد مستمر في التدريب.

الرفس في الهواء والتلويح بالسيف.. هذا المشهد ليس في ساحة قتال، بل في الطابق الثالث لمبنى ورش على ساحل البحر المتوسط. على أرضية الغرفة بساط، وعلى الجدار يعلق شعار الاتحاد اللبناني للكونغ فو وصورة كبيرة يشرح عليها تشن تشاو يانغ حركات الكونغ فو. هنا يتدرب وجيه، أفضل تلاميذ تشن تشاو يانغ. يتابع تشن بدقة بالغة تلميذه ذا الأحد عشر ربيعا الذي يرتدي زي الكونغ فو الأصفر، ويوجهه مستخدما كلمات إنجليزية أو بإشارات من يديه.

أثنى تشن تشاو يانغ على تلميذه قائلا: "يتعلم الكونغ فو منذ ثلاث سنوات ونصف فقط، ولكنه ذكي جدا، يفهم روح الكونغ فو." وقبل قليل، فاز هذا الفتى بثلاث ميداليات ذهبية في الملاكمة الطويلة (تشانغتشيوان) ومهارات السيف العريض ومهارات الهراوة في مجموعة الناشئين لبطولة إيطاليا الدولية للكونغ فو، وهذا إنجاز نادر في الأوساط الرياضية اللبنانية. وقد استقبل الرئيس اللبناني العماد أميل لحود بنفسه تشن تشاو يانغ ووجيه ولاعبي الكونغ فو اللبنانيين الآخرين. كما شارك وجيه في برنامج تلفزيوني عربي مشهور، وأصبح نجما. في الوقت نفسه، ازدادت حماسة اللبنانيين للكونغ فو الصيني.

بعد اندلاع الحرب، لم يستمر في التدريب أحد من تلاميذ تشن تشاو يانغ إلا وجيه. كان مكان التدريب يقع في منطقة بعبدا الجبلية القريبة من بيروت، وبجانبها قاعدة لمقاتلي حزب الله. في بداية الحرب، هجمت القاذفات الإسرائيلية تلك المنطقة. والد وجيه أرمني، تملك أسرته شركة ديكور لا بأس بها في جنوب بيروت، حيث الوضع مستقر، فخُصص لهما غرفة في مبنى ورش الشركة الكبير للتدريب. تقع الشقة، التي كان يستأجرها تشن تشاو يانغ على الساحل في بيروت، وقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية منارة قريبة من الغرفة، فانتقل تشن إلى غرفة صغيرة في مبنى الورش، مما جعل تدريب تلميذه المفضل أسهل.

نصح تشن تشاو يانغ تلميذه وجيه بأن يرفع درجة الصعوبة لحركاته ويتدرب بجد للاستعداد للتنافس مع اللاعبين الصينيين في المسابقات الدولية الكبرى. وقال: "لهذا الولد مستقبل واعد، وهدفنا هو أولمبياد بكين."

تدريب اللبنانيين حسب ميولهم

يتزايد إقبال اللبنانيين على الكونغ فو الصيني حاليا. في الشوارع، يتحدث اللبنانيون مع الصينيين عن بروس لي وجاكي شان، وتعلق إعلانات أفلام بطلها جت لي على واجهات بعض ديار السينما. ويبذل تشن تشاو يانغ جهوده لنشر الكونغ فو الصيني في لبنان بهدوء.

لاحظ تشن تشاو يانغ أن الفتيان المسلمين يحبون التدريبات الهجومية، أما الفتيان المسيحيون، فيحبون مجموعات الملاكمة الصينية ومهارات أدوات الكونغ فو المتنوعة. لذلك، يدرب تلاميذه حسب ميول كل منهم، إضافة إلى ذلك، عليه أن يدرب التلاميذ في عدة أندية في يوم واحد أحيانا. الآن، قرر أن يأتي ببعض تلاميذه المتفوقين للتدرب في الصين من أجل إعدادهم للمشاركة في المسابقات الدولية.

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.