ã

الحوار الحضاري الصيني العربي

(الحلقة الثالثة)

لي هوا ينغ

صلاة الجمعة في الساحة التي أمام مسجد دونغقوان بشينينغ

كاتب المقال

المقاومة في فترة تشينغ لاستعادة حكم أسرة مينغ

واجه المسلمون الصينيون تحديات سياسية غير مسبوقة في فترة أسرة تشينغ الإمبراطورية رغم أنهم أوجدوا لأنفسهم بيئة ثقافية مناسبة في ظل حكم أسرة مينغ الإمبراطورية.

في نهاية فترة مينغ، هبت انتفاضات الفلاحين ضد السلطة الظالمة هبوب العواصف وتدافعت تدافع الغيوم. وأسفرت انتصارات الفلاحين المطردة عن نتيجة لم تكن في الحسبان، حيث اعتدى أبناء قومية مان على أسرة مينغ. وفي مواجهة العدوان، تصاعدت التناقضات العرقية وخفت التناقضات الطبقية، فعلى الرغم من فقدانها لثقة الشعب واحتضارها، أمست أسرة مينغ، التي تنتمي للقومية الصينية الرئيسية، هان، قوة روحية توحد عامة الشعب. لم تكن مشاعر الوحدة الوطنية قاصرة على أبناء هان فقط، بل شاطرهم فيها أبناء قومية هوي أيضا. أسباب ذلك هي: أولا، أن المسلمين من قومية هوي كانوا قوة متحالفة موثوق بها لقوى انتفاضات الفلاحين من قومية هان، وهي الانتفاضات التي خرجت من رحمها أسرة مينغ، وقد سجل ضباط مسلمون مآثر رائعة في تأسيس أسرة مينغ؛ ثانيا، انتهاج حكام أسرة مينغ سياسات ساعدت المسلمين في حياتهم؛ ثالثا، ارتباط المسلمين من قومية هوي بسلطة قومية هان ارتباطا وثيقا بسبب صلة الرحم بين أبناء القوميتين، ومشاطرة بعضهم بعضا السراء والضراء لمدة طويلة. لذا، شارك المسلمون من قومية هوي أبناء قومية هان في الانتفاضات المسلحة لمقاومة أسرة تشينغ لاستعادة حكم أسرة مينغ، عندما كان جيش تشينغ يزحف في أنحاء البلاد. وهناك أمثلة عديدة لهذا التضامن في مقاومة حكم تشينغ، ففي عام 1645، خاض جيش الإمبراطور لي تسي تشنغ، بقيادة الضابط المسلم العجوز ما شو ينغ، معركة ضد جيش تشينغ في مقاطعة هوبي؛ وفي عام 1648، قاد الضابطان المسلمان مي لا ين ودينغ قوه دونغ انتفاضة في قانتشو (في مقاطعة قانسو حاليا) وقاتل جيشهما قوات أسرة تشينغ في مختلف المواقع بشمال غربي الصين لمدة سنتين تقريبا؛ وفي عام 1650، قاتل "الضباط المسلمون الأمناء الثلاثة"، يوي فنغ تشي وسا تشي فو وما تشنغ تسو، قوات أسرة تشينغ في مدينة قوانغتشو. هذه المآثر البطولية تناقلها الصينيون جيلا بعد جيل. ولكن نضال أبناء شتى القوميات لم ينقذ أسرة مينغ من الزوال.

بعد انتصارهم على أسرة مينغ، انتهج حكام أسرة تشينغ (1644- 1911م) سياسات اضطهاد قومي، وتعرض المسلمون من شتى القوميات، خاصة قومية هوي، لأشد اضطهاد بسبب مقاومتهم ضد أسرة تشينغ. إضافة إلى ذلك، افترى كثير من مسئولي قومية هان ذوي التعصب العرقي على المسلمين أمام الأباطرة، وزعم بعضهم أن "أبناء قومية هوي يتآمرون ضد الدولة ويجتمعون ليلا ويتفرقون صباحا"، واقترحوا على الأباطرة حظر اعتناق الإسلام إلى الأبد. نتيجة لذلك، قُتل العديد من المسلمين الأبرياء في عهد تشينغ. الأكثر أن مجتمع المسلمين الصينيين بأسره عانى من الفقر والتخلف بعد قهرهم وقمعهم لمدة أكثر من مائتي سنة على أيدي حكام أسرة تشينغ.

