ã

تونس الجميلة ترحب بالصينيين

سفير تونس لدى الصين الدكتور محمد الصحبي البصلي في حوار شامل مع رئيس مجلس إدارة ((الصين اليوم))

سفير تونس لدى الصين الدكتور محمد الصحبي البصلي

في شهر يناير هذا العام مرت ثلاث وأربعون سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس، التي تحتفل تونس في هذا الشهر، مارس، بالعيد الوطني الحادي والخمسين.  بهذه المناسبة أجرى قونغ شي شيانغ، رئيس مجلس إدارة ((الصين اليوم)) حوارا شاملا مع  سفير تونس لدى الصين الدكتور محمد الصحبي البصلي الذي ألقى مزيدا من الأضواء على العلاقات الصينية التونسية وآفاق التعاون بين البلدين في كافة المجالات.

 

الصين اليوم: نعرف أنك طبيب، فكيف توليت منصب سفير تونس لدى الصين؟

السفير: أعتقد أن هناك تشابها بين عمل الطبيب والدبلوماسي، فكلاهما تبادل وتعامل. بالنسبة إلى الطبيب، يتعامل مع مرضاه أما الدبلوماسي فلا بد أن يتعامل مع شعب الدولة التي يمثل بلاده فيها. ربما الفرق الوحيد هو أن الطبيب يستطيع أن يكون دبلوماسيا ولكن الدبلوماسي لا يستطيع أن يكون طبيبا.

الصين اليوم: عملت سفيرا لبلادك لدى الهند وأسبانيا، والآن لدى الصين، ما هي انطباعاتك عن الصين، وما هي الدولة التي كنت تفضل أن تكون سفيرا لديها؟

السفير: ينبغي أن تكون لدى كل دبلوماسي المبادئ التالية: أولا، حب الدولة التي يقيم فيها، ثم التعرّف على هذه الدولة، ثم حب شعب هذه الدولة، وهكذا يمكن أن يكون دبلوماسيا جيدا. عندما كنت سفير تونس لدى الهند، أحببت مجتمع الهند وثقافتها وفلسفتها، وعندما كنت سفيرا لدى أسبانيا، أحببت المجتمع والشعب الأسباني. الآن وأنا سفير لدى الصين، أحب الصين وشعبها وتعجبني الثقافة الصينية وعندي أصدقاء صينيون كثيرون. لذلك، لا أستطيع أن أميّز مشاعري في هذه الدول الثلاث، فإذا ميزت بينها فأنا لست دبلوماسيا جيدا. ولكن التنمية الاقتصادية السريعة في الصين مع الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي أمر يعجبني كثيرا. إنه يدل على أن حكومة الصين تطبق إجراءات فعالة لتجنب الأثر السلبي لسرعة التنمية الاقتصادية.

الصين اليوم: كما قلت، حقق الاقتصادي الصيني نموا بصورة جيدة، في هذه الحالة، ما هي المشروعات الرئيسية للتعاون الاقتصادي بين البلدين؟

السفير: في هذه الأيام اشتركت في مراسم طرح زيت الزيتون التونسي في السوق الصينية رسميا. وأغتنم هذه الفرصة لأشكر حكومة الصين ووزير التجارة الصينية لتقديم المساعدات والدعم لنا. إن حكومة الصين تفكر في تحقيق التوازن التجاري بين الصين وتونس، واتخاذ بعض الإجراءات لدفع عدد أكبر من التجار الصينيين لاستيراد زيت الزيتون التونسي، وهذا دليل على صدق نوايا حكومة الصين. هناك مشروعات تعاونية بين الدولتين، مثلا الشركة الصينية العربية للأسمدة الكيماوية (Sino Arab Chemical Fertilizers Company Ltd.) في تشينهوانغداو بمقاطعة خبي. هذه الشركة التي استثمر فيها الطرف التونسي في الصين وقام بتصميمها وبنائها مهندسون تونسيون، نموذج للتعاون الاقتصادي بين الصين وتونس. منذ عام 2005، أقامت ثلاث مؤسسات صينية شركات في تونس، هي هواوي وتشونغشينغ (ZTE) وشركة البترول الوطنية الصينية ((CNPC، هذا يدل على ثقة المستثمرين الصينيين بتونس. إن تونس هي أول دولة في حوض البحر المتوسط وقعت اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتتمتع صادراتها بالإعفاء من الرسوم الجمركية. ويمكن أن تصبح تونس منصة للتبادل والتفاهم بين الصين والدول الأفريقية والدول الأوروبية.

