كتب ناقد فني ألماني: "في الماضي كنت أشاهد الأفلام الصينية بسبب حبي للشخصيات والمشاهد الشرقية فيها، ولكن عندما كنت أشاهد ((زواج تويا)) سحرتني حبكته، ولم أنتبه إلى أنه فيلم صيني."

 

فيلم يهز المشاعر

تفوق فيلم ((زواج تويا)) على كافة الأفلام المرشحة، وحصل على جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي السابع والخمسين. و((زواج تويا)) هو ثالث فيلم صيني يحصل على جائزة الدب الذهبي فقد سبقه ((الذرة الرفيعة الحمراء)) للمخرج تشانغ يي موه، عام 1988، و((صانعة زيت السمسم))، للمخرج شيه جين، عام 1993.

 بلغت تكلفة ((زواج تويا)) خمسة ملايين يوان صيني فقط، أي أكثر قليلا من أربعمائة ألف دولار أمريكي. وباستثناء بطلة الفيلم، الممثلة يوي نان، أدى جميع الأدوار ممثلون غير محترفين من منطقة منغوليا الداخلية.

 يروي الفيلم قصة تويا، الراعية الجميلة الذكية التي تبحث عن زوج ثان يساعدها في إعالة أسرتها، وخاصة زوجها المعاق والذي ترفض التخلي عنه.

في حفل توزيع جوائز مهرجان برلين، خاطب المخرج وانغ تشيوان آن، البالغ من العمر 42 عاما، الحضور وإلى جانبه بطلة الفيلم يوي نان، قائلا: "منذ أن بدأت مسيرتي الفنية تعلمت أن النقطة الأساسية هي أن نجعل الناس تحلم. واليوم حققت إنجازا كبيرا وجعلت حلمي واقعا". وفي برلين قال وانغ تشيوان آن إنه أراد بفيلمه أن يحافظ قليلا على نمط الحياة الأصلي لسكان منغوليا لأنه يتم حاليا التضحية به باسم النمو الاقتصادي".

 

الأنثى موضوعه

الأنثى هي محور الثلاثة أفلام التي أخرجها وانغ تشيوان آن حتى الآن. وقد قال تعليقا على هذا: "المرأة حساسة للغاية، تعرف جوهر المشكلات، أحترم الأنثى."

كانت أمنية وانغ تشيوان آن في صغره هي أن يصبح رساما ولكنه انضم إلى فرقة للغناء والرقص، وأصبح راقصا وهو في سن الثانية عشرة. في عام  1985 وهو في سن العشرين، نشأت في نفسه رغبة قوية لأن يصبح مخرجا، وقد أتيحت له الفرصة للدراسة في معهد ليون للسينما بفرنسا، ولكنه فضل الدراسة بقسم التمثيل في معهد السينما ببكين. بعد تخرجه، عاد إلى بلده – شيآن، حيث عمل مؤلفا سينمائيا ومسرحيا. كتب وانغ تشيوان آن 13 نصا سينمائيا. ويعتقد وانغ تشيوان آن أن المخرج الممتاز ينبغي أن يكتب السيناريو بنفسه.

في عام 2000، صور وانغ تشيوان آن فيلمه الأول ((خسوف القمر))، الذي تضمن العديد من العناصر الجديدة، وأثار اهتمام أوساط السينما العالمية، وقدمته العديد من دور العرض. وقد قال وانغ تشيوان آن عن ((خسوف القمر))، إنه كان في مرحلة التعبير عن الذات في تلك الفترة. كان يعتقد أن الفيلم يمكن أن يعبر عن كل شيء، ولكن في النهاية اكتشف أن الفيلم يمكن أن يروي قصة فقط، ومن الضروري أن يكون الفيلم موجها للجمهور العادي. لذلك تخلى وانغ تشيوان آن في فيلمه الثاني ((يوم يقظة الحشرات))، عن إبراز قدراته في الإخراج، وركز على سرد القصة.