كان حكم أسرة تشينغ ظالما لدرجة لم يتحملها المسلمون الصينيون، فكرسوا أنفسهم للنضال المسلح ضد الاضطهاد العرقي في مقاطعات شنشي وقانسو وتشينغهاي ويوننان ومنطقة شينجيانغ الخ بتشجيع من ثورة مملكة تايبينغ السماوية. وقد أثنى رئيس جمهورية الصين (1912- 1949م) السيد صون يات صن على شجاعتهم وصمودهم، فقال: "إن أبناء قومية هوي تعرضوا لأشد اضطهاد وظلم في ظل حكم الأسر السابقة، ومع ذلك ظلوا يتمتعون بأقوى روح ثورية. لذا، يجب إيقاظهم ودعوتهم إلى خوض الحركات الثورية من أجل التحرر الوطني من الآن فصاعدا." و"عرف الصينيون قومية هوي بفضل شجاعة أبنائها. إن توعيتهم تضمن نجاح الثورة إلى حد بعيد." وفي الحقيقة، تابع عدد كبير من المسلمين المتفوقين من قومية هوي تقاليد الأسلاف الثوريين النضالية وخاضوا بحماسة النضال الثوري الذي قاده السيد صون يات صن. وقد شارك العديد من المسلمين في انتفاضة ووتشانغ وانقلاب تشونغتشينغ العسكري وانتفاضة خنان وانتفاضة شينجيانغ.

في الوقت نفسه، أدرك المسلمون من قومية هوي خلال مسيرة النضال، أن تطوير التعليم هو المدخل للتخلص من الاضطهاد السياسي والوضع الاقتصادي المتخلف. لذلك، طرح الإمام الكبير، العلامة صاحب الفكر التقدمي، وانغ هاو ران من مدينة بكين شعار "لا سبيل إلى البقاء دون الاهتمام بالتعليم" تجاه المسلمين الصينيين، وبذل كل جهوده لتعميم التعليم العام بين المسلمين على أساس إصلاح التعليم الإسلامي الصيني. مما أثر تأثيرا بالغا في الارتقاء بمستوى المسلمين الثقافي.

بعد نجاح ثورة 1911، طرح السيد صون يات صن فكرة "التعايش السلمي بين أبناء قوميات هان ومان ومنغوليا وهوي والتبت"، مما أرسى أساسا لبناء دولة يتضامن فيها أبناء القوميات ويتعاملون تعاملا وديا. مع ذلك، لم تلتزم الطغمة الحاكمة لحزب الكومينتانغ بسياسة القوميات لصون يات صن، فلم تتحقق رغبة المسلمين في المعاملة العادلة، وظل المسلمون يتعرضون لمعاملة سياسية غير عادلة ويعيشون في ظروف اقتصادية صعبة وتخلف ثقافي واضح.

 

تكثيف الجهود في سبيل التقدم وتبديد الغيوم لاستكشاف واقع جديد

حطمت ثورة 1911 قيود المجتمع الإقطاعي الصيني الذي امتد أكثر من ألفي سنة، حيث شهدت الصين اتجاها أيديولوجيا جديدا، واغتنم المسلمون الصينيون، الذين أفاقوا، هذه الفرصة للبحث عن سبل إنعاش قوميتهم. وفي مرحلة الانعطاف هذه للمجتمع الصيني، برز كثير من الشخصيات والأحداث الجديرة بالذكر في مجتمع المسلمين، نذكر فيما يلي بعضا منها:

