ã

يوم أحد في حياة الآنسة لوه شا

القسيس يشرف على قداس في كنيسة كاثوليكية بالصين

كنيسة شيشيكو الكاثوليكية ببكين

اسمها لوه شا، عمرها 27 سنة، تعمل في إحدى شبكات الإنترنت ببكين، وتعتنق الكاثوليكية، إذا تنتمي لأسرة كاثوليكية وقد تم تعميدها بعد ولادتها. شقيقتها الكبيرة راهبة. قالت لوه شا: "تتميز الراهبة بروح العطاء. الراهبة الصينية لا تتزوج طول حياتها، وعليها أن تلتزم بأنظمة كثيرة."

تقدر لوه شا اختيار شقيقتها وتؤيدها. قالت إن الراهبة تنتمي إلى كنيستها، تشترك في تدريب في مواعيد محددة وتشترك في النشاطات الاجتماعية في الأيام العادية. شقيقتها الراهبة طبيبة أيضا تعمل بدون مقابل.

نهضت لو شا يوم الأحد في الساعة السادسة صباحا، وبعد أن اغتسلت أعدت الفطور للأسرة. وبينما تنتظر نضوج الطعام على النار أخذت كراسا لتراجع وتحفظ المفردات الإنجليزية الجديدة التي درستها مؤخرا.

راتبها الشهري أكثر من ألفي يوان (الدولار الواحد يساوي نحو 7ر7 يوانات)، وهو مبلغ يعادل متوسط الدخل الشهري لسكان بكين. تدرس الإنجليزية استعدادا للاشتراك في الامتحان العام للإنجليزية الذي تجريه وزارة التعليم، وهدفها من ذلك هو إيجاد عمل براتب أكبر ويناسبها أكثر.

قالت لو شا: " بعد تخرجي في الجامعة اخترت عملي الحالي لأن هذه الشركة بها كثير من الشباب ومن ثم فإن أجواء العمل بها مبهجة ونشيطة، ولم أفكر في عملي نفسه كثيرا. بعد أن اجتاز امتحان الإنجليزية أتمنى أن أعمل محررة صحفية."

الفرق الواضح بين أسرتها والأسر العادية أنهم لا يأكلون اللحم يوم الجمعة. في الساعة السابعة والنصف صباحا رجعت شقيقتها، الراهبة الطبيبة التي تعود إلى البيت يوم الأحد فقط، حيث تعمل في العيادات ودار المسنين والمستشفى التابعة لكنيستها.

خرجت لو شا من البيت في السابعة والنصف صباحا متوجهة إلى الكنيسة لتشترك في القداس الذي يقام باللغة الإنجليزية في الساعة العاشرة.

عندما كانت في الجامعة كان أساتذتها وزملاؤها يعرفون أنها كاثوليكية، وكانت هي ترفض دعوات بعض الزملاء للتنزه خارج الجامعة يوم الأحد، حيث تذهب إلى الكنيسة، فتعود زملاؤها على ذلك، لدرجة أنهم كانوا يستغربون إن لم تذهب إلى الكنيسة يوم الأحد.

قالت لو شا: "لا أحد من زملائي يعتنق الكاثوليكية." لا يوجد فرق بينها وبين زملائها سوى ذهابها إلى الكنيسة يوم الأحد. كانت مشاركة نشيطة في الفعاليات المختلفة التي تنظمها الجامعة أو فصلها، وكان أداؤها الدراسي معقولا. تجيد العزف على الكمنجة، فكانت تقدم فقرات عزف في بعض الأمسيات بالجامعة أو الفصل.

لا توجد قيود في الجامعة على معتنقي الأديان، وكان لها أصدقاء وصديقات كثيرون. قالت: "في وقت الفراغ كنت دائما أتسلق الجبال وألعب كرة الريش وأسبح مع زملائي. بدأت أتدرب على السباحة منذ طفولتي. منذ أن عملت في الشركة لا أمارس الرياضة البدنية كثيرا بسبب كثرة العمل وكسلي أيضا."

تؤدي لو شا القداس بكنيسة  شيوانوومن، أقدم كنيسة كاثوليكية ببكين، التي أقامها عام 1600 المبشر الإيطالي ماتيو ريتشي، وجدد بناؤها مرتين في القرن السابع عشر وأواسط القرن الثامن عشر. وحيث أنه توجد في بكين الكنيسة الكاثوليكية الشمالية ، يسمى الناس كنيسة شيوانوومن الكنيسة الجنوبية أيضا. وقد كانت الكنيسة الكاثوليكية الرئيسية ببكين من عام 1690 إلى 1860، وهي حاليا ضمن الآثار المحمية الرئيسية لمدينة بكين.

قبل الساعة العاشرة وصلت لو شا إلى الكنيسة. وهي عضو بفرقة الترانيم، فهي صاحبة صوت جميل يلفت الانتباه دائما عندما تغني في قاعات الكاروكي KTV في الأيام العادية. قالت: إنني أحب الغناء، لأن عملي كثير، والغناء يروح عني.

