تتجه أنظار العالم نحو الصين هذه السنة تتابع استعدادات العاصمة بكين لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية العام القادم. كيف تسير عملية الاستعداد وماذا تم إنجازه وما هي المشاكل التي تواجه القائمين على الاستعدادات؟ الزميلة شيوي شياو يان، مراسلة الصين اليوم، طرحت كل هذه الأسئلة على نائب رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين جيانغ شياو يوي.

الصين اليوم: كيف تسير الاستعدادات لأولمبياد بكين؟

جيانغ شياو يوي: العام الحالي عام حاسم في الاستعدادات لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية التاسعة والعشرين، ونحن في اللجنة المنظمة نسعى لإتمام العمل في أربعة مجالات هي:

أولا، الصالات والملاعب، حيث تجري حاليا أعمال تركيب الأجهزة الإلكترونية والكهربائية وأعمال التشطيب والديكور في الصالات والملاعب، على أن يكتمل العمل فيها جميعا بنهاية العام الحالي، وأن تقام بها بعض المباريات والمسابقات التجريبية كنوع من الفحص الشامل لها؛

ثانيا، تأمين إمدادات الماء والكهرباء والغاز الطبيعي والماء الساخن وبناء الطرق وغيرها من المرافق التي تضمن سير الحياة بشكل طبيعي وسلس في المدينة؛

ثالثا، انتهاء اللجنة المنظمة والدوائر الحكومية المعنية من وضع الآليات والنظم الإدارية التي سيتم العمل بها خلال فترة الدورة؛

 رابعا، إكمال استعدادات العناصر البشرية الرئيسية في مجالي تنظيم المسابقات وحفظ الأمن.

الصين اليوم: وماذا عن الوضع الراهن للصالات والملاعب؟ وما هي خطة اللجنة للاستفادة منها بعد الأولمبياد؟

جيانغ شياو يوي: ستقام دورة بكين في سبع وثلاثين صالة وملعبا للمسابقات الرسمية وثلاث وستين صالة وملعبا للتدريب، ومن بين الصالات والملاعب التي ستقام عليها المباريات أربع عشرة صالة وملعبا جديدا وأربع عشرة صالة وملعبا تم تجديدها، وتسع صالات وملاعب مؤقتة. ومنها واحد وثلاثون ملعبا وصالة في بكين، والباقي في تشينغداو وشانغهاي وتيانجين وشنيانغ وتشينهوانغداو وهونغ كونغ وغيرها من المدن المشاركة في الاستضافة. وسيتم إكمالها جميعا هذا العام.

وفقا لشروط اللجنة الأولمبية الدولية والتعهد الذي قدمته بكين، ينبغي أن تقام مباريات تجريبية في الصالات والملاعب قبل الموعد الرسمي لأولمبياد بكين الصيفية وأولمبياد بكين للمعاقين من أجل التأكد من سلامة المرافق والنظم التكنولوجية وخطط التنظيم والعمليات الإدارية وتدريب القائمين على إدارة الصالات والملاعب. وعلى هذا الأساس ستقام اثنتان وأربعون مسابقة ومباراة تجريبية تحت عنوان "الحظ في بكين" في الفترة بين يوليو العام الحالي ومايو العام القادم في بكين والمدن الشريكة في الاستضافة على التوالي.

