يقترن اسم مقاطعة شنشي، ذات التاريخ العريق والحضارة المنيرة، بالتراب الأصفر وأغنيات شينتيانيو. ومقاطعة شنشي حاليا تحتل أهمية خاصة في الاستراتيجية الكبرى لتنمية المناطق الغربية، كونها تقع في وسط الصين، وتربط الشرق بالغرب وتصل الشمال بالجنوب.

 

في عام 2006 استثمرت حكومة مقاطعة شنشي 26 مليار يوان (حوالي 33ر3 مليارات دولار أمريكي) في مجال المواصلات، وبزيادة قدرها 42% عن عام 2005، احتل هذا الاستثمار المركز السادس في الصين. في ذلك العام بدأ العمل في طرق سريعة طولها ألفا كم أنجز منها 341 كم. الآن يبلغ طول الطرق السريعة في شنشي 1640 كم، وهي بذلك تحتل المركز الأول في الطرق السريعة بين مقاطعات غربي الصين.

من أجل تطوير الطرق في المناطق الريفية، أبرمت مصلحة المواصلات لمقاطعة شنشي مع وزارة المواصلات اتفاقا لبناء الطرق بشكل مشترك. وبالفعل تم الانتهاء من بناء طرق ريفية طولها 14 ألف كم تصل إلى خمسة آلاف قرية، ويستفيد منها أكثر من ستة ملايين فرد.

وفي نفس الوقت تحقق تقدم كبير في مراقبة سرعة وحمولة السيارات على الطرق، حيث أقيمت 111 محطة مواصلات لمراقبة سرعة وحمولة السيارات على الطرق السريعة.

 

الطرق السريعة.. إنجازات غير مسبوقة

استثمرت مقاطعة شنشي حوالي مليار يوان في بناء المواصلات من عام 1980 إلى عام 1985، وبنت طرقا سريعة طولها 58 كم. ومن عام 2000 إلى عام 2005 استثمرت حكومة المقاطعة 3ر66 مليار يوان (5ر8 مليارات دولار أميريكي) في بناء طرق سريعة طولها 870 كم. ولكن على الرغم من ارتفاع معدل إنشاء الطرق في تلك الفترة أضعاف ما كان في ثمانينات القرن الماضي، ظل هذا المعدل أقل كثيرا مما في المقاطعات الأخرى. في عام 2004 كان طول الطرق السريعة 1060 كم، وجاء في المركز الرابع بين مقاطعات غربي الصين، ولا مقارنة طبعا مع مقاطعات شرقي الصين المتقدمة. ولهذا فإن دور المواصلات في تنمية الاقتصاد كان معطلا.

حول تطوير المواصلات في مقاطعة شنشي، قال وزير المواصلات الصيني لي تشنغ لين، في مارس عام 2006: "شنشي مقاطعة هامة في تنمية المناطق الغربية، رغم أن المواصلات بها شهدت تطورا في السنوات الأخيرة، مازال أمامها عمل كثير." ويعتقد المسؤولون في حكومة المقاطعة أن شنشي عليها أن تبذل جهودا أكثر في تطوير المواصلات، وقد قال يوان تشون تشينغ، القائم بأعمال رئيس المقاطعة، "علينا أن نعوض ما فاتنا في الماضي."

من أجل تنمية الطرق السريعة في شنشي، أصلحت حكومة شنشي نظام إدارة الطرق السريعة ومجموعة بناء الطرق السريعة للمقاطعة ونظمت مجموعة بناء المواصلات بها.

أكملت شنشي بناء خمسة طرق سريعة في عام 2006، منها طريق جينغبيان – آنساي وطريق يواين – شنمنغجيه وطريق هوانغلينغ – يانان الخ، وهكذا ظهر لأول مرة طريق سريع من شمال شنشي إلى جنوبها؛ من مدينة شيآن مرورا بمدينة يانآن ومدينة يولين إلى الحدود بين مقاطعة شنشي ومنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم، وجزء من خط باوماو من مدينة باوتو في منغوليا الداخلية إلى مدينة ماومينغ في مقاطعة قوانغدونغ. أي أن هذا الطريق الذي يبلغ طوله 717 كم، يربط شمالي الصين بشمالها الغربي، ويحتل موقعا هاما على شبكة الطرق السريعة بالصين، ويساهم في بناء قاعدة الطاقة وقاعدة الصناعة الكيماوية في مقاطعة شنشي، بل أصبح الشريان الرئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في شنشي.

