ã

إلى أن نلتقي

المشاعر على أجنحة الرسائل القصيرة

أحمد وانغ هاو

"أحك مصباح علاء الدين، يخرج منه جني أزرق، يسألني: شبيك لبيك، تحت أمرك وبين يديك؟ أقول له: أطلب لمن يقرأ رسالتي الآن السعادة والسلامة". كانت هذه كلمات رسالة المحمول التي تلقيتها من صديق لي في عيد الربيع، رأس السنة القمرية الصينية. وفقا للأرقام المعلنة من الجهة المعنية، أرسل الصينيون في فترة عطلة عيد الربيع، وهي سبعة أيام، عشرة مليارات رسالة قصيرة. ولكن ما هو السبب في إقبال الصينيين بهذه الكثافة على الرسائل القصيرة؟ السر في التكلفة الرخيصة والسهولة والسرعة. لقد حلت الرسائل القصيرة للهاتف النقال محل تبادل الزيارات والمكالمات الهاتفية وبطاقات المعايدة، حتى صارت أسلوب المعايدة الرئيسي في الصين.

المعايدة من أهم النشاطات التقليدية في عيد الربيع، ولكن المعايدة طقس آلي، إذ يهنئ الناس كبار الأسرة والكوادر القيادية بكل احترام، وهذا أسلوب من الصعب أن يعمق المشاعر حقيقيا.

 "ابتسامتك أثمن هدية تقدمها لي، إذا ابتسمت في وجه عشرة أشخاص اليوم، ستكون سعيدا في رأس السنة الجديدة، وإذا ابتسمت طوال اليوم، قد يظن الناس أنك مجنون. كل عام وأنتم بخير!" ضحكت بعد أن تلقيت هذه الرسالة، فقد كانت بالنسبة لي أفضل من سهرة عيد الربيع التلفزيونية، أهم برنامج تلفزيوني في الصين المعاصرة. لقد بات التنافس حادا في عالم اليوم وتزايدت أعباء الحياة وضغوطها، وصرنا بحاجة ماسة إلى تنفيس همومنا وتبديدها والسعي إلى الراحة والسعادة، ولا شك أن رسائل المعايدة القصيرة الفكاهية تأتي إلينا بالضحكات. "لديك تفاحة ولدي تفاحة، بعد أن نتبادلهما، يظل لدى كل منا تفاحة؛ منك رسالة ومني رسالة، بعد أن نتبادلهما، يصبح لكل منا رسالتان." تنتقل السعادة وتنتشر بسرعة من خلال الفكاهة التي تحملها الرسائل القصيرة، مما يترك تأثيرا طيبا في نفوس متلقي الرسائل القصيرة ويساهم في تعزيز الصداقة.

مع ذلك، يرى البعض أن الرسائل القصيرة تخفف المشاعر العميقة بين الأقرباء والأصدقاء وتقلل من حرارة الأعياد التقليدية. قبل سنتين، تسلمت في عيد الربيع رسالة قصيرة من زميل لي يعمل في خارج بكين منذ تخرجنا في الجامعة، قال لي فيها: "كل عام وأنتم بخير! لم أرك منذ زمان، أشتاق إليك جدا، كيف حالك؟" في الحقيقة، لم أكن راضيا عن هذه الرسالة من صديق عزيز، ولاحظت أن الصداقة بيني وبينه تخبو مع افتراقنا. ولكن، في السنتين الأخيرتين، ندردش دائما معا ونتمازح ويسأل كل منا عن أحوال الآخر بالرسائل القصيرة، مما عزز الصداقة.

إن الرسائل القصيرة، كونها أسلوبا جديدا لتبادل المعلومات والمشاعر، تناسب مزاج الصينيين، بها يمكن التعبير المباشر عن المشاعر التي يخجل الصينيون من التعبير عنها عادة، فهي تلعب دورا لم تكن تلعبه أساليب التبادل التقليدية، لذا، يمكن القول إن الرسائل القصيرة لا تخفف المشاعر بين الناس بل تعمقها إلى حد كبير.

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.