أولا، بعد إغلاق مدرسة المعلمين للغة العربية، التي أسسها الإمام الكبير وانغ هاو ران عشية ثورة 1911، بسبب الافتقار إلى التمويل، لم تمض عشر سنوات على دعوة وانغ هاو ران إلى التعليم العام الابتدائي حتى أنشئت في بكين وشتى المقاطعات حوالي 700 مدرسة إسلامية ابتدائية بفضل سمعته العالية وجهوده الشاقة، فيما يعتبر أول حركة ثقافية تلقائية قام بها المسلمون الصينيون. وقد انخرط في هذه الحركة الثقافية عدد كبير من وجهاء المسلمين، الذين خاضوا مجال تطوير التعليم الإسلامي الصيني. وهم بذلوا جهودهم في إصلاح التعليم الإسلامي الصيني سعيا لتحقيق أمنية الإمام الكبير الراحل وانغ هاو ران وأسسوا مدراس إسلامية حديثة لتثقيف المسلمين في ظل الظروف الشاقة، فتم إعداد وتدريب مجموعة كبيرة من الأكفاء لمجتمع المسلمين الصينيين.

ثانيا، بعد أن ذهب الإمام الكبير وانغ جينغ تشاي إلى مصر لتلقي العلوم الإسلامية عام 1925، بعثت المدرسة الإسلامية للمعلمين بشانغهاي ومدرسة تشنغدا للمعلمين في بيبينغ (بكين حاليا) ومدرسة مينغده المتوسطة بكونمينغ عددا كبيرا من الشباب المسلمين إلى الأزهر بمصر لمتابعة الدراسة على دفعات في مدة أكثر من عشر سنوات. وحقق معظم الطلاب إنجازات رائعة في الدراسة وأصبحوا دعائم الدولة في مجالات الدين والثقافة والتربية والتعليم والبحث العلمي والترجمة الخ بعد عودتهم إلى الصين. ونذكر منهم العلماء المسلمين محمد مكين وبانغ شي تشيان ونا تشونغ وتشانغ بينغ دوه وما جين بنغ وليو لين روي، الذين قدموا مساهمات بارزة للوطن ولقومية هوي.

ثالثا، أصدر المسلمون الصينيون مئات الجرائد والمجلات في النصف الأول من القرن العشرين بتأثير من مجلة ((التوعية)) التي أصدرها الطلاب المسلمون الصينيون الذين كانوا يدرسون في طوكيو باليابان عام 1908. رغم أن هذه الإصدارات لم تكن متكاملة في مجال أو في آخر بسبب محدودية الظروف، تمسكت مواقفها الرئيسية بالحق. وفي فترة حرب مقاومة الغزو الياباني، دعت معظم الإصدارات المسلمين الصينيين إلى خوض حركة مقاومة الغزو الياباني وإنقاذ الوطن بصورة. وقد علق الأستاذ باي شو يي على ذلك قائلا: "منذ نشوب حرب مقاومة الغزو الياباني، تولى عدد كبير من أبناء قومية هوي مناصب عسكرية هامة في السلطة المركزية وشتى المناطق بجنوب غربي الصين وشمال غربي الصين. كما يمكن القول إن كل أبناء قومية هوي خاضوا النضال في الجبهات العسكرية والجبهات الإنتاجية آنذاك. هذا لا مثيل له من قبل." في فترة حرب مقاومة الغزو اليابان، كانت الأمثلة من هذا النوع كثيرة لا تحصى. مثلا، بادر العلامة الشهير الإمام وانغ جينغ تشاي والمسلم البارز السيد شي تسي تشو إلى تنظيم جمعية أبناء قومية هوي الصينية لمقاومة الغزو الياباني وإنقاذ الوطن في مدينة تشنغتشو؛ كما أن دا بو شنغ وها ده تشنغ وما سونغ تينغ ووانغ تسنغ شان وما تيان ينغ وشيويه ون بوه ومحمد مكين وبانغ شي تشيان ونا تشونغ ونا شيون وغيرهم دعوا في داخل الصين وخارجها إلى مقاومة الغزو الياباني وإنقاذ الوطن. إضافة إلى ذلك، نظم المسلمون الصينيون عشرات القوات المسلحة تحت أسماء "أبناء قومية هوي" و"تشينغتشن (الإسلام)" و"الإسلام" لمقاومة اليابان. وتعاونت هذه القوات المسلحة مع جيش الطريق الثامن والجيش الرابع الجديد والقوات المسلحة الوطنية الأخرى خلف خطوط العدو وسجلت مآثر خالدة في إنشاء القواعد الثورية وترسيخها. ومن هذه القوات فريق مسلح قاده الضابط المسلم البارز ما بن تشاي، شارك الفريق في أكثر من 780 معركة وسحق أكثر من 36700 فرد من قوات العدو في مدة ست سنوات، فسمي "الجيش الحديدي الذي لا يُقهر".