انتهى القداس في الحادية عشرة والنصف. بعد أن تناولت غداءها في مطعم  توجهت إلى جامعة الدراسات الأجنبية ببكين لتتدرب على الحوار بالإنجليزية.

لو شا، خريجة جامعة البريد والاتصالات ببكين، أحبت وهي  في السنة الثانية بالجامعة زميلا لها، وقع في غرامها منذ فترة طويلة ولم يخبرها. وذات يوم  طلب أستاذهما منهما أن يشرفا معا على أمسية لفصلهما، فكان ذلك فرصة لهما للاقتراب من بعضهما. قالت لو شا: "لم تكن عندي تجربة عاطفية، عندما عبر عن حبه لي كنت حائرة. كان انطباعي عنه جيدا، لذلك لم أرفضه، خشية أن أجرح مشاعره."

كانت أيام الحب سعيدة. قالت لو شا: "الرجل يحب المرأة الجميلة، والفتاة تحب الشاب الوسيم، وذلك أمر لا دخل فيه للدين. حب الإنسان لإنسان آخر يكون نتيجة للتواصل بينهما، بل إنك قد تقعين في حب شخص قبيح الوجه، إذا اقتربت منه."

لم تهتم لو شا بأن حبيبها لا دين له، حيث تؤمن بأنه يمكن أن يكون رفيق حياتها بغير دين، ولكن بشرط أن لا يتدخل في حقها باعتناق الدين.

بعد تخرجهما سافر حبيبها إلى الخارج لمواصلة الدراسة. ومع تزايد فترة الابتعاد خفت نار الحب حتى افترقا بمودة. بعد أن عملت في الشركة أصبح لها أصدقاء كثيرون من الجنس الآخر، لكنها لم تقع في الغرام بعد، وقالت: "أتوقع بنسبة ثمانين في المائة أن يكون زوجي من الكاثوليك، لأن ذلك سيجعل بيننا لغة مشتركة أكثر."

استمر التدريب اللغوي من الساعة الثانية إلى الخامسة مساء، تعبت لو شا كثيرا. الحوار البسيط ليس مشكلة بالنسبة لها، لكنها ضعيفة في تبادل الأفكار العميقة. كانت راضية عن نفسها في آخر ساعة من التدريب، حيث كانت تتدرب على الحوار مع شاب طويل ووسيم اسمه الإنجليزي مايك، موظف جديد في شركة أجنبية، لذلك يحرص على رفع مستواه في الإنجليزية.

بعد انتهاء الدرس، تمشت لو شا ومايك في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين. بعد أن غابت الشمس قررا تناول العشاء في أحد المطاعم الغربية القريبة. مايك ليس كاثوليكيا، لكنه يفهم لو شا، لأن معظم العاملين في شركته من الأجانب، ومعظمهم من الكاثوليك.

في الساعة الثامنة مساء أوصل مايك لو شا إلى بيتها بسيارته. من أجل مساعدة لو شا في رفع مستواها للحوار بالإنجليزية، اقترح مايك عليها أن يدعوها إلى بعض اللقاءات مع زملائه، لتجد مزيدا من الفرص للتدريب. فقبلت لو شا هذه الفكرة بسرور.

 

الكاثوليكية بالصين:

ارتفع عدد الكاثوليك بالصين من 7ر2 مليون فرد في عام 1949إلى نحو 5 ملايين عام 2006.

في 28 يوليو 2002، قدمت الراهبة ينغ مو لان وخمس راهبات أخريات من دير روسه الكاثوليكي أنفسهن للمسيح دائما لخدمة الكنيسة طول العمر. كُنّ الدفعة الثالثة للراهبات طول العمر من دير روسه بأبرشية بكين الكاثوليكية التي يعود تاريخها إلى 130 سنة، والدفعة الأولى من الراهبات اللاتي ربتهن الكنيسة بعد تأسيس الصين الجديدة عام 1949 ونذرن أنفسهن لخدمة الكنيسة طول حياتهن.

حاليا بالصين عشر أبرشيات كاثوليكية، يتبعها نحو 5 ملايين فرد، فيها نحو خمسة آلاف كنيسة، وأقامت 12 معهدا للاهوت. منذ انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح عام 1979 أعدت الكنيسة الكاثوليكية أكثر من 1500 كاهن كاثوليكي، وبعث أكثر من 100 كاهن شاب إلى الخارج لمواصلة الدراسة. إلى جانب ذلك نذرت 3000 راهبة شابة أنفسهن لخدمة الكنيسة، ونذرت أكثر من 200 راهبة أنفسهن لخدمة الكنيسة طول حياتهن. يتم تعميد أكثر من 50 ألف كاثوليكي سنويا، وطبعت الكنيسة الكاثوليكية الصينية أكثر من ثلاثة ملايين نسخة من ((الكتاب المقدس)).

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.