 مسرح أحداث فيلم ((زواج تويا)) يقع بالقرب من مسقط رأس أم وانغ تشيوان آن، الذي قال عن ذلك المكان: "ولدتْ أمي على مقربة من مكان تصوير أحداث الفيلم في منغوليا. والواقع أنني أحببت دائما نمط الحياة التي يعيشها المنغوليون وأحسست بموسيقاهم تغمرني. عندما تلمست بأن التصنيع أخذ يزحف كماكينة لعينة على تلك البوادي والمراعي الخضراء، يهدم حياة الناس ويجبر الرعاة المتجانسين على تدمير حياتهم وتشويه عواطفهم، شعرت بواجب أن أكون شاهداً على هذه المرحلة عبر فيلمي. لقد أصبحتْ المراعي أشبه بصحارى وأخذ الرعاة يجبرون على ترك أراضيهم. إنها مأساة. قررت أن أنجز فيلماً يجسد الأرض والناس هناك قبل أن يختفي كل شيء اختفاء كلياً."

 

الإخراج متعة

يعتقد وانغ تشيوان آن أن كثيرا من المخرجين يخرجون أفلاما عديدة ولكنهم لا يخرجون أفلاما تسعدهم، لذلك اختار إخراج الأفلام الفنية.

منذ فيلمه الثاني ((يوم يقظة الحشرات))، يتعاون مع فريق دولي في العمل، فبطلته يوي نان، تتكلم الإنجليزية والفرنسية، ولها تجارب عمل مع مخرجين أجانب. المصور لوتسي ألماني الجنسية.

وفي تعليقه على مقالات صحفية بأنه يخرج أفلاما موجهة للمهرجانات الدولية قال وانغ تشيوان آن: "مهرجانات السينما منصة هامة لإثارة اهتمام العالم، وإلا لن يكون لأفلام دول العالم الثالث فرصة لجعل الدول المتقدمة تعرفها. إن المشكلة الحالية للأفلام الصينية ليست إرادة أو عدم إرادة الاشتراك في المهرجانات وإنما القدرة على الاشتراك. حتى الآن برز عدد قليل من الأفلام الصينية في المهرجات العالمية. أتمنى أن تشارك أفلام صينية أكثر في المهرجانات الدولية."

وإذا كان بعض النقاد السينمائيين في الصين يرون أن الأفلام الصينية تنقسم إلى نوعين مختلفين هم الأفلام التجارية والأفلام الفنية، فإن وانغ تشيوان آن يعتقد أن الأفلام الصينية الحالية ليست متنوعة وينبغي أن تتسع لعوامل متعددة في المستقبل.

يستعد وانغ تشيوان آن حاليا إلى تحويل رواية ((بالويوان)) إلى فيلم. هذه الرواية الحائزة على جائزة ماو دون الأدبية الصينية، تصور تغيرات المجتمع الصيني في النصف الأول للقرن العشرين من خلال نهوض وسقوط أسرة صينية. هذه الرواية لم تتحول إلى فيلم على الرغم من صدورها قبل 14 سنة لأن أحداثها تغطي فترة زمنية طويلة وشخصياتها كثيرة وطريقة سردها معقدة.

 

لمعلوماتك‏‏

الممثلة يوي نان

تخرجت في قسم التمثيل بمعهد السينما ببكين.

لعبت بطولة فيلم ((خسوف القمر)) للمخرج وانغ تشيوان آن عام 2000؛

لعبت بطولة الفيلم الفرنسي ((العبد المجنون)) عام 2001؛

حصلت على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم ((يوم يقظة الحشرات))؛

لعبت بطولة فيلم ((زواج تويا)) عام 2005؛

لعبت دورا رئيسيا في فيلم ((كلاب الماس)) بهوليود عام 2006؛

مرشحة لبطولة فيلم وانغ تشيوان آن الرابع ((الفتاة النساجة)).