تنطلق الصين في تعاطيها مع مشكلة دارفور بالسودان، على أنها أزمة إنسانية في طبيعتها وينبغي التعامل معها على هذا الأساس. إن السبب الجذري لتلك المشكلة هو الفقر، ففي بعض الأماكن بها الحياة ليست أفضل من الحياة في معسكرات اللاجئين، وهذا هو سبب تفضيل البعض الاستمرار في معسكرات اللاجئين على العودة إلى ديارهم. ولهذا، على العالم أن يتكاتف من أجل اقتلاع جذور الفقر في تلك المنطقة، فذلك هو الضمان لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في دارفور.
على المجتمع الدولي أن يدرك أنه لن يحقق شيئا بمحاولة فرض شروط على السودان، فقد حان الوقت ليتوقف العالم عن النظر إلى السودان من خلال نظارة مشوشة ويلوم السودان على كل ما يقع في دارفور.
والصين تعي جيدا مسئوليتها في هذا الصدد وتعمل بالتنسيق مع الحكومة السودانية بغرض التوصل إلى مخرج يضمن الأمن والاستقرار لأبناء دارفور. وفي هذا الإطار، كانت جولة مساعد وزير الخارجية تشاي جيون، في دارفور الشهر الماضي، والتي عايش خلالها محنة أبناء دارفور على أرض الواقع لمدة أربعة أيام، خلص بعدها إلى أنه يمكن حل هذه الأزمة حلا دائما عبر نهج ثلاثي يتضمن: التشاور السياسي وخاصة داخل السودان والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، المعونات الاقتصادية، ثم حفظ السلام. وأكد السفير تشاي أنه فهم من لقاءاته مع المسئولين السودانيين أنهم يريدون التحدث للمجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي لمشكلة دارفور، ولكنهم يريدون أن تكون تلك المحادثات على قدم المساواة.
إن الصين كدولة مسئولة تحاول المساهمة بنصيبها في القضاء على جذور المشكلة في دارفور، فقد تبرعت بأكثر من عشرة ملايين دولار أمريكي للسودان، واقتناعا منها بأن التبرع وحده ليس الحل، تشجع بكين مزيدا من المؤسسات الصينية على الاستثمار في السودان، وبخاصة في المناطق النائية.
أما أولئك الذين يحاولون تشويه دور الصين في السودان، ووصل الأمر ببعضهم إلى المطالبة بمقاطعة أولمبياد بكين، فإنهم، وكما قال تشاي جيون، إما جاهلون وإما لديهم نوايا خبيئة، فليست هناك علاقة بين الأولمبياد ودارفور، كما أن الصداقة بين الصين والسودان بدأت منذ زمن بعيد، وكدولة صديقة للسودان، ستواصل الصين لعب دور بناء في دارفور.
