ã

عام الإنجاب في الصين

لوه يوان جيون

 يعتقد الصينيون أن مواليد عام الخنزير محظوظون

في عيادة فحص للحوامل

الموسيقى تساعد على نمو الجنين

يعتقد الصينيون أن من يولد في عام الخنزير يكون الحظ حليفه دائما، وحيث أن 2007 هو عام الخنزير في الصين حسب التقويم القمري الصيني، فقد انضم عدد كبير من الصينيات إلى قائمة السيدات الحوامل من أجل إنجاب أطفالهن خلال العام.

المهندس وو جيان الذي كان يعمل في شركة كبيرة للتكنولوجيا بمدينة شنتشن براتب شهري يتجاوز ألفي دولار أمريكي، يشعر بالضيق لأنه لم يستطع الإنجاب بعد عدة سنوات من زواجه بالسيدة وانغ شياو شياو، بسبب صحتها الضعيفة. في يونيو عام 2006، انتقل السيد وو للعمل ببكين ورافقته زوجته من أجل العلاج.

في بداية عام 2007 تلقت أسرة هذين الزوجين الخبر السعيد بأن الزوجة حامل في توءم. ولكن السيد وو بعد أن ذهبت نشوة الخبر بدأ يشعر بالقلق على التكلفة المادية لهذا الحمل. لقد اكتشف السيد وو أن أسعار الخدمات التي تقدم للحوامل والأمهات الجديدات في بكين ترتفع بشكل متواصل نتيجة لزيادة عددهن الملحوظ هذا العام. على أي حال، بدأ وو يولي زوجته مزيدا من العناية ويعد مستلزمات الولادة.

في شهر مارس هذا العام وضعت 987 امرأة حملهن في مستشفى هايديان للأمومة والطفولة ببكين، وهذا رقم قياسي في تاريخ المستشفى منذ إقامته عام 1983. وفي ذات الشهر زادت نسبة الولادة في المستشفيات الأخرى ببكين 20% تقريبا عن نفس الفترة من العام السابق.

وتتوقع وزارة الصحة، أن تستقبل الصين خلال عام 2007 بين 23 مليون و25 مليون مولود جديد، مقارنة مع 17 مليونا خلال السنوات السابقة، أما السبب فهو اعتقاد أهل الصين بأن عام الخنزير هو سنة الإنجاب.

علماء الاجتماع يقولون إن السبب الرئيسي في موجة الإنجاب عام 2007 هو بلوغ عدد كبير من الشباب الذين ولدوا في فترة ذروة الإنجاب السابقة أي ثمانينات القرن الماضي سن الزواج والإنجاب. بدأت هذه الذروة الجديدة في عام 2005، وتزايدت في عام 2006، ووصلت قمتها في عام 2007.

 

تكلفة الإنجاب

الفحوص الطبية تمثل الجانب الأعظم من تكاليف الحمل والولادة في الصين. في بكين تبلغ تكلفة الفحوص خلال فترة الحمل حوالي 250 دولارا أمريكيا في المتوسط للفرد. في الشهور الأولى للحمل يكون على المرأة الحامل أن تراجع المستشفى مرة أو مرتين شهريا، اعتبارا من الشهر السابع يكون الفحص أسبوعيا. قالت زوجة السيد وو، السيدة وانغ شياو شياو: "عدد السيدات الحوامل في عيادة الفحص بالمستشفى كبير، ويكون على زوجي أن يصل المستشفى في الصباح ويقف في طابور طويل من أجل التسجيل للفحص، لكن دوري دائما يكون بعد الظهر."

وو جيان يعتني كثيرا بزوجته، قال: "الآن توجد إشعاعات مختلفة في كل مكان وفي الفضاء من حولنا، ولهذا اشتريت لزوجتي ملبسا للوقاية من الإشعاعات لحماية صحتها هي والجنين". الحقيقة هي أن كل السيدات الحوامل في بكين يلبسن تلك الملابس الواقية من الإشعاعات والتي يبلغ سعر الطاقم منها سبعين دولارا أمريكيا في المتوسط. وتكتظ سوق مستلزمات الحوامل بأنواع وأشكال شتى للملابس الخارجية والداخلية للحوامل، حيث تضطر الحامل إلى شراء ملابس شتوية وصيفية وربيعية بمقاسات مختلفة نظرا لتغير جسمها خلال الثلاثة فصول التي يستغرقها الحمل.

ويحرص الصينيون على أن تكون وجبات الحامل أفضل كثيرا عما قبل الحمل، فالسيد وو مثلا وضع برنامجا غذائيا فاخرا لزوجته يتضمن لحوما وأسماكا طازجة يوميا. بل إن الرجل عندما سمع أن سمك الأنكليس يفيد صحة الحامل والجنين، راح يبحث عنه في أسواق بكين، حيث قال: "من أجل ضمان تغذية زوجتي، أشتري لها مغذيات الكلسيوم والحديد والفيتامينات المختلفة. لا أفكر في السعر ما دامت زوجتي تحبها". يتراوح سعر عبوة المغذيات من مائة دولار أمريكي إلى مئات الدولارات.

وفي فترة الحمل تزيد فاتورة النقل للمرأة، فمع تقدم الحمل وصعوبة الحركة لها يكون عليها أن تستخدم سيارات التاكسي خرجت من بيتها أو ذهبت إلى عملها.

تكلفة عملية الولادة تحتل أيضا قسما هاما من إجمال نفقات الإنجاب، فالولادة الطبيعية تتكلف ما بين ثلاثمائة وأربعمائة دولار أمريكي، بينما تتكلف الولادة القيصرية من خمسمائة إلى ثمانمائة دولار أمريكي، إضافة إلى حوالي مائة دولار أمريكي للحقن المسكنة وخمسين دولارا للأكسجين الذي تستنشقه من أنابيب، والذي يسميه الصينيون "هواء الضحك".

