يفخر كل صيني بأن بلاده سوف تستضيف الدورة الأولمبية لعام 2008. وهواية  الشاب تشن جيان فنغ، من مدينة تشونشان بمقاطعة قوانغدونغ، هي جمع رسائل المشاهير  من مختلف التي تتمنى لبلادنا الازدهار والقوة، وتدعو إلى نبذ الحروب في العالم ونمو الروح الأولمبية.

قال تشن: "بعد ست سنوات من الجهود، جمعت رسائل وصور أكثر من مائة شخصية عالمية، منهم كوفي أنان وسامارانش و— وشيراك وبلير وجال روجيه."

 

الهدف: دعم طلب استضافة الأولمبياد

تشن جيان فنغ، طبيب عادي في مدينة تشونغشان بمقاطعة قوانغدونغ بعد أن علم بنية الصين التقدم لاستضافة أولمبياد 2008 تأثر كثيرا وقال: "كنت أفكر أن كل شخص عليه أن يساهم في إنجاح طلب استضافة الأولمبياد، باعتبار ذلك مسئولية كل صيني."

من هنا جاءت لتشن جيان فنغ فكرة جمع رسائل المشاهير التي يتمنون فيها نجاح الصين في طلب استضافة الأولمبياد. قال: "قررت أن أكتب، كمواطن صيني عادي، رسائل للشخصيات الهامة من مختلف الدول، لكي يدركوا الرغبة الصادقة لشباب الصين في استضافة الدورة الأولمبية."

بدأ تشن يكتب رسائله التي اختار لها موضوع: "الدعوة إلى سلام العالم لدعم طلب بكين استضافة الأولمبياد." وحرص على أن يكتب رسائله كلها بخط يده.

 

التنفيذ: دعوة المشاهير إلى توقيع أسمائهم

في أول يناير عام 2001، أول يوم في القرن الجديد أرسل تشن جيان فنغ 40 رسالة موضوعها الدعوة على سلام العالم دعما لطالب بكين استضافة الدورة الأولمبية إلى أربعين زعيما  سياسيا في دول مختلفة، وعبر في رسائله عن أمنيته الجميلة.

كتب: "مع الضوء الهادئ المبارك لشموع عيد الميلاد، أتمنى أن ندعو جميعا أن يسود اللون الأخضر في الأرض وأن تتحرر دنيا البشر من الحروب، وأن نقدم الدفء بقلوبنا المفعمة بالحب الذي لا يميز على أساس الحدود والأعراق والألوان، لكل مكان يحتاج إلى الدفء." 

"أتمنى من سعادتكم أن تكتبوا كلمة لهذا القرن الجديد، وأن تدعموا بكين في طلب استضافة الأولمبياد بتوقيع اسمكم على بطاقة بريد لطب استضافة الدورة الأولمبية. عن هذه هي أمنية صادقة لشاب يقيم في مسقط رأس صون يات صون (رائد الثورة الديمقراطية الصينية). أتمنى أن تبقى الصداقة بين بلدينا دائما!"

 

التطور- ردود من الجميع

لم يتوقع تشن جيان فنغ أن يكون عمله سهلا. قال: "بعثت أكثر من مائة رسالة، وصل رد على كل منها. ولم يكتف هؤلاء المشاهير، برغم مشاغلهم الكثيرة، بالرد فقط، بل وقع معظمهم أسماءهم، بل كتب كثير منهم الرد بخط يده."

منذ عام 2001 بعث كوفي أنان أمين عام الأمم المتحدة السابق سبع صور له، وبعث خوان أنطونيو سامارانش هدية تذكارية مع كل رسالة، وبعث الرئيس الفرنسي جاك شيراك بطاقة تهنئة بعيد رأس السنة الجديدة سنويا، بينما بعث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير صورة له في كل مرة.

وقبل فترة تسلم تشن جيان فنغ رسالة من رئيس الوزراء الأسترالي جون هوارد، بها صورة له ولزوجته معا وتوقيعه وبطاقة تهنئة بعيد الميلاد.

 

المفاجأة- توقيعان من أسرة ملكية

لم يتخيل تشن جيان فنغ أن يسير عمله بهذه السهولة. قال: "بعثت برسالة للرئيس الفرنسي، علما بأن فرنسا كانت تتنافس مع الصين في طلب أولمبياد 2008، لكن الرئيس الفرنسي كتب ردا إلي."

"بعض الأسر الملكية في أوروبا لا يوقع أفرادها لأحد تقريبا، ولكن بعد أن عرفوا رغبتي الصادقة من رسالتي، أرسلوا لي جميعا توقيعاتهم ، بل وقع بعضهم بخط يده، وبعثوا لي صورا وبطاقات تهنئة." 

بعد أن تسلمت توقيع أسرة ملكية، أخبرني سكرتير هذه الأسرة أنه من غير اللائق طلب توقيع جلالة الملك، فأدركت أنني تصرفت خطأ. عبر كثير من المشاهير الأجانب عن صداقتهم مع الشعب الصيني بأعمالهم."

 

الأمنية- التبرع بكل الرسائل النفيسة

من أجل كتابة تلك الرسائل، تحمل تشن جيان فنغ أعباء مالية كثيرة. وقال: "من أجل كتابة الرسائل إلى المشاهير أنفقت أموالا كثيرة وتركت كل هواياتي. وخلال السنوات الست الماضية من هذه المهمة لم أدخر فلسا واحدا." 

الرسائل المائة وأكثر التي تلقاها تشن جيان فنغ من مشاهير العالم قيمتها المالية الآن كبيرة، وقد عرض عليه شخص أن يدفع له فيها 150 ألف يوان (حوالي 19 ألف دولار أمريكي، ولكنه رفض قائلا إنه جمعها لدعم طلب بلاده استضافة الأولمبياد وليس لتحقيق مصلحة له.

وعندما بدأت لجنة بكين المنظمة لدورة 2008 حملة "جمع الثروة للدورة الأولمبية"، قدم تشن جيان فنغ بكل الرسائل للجنة، وقال إنه سوف يقدم لها أيضا الرسائل التي سيتلقاها حتى عام 2008."