أما عن الاستفادة من الملاعب والصالات بعد الأولمبياد، فهي مشكلة واجهتها المدن التي سبقت بكين في استضافة الأولمبياد. وقد بذلنا جهودا كبيرة في تخطيط الصالات والملاعب وتنظيمها وزيادة وظائفها ووضع نظام استثمار وإدارة لها من أجل تحويل هذه "الأعباء" إلى تراث ثمين. وبشكل عام تتناسب الصالات والملاعب الأولمبية ببكين مع خطة بناء المدينة واحتياجات الجماهير، فهي موزعة على أربع مناطق، هي منطقة المركز الأولمبي، أو ما يسمى الحديقة الأولمبية التي يقع فيها الإستاد الوطني والمركز الوطني للسباحة والصالة الرياضية الوطنية وغيرها من عشر الصالات والملاعب؛ الثانية منطقة الجامعات، وسيتم بناء صالة أو ملعب في كل من جامعة بكين وجامعة العلوم والتكنولوجيا ببكين وجامعة الزراعة الصينية وجامعة الصناعة ببكين من أجل خدمة طلاب وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات والسكان المقيمين بالقرب منها بعد دورة بكين؛ الثالثة، منطقة غربي بكين التي كانت تشكو من قلة المنشآت الرياضية بها، حيث سيخدم مركز ووكسونغ الثقافي والرياضي وغيره من سبع صالات وملاعب سكان أحياء منطقة غربي بكين بعد دورة بكين؛ الرابعة، منطقة المناظر السياحية بشمالي بكين.

وفي مجال توسيع استخدامات الصالات والملاعب الأولمبية، فإنها بالإضافة إلى استضافة المسابقات الرياضية، ستفتح أبوابها للجماهير للقيام بالتمرينات الرياضية بعد دورة بكين وستقام بها المعارض والعروض أيضا.

وقد رجعنا إلى تجارب الدول الأخرى في كيفية استثمار الصالات والملاعب الأولمبية وإدارتها، وقمنا بطرح الصالات والملاعب للاستثمار من خلال مناقصات، بحيث يتولى التمويل والإنشاء مقابل أن يمتلك حق استخدامها وإدارتها لمدة ثلاثين عاما بعد الدورة الأولمبية.

الصين اليوم: كيف تستعدون لحفل الافتتاح؟

جيانغ شياو يوي: في إبريل عام 2006، حددت اللجنة المنظمة الشخصيات التي ستتولى أعمال حفلي الافتتاح والختام لدورة بكين، حيث سيتولى إخراجهما تشانغ يي مو ويساعده تشانغ جي قانغ وتشن وي يا، كما استعانت اللجنة بعدد من المخرجين العالميين كمستشارين فنيين للحفلين. وفي نهاية العام الماضي أقرت اللجنة خطة حفل الافتتاح، أما التفاصيل مثل كيفية إشعال الشعلة فأود أن نجعلها مفاجأة حتى مساء يوم 8 أغسطس عام 2008.

الصين اليوم: ما هي أساليب بيع تذاكر مباريات دورة بكين؟

جيانغ شياو يوي: من المؤكد أن أساليب البيع ستحدد من خلال عمليات قانونية معينة، كما ستحدد وكالات البيع داخل الصين وخارجها على أساس عادل.

من المتوقع أن يبلغ عدد تذاكر دورة بكين حوالي تسعة ملايين تذكرة. ولكن عدد التذاكر المتاحة للبيع سيحدد حسب خطة البيع العامة واحتياجات اللاعبين وأعضاء اللجنة الأولمبية الدولية والمؤسسات المتعهدة.

الآن، بدأت أعمال بيع التذاكر، وسنعلن أساليب البيع في حينه عبر أجهزة الإعلام بشكل تام من أجل تسهيل الشراء. في الوقت نفسه، ستحدد أسعار التذاكر حسب القدرة الاستهلاكية للصينيين وعلى أساس المشاركة الواسعة، مما سيتيح فرص مشاركة لعدد أكبر من المتفرجين. وسيتراوح سعر التذكرة للطلبة بين خمسة وعشرة يوانات (حوالي دولار أمريكي) فقط، أما أسعار تذاكر حفل الافتتاح، فستكون أقل كثيرا من حفلات الافتتاح للدورات السابقة.