الصين اليوم: في رأيكم، بالإضافة إلى المؤسسات الثلاث التي ذكرتها، ما هو نوع المؤسسات الصينية التي تحتاجها تونس؟

السفير: نرحب بمؤسسات الصادرات. الحكومة التونسية تشجع المؤسسات التي تستطيع تصدير المزيد من المنتجات التونسية إلى الخارج. نرحب بأن تقيم المؤسسات الصينية شركات في تونس، ولأن تونس دولة تتمتع بموارد سياحية وافرة، نهتم بحماية البيئة جدا، ونرحب بكل المؤسسات الأجنبية إلا المؤسسات التي تسبب التلوث. الآن يشمل التعاون بين البلدين مجالات كثيرة بما فيها السياحة والمنسوجات والإلكترونيات والبترول والأسمدة الكيماوية والمعلومات الخ.

الصين اليوم: في رأيكم ما هي آفاق التعاون الثقافي بين البلدين؟

السفير: أشكركم على هذا السؤال. في عام 2006، توليت الإشراف على مهرجان الثقافة والفنون العربية في الصين. الصين وتونس دولتان ذاتا تاريخ وحضارة عريقة، كطريق الحريري، وبالتالي فإن التبادل الثقافي بين تونس والصين يعطي بعدا كبيرا وعميقا للعلاقات الصينية التونسية. أنا أؤمن بأن الثقافة والسياحة قطاعان، لابد من دعمهما لتمهيد الطريق للتعاون الاقتصادي المطرد والعلاقات السياسية الممتازة بين البلدين. أقمنا نشاطات ثقافية كثيرة في الصين مثل الأسبوع الثقافي التونسي في بكين والموسيقى التونسية والرقص التونسي، وكان لها صدى عظيم لدى الصينيين. في هذا الإطار عندي أمنية، فمنذ توليت منصب سفير تونس لدى الصين قبل سنتين، أتمنى أن يصل بعض المخرجين الصينيين والممثلين التلفزيونيين أو السينمائيين إلى تونس، لتصوير مسلسلات تلفزيونية وأفلام هناك، مما يجعل الصينيين يعرفون أحوال تونس. وأنا وحكومة تونس على استعداد لتقديم كافة المساعدات للوفود والفرق الفنية الصينية.  

الصين اليوم: أعلنت حكومة الصين وضع تونس على المقاصد السياحية لمواطنيها رسميا، كم عدد الصينيين الذين يزورون تونس كل سنة؟

السفير: أقول بصراحة، لا يزور تونس كثر من الصينيين، في الحقيقة عدد التونسيين الذين يزورون الصين أكثر من عدد الصينيين الذين يزورون تونس. يزور تونس سنويا حوالي ألفى صيني، 20% منهم فقط للسياحة و80% منهم لأغراض أخرى مثل التجارة، بينما يزور الصين سنويا أربعة آلاف تونسي، كلهم للسياحة. تستفيد السياحة التونسية من تنوع المنتجات السياحية فهي تستقطب عاشقي البحر، المولعين بالصحراء، المتيمين بعبق التاريخ وحضارات الشرق إضافة إلى سياحة المؤتمرات والمهرجانات. تمتد الشواطئ التونسية قرابة 1300كم تتمركز على طولها أقطاب سياحية لعل أهمها سوسة، المنستير، الحمامات، المهدية، بنزرت، طبرقة وتونس العاصمة التي تحتضن متحف باردو العريق، الحاضن بدوره لأكبر مجموعة فسيفساء رومانية في العالم. أما الأقطاب الداخلية للسياحة فهي القيروان عاصمة الأغالبة ومسجدها المشهور. وتزينت تونس بشواطئ خلابة، حضارة عريقة وثرية، خدمات راقية وأخلاق ضيافة وأمن ندر وجودهما.

نحن نبذل جهودا لجعل عدد أكبر من الصينيين يعرفون تونس ويرغبون في زيارتها. ونحن نشكر حكومة الصين لوضع تونس على المقاصد السياحية لمواطنيها، ونثق بأن عددا أكبر من الصينيين سيزور تونس في المستقبل. ومن جهة أخرى، سنتخذ بعض الإجراءات بما فيها إقامة مكتب سياحي تونسي في الصين، وتقديم معلومات أكثر حول السياحة في تونس للصينيين في بكين عام 2007.

الصين اليوم: بعد كل ما سمعناه منكم، نثق بأن مزيدا من الصينيين سيزورون تونس. السؤال الأخير، أنت في الأصل طبيب، هل تعرف الطب الصيني؟

السفير: يسرني أن أجيب عن هذا السؤال.عندما كنت أمارس الطب قبل 15 سنة، شغفت بالطب الصيني في ذلك الوقت. وقد تعاونت مع السفير الصيني لدى تونس لإقامة مركز للوخز بالإبر في تونس، وتقديم المعلومات حول الطب الصيني التقليدي والوخز بالإبر للأطباء التونسيين. الآن يوجد خبراء صينيون يدرسون الطب الصيني في تونس. في تونس، تختار النساء الراغبات في تخفيف الوزن والرجال الراغبون في الإقلاع عن التدخين والمصابون بالصداع العلاج بوخز الإبر. في العام الحالي سيتوسع حجم مركز الوخز بالإبر في تونس.

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.