في نفس السنة، انتهى العمل في نفق طريق تشونغنانشان الذي يمر بجبل تشينلينغ قبل الموعد المحدد بعشرة شهور، وافتتح الطريق في يناير 2007. هذا النفق مشروع هام في خطة باوماو لشبكة الطرق السريعة بالصين ويعتبر حجر الزاوية لطريق شيكانغ السريع. مشروع هذا النفق الذي يبلغ طوله 02ر18 كم، تكلف 2ر3 مليارات يوان (حوالي أربعمائة مليون دولار أمريكي)، وهو ثاني أطول نفق جبلي في العالم.

 

بالعلوم والتكنولوجيا.. تسطير أعاجيب في بناء الطرق

تنقسم طوبوغرافيا مقاطعة شنشي إلى ثلاث مناطق، في شمالها هضبة شنبي وفي وسطها سهل قوانتشونغ وفي جنوبها جبل تشينلينغ وجبل باشان. والتركيب الجيولوجي في شنشي شديد التعقيد؛ ما بين الصحراء وهضبة التراب الأصفر والتلال والأودية والجبال، فجبل تشينلينغ الذي يمتد آلاف الكيلومترات يفصل بين مقاطعة شنشي ومقاطعة سيتشوان. إنها طبوغرافيا تجعل شق الطرق مهمة جد عسيرة.

يبلغ طول الجزء الذي يمر بشنشي من طريق جينغكون (من بكين إلى كونمينغ) السريع 6ر258 كم، وتبلغ ميزانية هذا المشروع حولي 6ر13 مليار يوان، فهو مشروع نموذجي في بناء المواصلات في الصين، عندما يكتمل الطريق، سترتبط مقاطعة شنشي بمقاطعة سيتشوان. في منطقة جبل تشينلينغ توجد أودية وشلالات وأنهار كثيرة، وشق أي طريق يمر بالجبل يتطلب بناء كثير من الجسور وشق أنفاق عديدة. فالجسور والأنفاق تحتل 70% من طول طريق شيهان (من مدينة شيآن إلى مدينة هانتشونغ) السريع. بالإضافة إلى ذلك يحاول المهندسون أن يجعلوا الطريق مندمجا في البيئة الطبيعية المحيطة بحيث لا يلحق ضررا بالمناظر الطبيعية.

نفق طريق تشونغنانشان يتميز عن غيره من الأنفاق، حيث قام بتصميمه من الألف إلى الياء مهندسون صينيون بتكنولوجيا صينية، ومزود بأحدث نظم المراقبة والوقاية من الحريق وحوادث المرور، وأحدث مصابيح الإضاءة التي لا ترهق عيون السائقين، وقد أطلقت أجهزة الإعلام على هذا النفق لقب "عجيبة العصر".

مشروع طريق هوانغيان (من مدينة يانآن إلى مدينة هوانغلينغ) السريع هو أطول طريق سريع والأكثر تكلفة في منطقة الأخاديد بهضبة التراب الأصفر في مقاطعة شنشي. يوجد بطريق هوانغيان السريع 22 نفقا بطول 37ر22 كم، معظمها في منطقة التراب الأصفر.

لقد تغلب المهندسون والعمال على كثير من الصعوبات في بناء تلك الطرق السريعة الصديقة للبيئة والتي استخدمت فيها أحدث التقنيات، فطريق هوانغلينغ السريع ليست له أي آثار سلبية على البيئة في منطقة التراب الأصفر، بل ساعد في استصلاح حوالي 2ر1 كم مربع على جانبيه، من خلال زراعة الأعشاب على مساحة مليون متر مربع وغرس مائة ألف شجرة.

بعد تشغيل طريق هوانغيان السريع باتت المسافة من مدينة يانآن، مهد الثورة الصينية، إلى مدينة شيآن لا تستغرق أكثر من ثلاث ساعات، ويستمر هذا الطريق حتى مقاطعة قوانغدونغ، وهذا يساعد في تنمية اقتصاد شنشي.