رابعا، في الفترة بين أواخر فترة أسرة مينغ وأوائل فترة أسرة تشينغ، بدأ العلماء المسلمون، ومنهم وانغ داي يوي وليو جيه ليان، ترجمة معاني القرآن الكريم وتأليف كتب إسلامية في الصين. وقد بذلوا جهودهم وتغلبوا على الصعوبات لترجمة وتأليف أكثر من مائة كتاب إسلامي بدون مرجع. للأسف الشديد لم يستمر هذا النشاط، الذي أثر تأثيرا عميقا في الصين، وتوقف في أواخر عهد تشينغ. وفي فترة جمهورية الصين، ظهرت مجموعة من العلماء المسلمين في العلوم الصينية والإسلامية مع تطور التعليم الإسلامي الصيني. اجتهد بعضهم في ترجمة معاني القرآن، والبعض الآخر ألف كتبا إسلامية، مما قدم مساهمات بارزة في تعميم الثقافة الإسلامية في أنحاء الصين. وتجدر الإشارة إلى صدور عدد كبير من الطبعات الصينية للقرآن آنذاك. وقد صارت ((ترجمة معاني القرآن وتفاسيره))، التي ترجمها الإمام وانغ جينغ تشاي ونُشرت عام 1946، عملا خالدا.

خامسا، أثارت الإصدارات الإسلامية الصينية اهتمام الحكومة والشعب بالثقافة الإسلامية. وفي هذا الوضع، بدأ العلماء المشهورون في تاريخ قومية هان، مثل تشن هوان وتشن هان تشانغ وقو جيه قانغ، البحث في تاريخ الإسلام الصيني، وشاركوا المؤرخين المسلمين من قومية هوي، مثل باي شو يي وجين جي تانغ وما يي يوي وفو تونغ شيان، في تأسيس وتطوير علم تاريخ الإسلام بالصين. وقد انضم هذا العلم الناهض إلى الأوساط الأكاديمية الصينية بسرعة بفضل التعاون التام بين المؤرخين من قوميتي هوي وهان. ومن أجل تطوير البحث في تاريخ الإسلام بالصين، دعا رئيس تحرير المجلة العلمية ((يويقونغ)) السيد قو جيه قانغ، السيد باي شو يي إلى تحرير عددين خاصين حول الإسلام للمجلة في عامي 1936 و1937 كل على حدة. بالإضافة إلى ذلك، كتب العلماء المسلمون ما سونغ تينغ وتشاو تشن وو ووانغ جينغ تشاي وآي يي تساي وبانغ شي تشيان ونا تشونغ مقالات علمية على مستوى عال للمجلة. هذا الأمر أثر تأثيرا بالغا في البحث في تاريخ الإسلام بالصين وحقق مزيدا من التعاون الوثيق بين المؤرخين من قوميتي هوي وهان أيضا.