الصين اليوم: أين وصلت أعمال تجنيد المتطوعين؟

جيانغ شياو يوي: بدأت أعمال تجنيد المتطوعين في أغسطس عام 2006 بشكل رسمي، وسوف تحتاج دورة بكين إلى مائة ألف متطوع، وقد بلغ عدد مقدمي طلبات التطوع حوالي مائتي وخمسين ألف فرد في بكين. أما أعمال تجنيد متطوعين من مواطني هونغ كونغ وماكاو وتايوان والمغتربين الصينيين والأجانب، فقد بدأت في مارس هذا العام. حيث أن اللجنة المنظمة بحاجة إلى عدد كبير من الأكفاء ذوي المعرفة بالثقافات الأجنبية لخدمة الضيوف الأجانب، وقد حددت اللجنة المنظمة معايير موحدة للمتطوعين من خارج الصين لتكليفهم بأعمال معينة.

الصين اليوم: ما هو مسار نقل الشعلة لدورة بكين؟

جيانغ شياو يوي: ستمر شعلة دورة بكين بأعلى قمة في العالم قمة جومولانغما (إيفرست)، هذا ما وعدنا به اللجنة الأولمبية الدولية عندما تقدمنا بطلب الاستضافة. وقد رفعنا خطة مسار الشعلة إلى اللجنة الأولمبية الدولية للتدقيق والموافقة في ديسمبر العام الماضي. وحسب الخطة ستمر الشعلة بكل المقاطعات والمدن والمناطق الذاتية الحكم الصينية التي تضم منطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين ومنطقة تايوان.

الصين اليوم: وماذا عن الاستعدادات لدورة بكين للمعاقين؟

جيانغ شياو يوي: إن اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين أول لجنة منظمة للأولمبياد تنظم دورة أولمبية صيفية ودورة أولمبية للمعاقين. وقد وعدنا بأن نقدم لدورة بكين للمعاقين الخدمات على نفس المستوى لدورة بكين الصيفية، لذا، فإن الشعار الذي نرفعه هو "دورتان رائعتان".

الصين اليوم: ما هو أكبر قلق لكم في أعمال الاستعدادات ؟

جيانغ شياو يوي: أكثر شيء يقلقنا في الاستعداد للأولمبياد هو حالة الطقس في يوم حفل الافتتاح، الثامن من أغسطس العام القادم. كانت الخطة الأصلية أن تبدأ الدورة الأولمبية في العشرة أيام الأخيرة من شهر يوليو عام 2008، ولكن، على أساس دراسة حالة الجو للمدينة، تم تغيير الموعد إلى الفترة بين يوم 8 ويوم 24 أغسطس بموافقة اللجنة الأولمبية الدولية. لا شك أن الجو يؤثر في أداء اللاعبين والبث التلفزيوني للمسابقات المفتوحة. وقد قامت الأجهزة الحكومية المعنية بالأرصاد الجوية ببحث احتمالات سقوط المطر في يوم 8 أغسطس على أساس الرجوع إلى حالة الطقس ببكين في نفس اليوم من كل عام خلال الخمسين عاما الأخيرة وتوصلت إلى أن احتمالات سقوط المطر في الفترة بين يوم 8 ويوم 24 أغسطس قليلة، ولكن أيضا هناك احتمالات سوء حالة الجو نتيجة الاحتباس الحراري وغيره من العناصر غير المحددة. وحاليا تواصل الجهات المعنية البحث العميق في هذا المجال، وسنتخذ كافة الإجراءات الممكنة لتخفيف أي أثر سلبي للجو على دورة بكين.

الصين اليوم: ما هو شعورك كنائب رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين؟

جيانغ شياو يوي: أنا بكيني، ولدت وترعرعت في هذه المدينة، وأشعر بأنني محظوظ للغاية. شغفت بالرياضة البدنية منذ طفولتي، ووقع علي الاختيار، وأنا في الثالثة عشرة من عمري، للانضمام لمنتخب كرة السلة للمدرسة الإعدادية الرابعة ببكين، وفاز منتخبنا ببطولة بكين لكرة السلة للمدارس الإعدادية. وفي عام 1979، عادت الصين إلى الأسرة الأولمبية الكبرى بعد أكثر من عشرين عاما من الجهود، حيث سمعت كلمة "الأولمبياد" لأول مرة، وبعد خمسة وعشرين عاما من ذلك، أصبحت الأولمبياد أهم عمل في حياتي.