 

الطرق الريفية.. السبيل إلى تحقيق الثراء

التكلفة العالية لشق الطرق في الريف جعلت بناء الطرق الريفية محدودا إلى درجة كبيرة. من أجل التغلب على مشكلة التمويل غيرت حكومة مقاطعة شنشي هيكل الاستثمار في بناء الطرق الريفية، فأشركت أطرافا متعددة فيها، مثل الحكومة المركزية والحكومات المحلية، إضافة إلى التبرعات من الجهات المختلفة. وقد قامت الحكومة المحلية بتمويل بناء الطرق السريعة، واستخدمت عائد الرسوم من هذه الطرق في بناء الطرق الريفية، إضافة إلى تشجيع الشركات التي تقع على جانبي الطرق على تمويل إنشاء الطرق مقابل الحصول على حق استخدام جانبي الطريق. وعلى مدى خمس سنوات متتالية، حصلت مصلحة الطرق في شنشي على قرض قيمته عشرة مليارات يوان (حوالي 3ر1 مليار دولار أمريكي) من البنك الوطني للتنمية لبناء الطرق الريفية. وتعزز حكومة المقاطعة إدارة المخصصات المالية للطرق الريفية لمنع الفساد أو استخدامها في أغراض أخرى.

وتؤكد الحكومة على التزام شركات البناء بنوعية ومستوى التكنولوجيا في مشروعات الطرق الريفية، وإذا ظهرت أية مشاكل تقنية في مشروعات الطرق لا تكلف الحكومة الشركة المسئولة بأي مشروعات أخرى في شنشي.

حاليا يبلغ طول الطرق الريفية، الأسمنتية والإسفلتية، في شنشي 14 ألفا كم، وبهذا فإن المقاطعة تحتل المركز الأول في هذا المجال بين مقاطعات غربي الصين. ترتبط الطرق 5000 قرية، ويستفيد منها أكثر من ستة ملايين نسمة. وهذه الطرق تدفع بقوة تحقيق بناء الأرياف الجديدة في الصين.

 

المستقبل.. كسر عنق الزجاجة وتحقيق تنمية عظيمة

تساو سن، رئيس مصلحة المواصلات لمقاطعة شنشي، قال في مؤتمر حول المواصلات في شنشي عام 2007، إن المواصلات في شنشي لم تتحسن بصورة جذرية، فمازالت هناك مشاكل كثيرة في تطوير المواصلات، وعلينا أن نعالجها ونحلها.

وأكد تساو سن أن المقاطعة لا تهتم فقط بسرعة تطوير المواصلات، بل بنوعية هذا التطوير أيضا، لضمان أن تكون منظومة النقل والمواصلات في مقاطعة شنشي آمنة وسهلة ومريحة وفعالة. وتبلغ قيمة المخصصات المالية التي رصدتها حكومة شنشي لتطوير المواصلات عام 2007، أكثر من 30 مليار يوان، منها 20 مليار يوان لبناء الطرق السريعة و5 مليارات يوان لبناء الطرق الريفية و5ر1 مليار يوان لتحسين الطرق ونصف مليار يوان للمواصلات المائية وثلاثة مليارات لصيانة الطرق. ومن المخطط إنجاز 21 مشروع طرق سريعة في شنشي خلال عام 2007، طولها 420 كم، وبذلك سيتجاوز إجمالي طول الطرق السريعة في المقاطعة ألفي كم، تربط أكثر من أربعة آلاف قرية. وفي نفس الوقت سيتم تنفيذ 90 مشروعا لتحسين الطرق والجسور والمواني.

وتخطط حكومة مقاطعة شنشي استثمار 90 مليار يوان في بناء الطرق السريعة خلال السنوات الخمس القادمة، بحيث تكتمل شبكة الطرق في غربي الصين. في عام 2010 سيكون طول الطرق السريعة في شنشي 3100 كم، وسوف تستثمر الحكومة 20 مليار يوان في بناء الطرق الريفية بحيث تكتمل شبكة الطرق الريفية عام 2020.