وبعد الولادة تلزم المستشفى أسرة الأم بشراء "حقيبة المولود" التي تتضمن بعض المستلزمات للطفل منها ملابس وأغطية قطنية وقنينات للرضاعة وملابس للأم. يتراوح سعر هذه الحقيبة بين عشرين وخمسين دولارا أمريكيا.

وتخصص المستشفى سريرا أو غرفة للسيدة الحامل حسب حالتها الاقتصادية، ويتراوح سعر السرير بين أربعة وثمانية دولارات أمريكية يوميا، أما الغرفة فيتراوح سعرها من خمسين إلى مائتي دولار أمريكي. وفي المستشفيات الدولية ببكين، مثل يونايتد فاميلي (United Family Hospital and Clinics) حيث الظروف جيدة تصل التكلفة آلاف الدولارات الأمريكية.

 

التنافس واغتنام الفرص التجارية

موجة الإنجاب هذا العام فرصة رائعة لسوق الاستهلاك في الصين. بفضل زيادة مبيعات مستلزمات الحوامل والأطفال الرضع، حققت اللقاحات الأحيائية للأطفال والحليب الجاف والمغذيات والمقويات والمستلزمات اليومية مبيعات كبيرة، كما حقق قطاع الخدمات المنزلية ومربيات الأطفال وسوق البيع بالتجزئة رواجا أيضا.

بسبب زيادة عدد المواليد ارتفعت مبيعات الحليب الجاف، وهذا جعل شركة وايث (ًwyeth incl) الأمريكية للمنتجات المنزلية تضع خطة لإقامة قاعدة إنتاجية للحليب الجاف في منطقة جنوب شرقي آسيا باستثمار قدره مائتي مليون دولار أمريكي، من أجل تلبية احتياجات الصين من الحليب الذي يمثل 80% من مبيعات منتجات شركة وارث في الصين، مقارنة مع 10% فقط في الدول الأخرى.

بعد سنة من الاستعدادات، عادت شركة هينكل (HENKEL) الألمانية لمنتجات العناية المنزلية إلى سوق منتجات الأمومة والطفولة بالصين بعد محاولة فاشلة قبل أربع سنوات. قال المسئول المعني من الشركة إن إصرار الشركة على العودة مرجعه احتياجات السوق الصينية لمنتجات الأمومة والطفولة.

علاوة على الشركات التقليدية الخاصة في صناعة منتجات العناية، تحركت الشركات العالمية الكبرى، ومنها شركة فيليبس للإلكترونيات وسعت لتطوير منتجاتها للأطفال من أجل التنافس والحصول على نصيب من الكعكة، حيث دفعت فيليبس 460 مليون جنيه إسترليني للحصول على شركة أفينت avent الإنجليزية لمنتجات العناية بالأمهات والأطفال. قال تشانغ تونغ هوا، المدير التنفيذي لشركة فيليبس- الصين: "شكلت شركتنا قبل أيام فريق بحث خاص بموضوع سوق منتجات العناية بالأمهات والأطفال بالصين، بعد الإحصاءات والدراسات، أكد الفريق أن ذروة الإنجاب التي ستشهدها الصين في عام 2007 توفر لنا فرص طيبة."

أعدت شركة بيجون pigeon اليابانية عدتها لغزو السوق الصينية، تقوم حاليا بإنشاء أول مصنع لها في الصين، بتكلفة عشرة ملايين دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يفتتح الشهر القادم، مايو، وهو أكبر مصنع لشركة pigeon خارج البلاد.

الشركات الصينية من جانبها ليست بعيدة عن حلبة المنافسة، ففي يونيو عام 2005، شاركت مجموعة سانلوه الصينية مع شركة فونترا Fonterra النيوزيلندية لتصدير الألبان- أكبر شركة من نوعها في العالم- في إقامة شركة جديدة لصناعة الحليب الجاف للأطفال. قبل ذلك، وقعت مجموعة منغنيو الصينية مع شركة كامبينا Campina الدانمركية للألبان- ثاني أكبر شركة من نوعها في العالم- اتفاقية للتعاون لصناعة الحليب الجاف. كما حولت شركة هاوهايتسي الصينية، أكبر شركة لألعاب الأطفال في الصين، تركيزها من السوق الخارجية إلى السوق المحلية، في نهاية العام الماضي افتتحت قاعدة إنتاجية لها في الصين.

على صعيد التأمينات للأطفال، بدأت كثير من شركات التأمين، ومنها شركة كاثيلايف (Cathaylife) الصينية وشركة آلاينز (Allianz) الصينية الألمانية للتأمين، حملة ترويج لتأمينات جديدة خاصة بالأطفال. قال مسئول من شركة آلاينز، "في الصين احتياجات كبيرة لتأمينات الأطفال، وتركز شركتنا على تطوير منتجات تأمينات الأطفال في سوق الصين، حيث أن شروط شراء تأمينات الأطفال سهلة، يجوز شراء التأمين على الحياة والتأمين الشامل للطفل بعد مرور ستين يوما فقط على ولادته."

على صعيد مربيات الأطفال، حسب الإحصاء، يتراوح أجر المربية لطفل واحد ببكين بين مائة وستمائة دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تستقبل بكين هذا العام 150 ألف مولود جديد، أي أن حجم سوق مربيات الأطفال في بكين سيصل 125 مليون دولار أمريكي. ومن المتوقع أن تبلغ مبيعات حفاضات الأطفال في الصين خمسمائة مليون دولار أمريكي، علما بأنها ظلت تزيد بنسبة 60% سنويا في الأعوام الأخيرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.