سادسا، أن التناقضات بين قوميتي هوي وهان، التي ظهرت بين حين وآخر في التاريخ، سببها انتهاج حكام أسرة تشينغ سياسات اضطهاد للقوميات الأخرى لمدة طويلة وضعف معرفة أبناء قومية هان بالثقافة الإسلامية. في فترة جمهورية الصين، شهدت العلاقات بين عامة أبناء قوميتي هوي وهان اتجاها نحو الصداقة وازدادت التعاملات الودية بين الشخصيات الشهيرة من القوميتين مع زيادة معرفة أبناء قومية هان بالثقافة الإسلامية وعادات المسلمين وتقاليدهم. من هذه التعاملات الودية التقاء الإمام وانغ هاو ران مع السيد صون يات صن؛ وتقليد صون يات صن وهوانغ شينغ، ما لينغ يي منصبا هاما؛ ونيل الإمام وانغ جينغ تشاي دعما من هو ده شان، أثناء قيامه بترجمة معاني القرآن؛ والتعاملات الودية بين الإمام ما سونغ تينغ وتشانغ شيويه ليانغ وهو شي تشي وقوه موه روه ولاو شه وهوانغ يان بي وما ين تشو؛ والتبادل الفكري بين الإمام ما ليانغ جيون والضابط تشانغ تشي تشونغ؛ والصداقة العميقة بين ما تسونغ رونغ وماو دون وبينغ شين وبا جين؛ والتعاون الوثيق بين باي شو يي وتشن هوان وقو جيه قانغ وتشن هان تشانغ الخ. هذه التعاملات الودية دفعت تطور الثقافة الإسلامية في الصين وعززت العلاقات بين قوميتي هوي وهان.

سابعا، تعزز وعي المسلمين بالحماية الذاتية. حسب إحصاء غير شامل، بلغ عدد قضايا إهانة الإسلام حوالي ثلاثين قضية في الصين في الفترة من تأسيس جمهورية الصين حتى نشوب حرب مقاومة الغزو الياباني. مثلا، نشرت مجلة ((شين ياشييا)) (آسيا الجديدة) التي كان يرأس تحريرها الكاتب المأجور لحزب الكومينتانغ داي جي تاو، مقالة تتهم المسلمين زورا، مما أثار غضبا عاما لدى المسلمين في أنحاء الصين، فكتبوا رسائل إلى هيئة تحرير المجلة الإسلامية ((نضارة الهلال)) وطالبوا فيها الاتصال بمجلة ((شين ياشييا)). وبالفعل أرسلت هيئة تحرير ((نضارة الهلال)) رسالة إلى داي جي تاو تضمنت احتجاجا شديدا وطلبا بأن تعتذر ((شين ياشييا)) وإصدار بيان رسمي لتصحيح خطئها والتعهد بعدم تكرار ذلك. وقد ردت ((شين ياشييا)) برسالة اعترفت فيها بأن "هذه المقالة لا تقوم على أساس صحيح" وأعربت عن الاعتذار العميق، إضافة إلى ذلك، صححت هذا الخطأ في العدد السادس من المجلد الثاني لها. ولكن، تسببت مجلة ((نانهوا ونيي)) (الأدب والفن بجنوبي الصين)، التي كان يرأس تحريرها نائب وزير السكك الحديدية تسنغ تشونغ مينغ، ودار بيشين للنشر بشانغهاي في قضيتي إهانة للإسلام في سبتمبر وأكتوبر من العام التالي بعد قضية ((شين ياشييا)). وقد أثار هذا تيار احتجاج غير مسبوق لدى المسلمين في أرجاء البلاد. لذا، أصدرت الحكومة الوطنية بنانجينغ، تحت ضغط الرأي العام، بيانا في يوم 8 نوفمبر ذلك العام، جاء فيه: "أفاد التحقيق أن دار بيشين للنشر ومجلة ((نانهوا ونيي)) نشرتا مقالات تهين الإسلام، وهذه المقالات لا تقوم على أساس صحيح. وبرغم أن هذه الحادثة غير كبيرة، فإن الحكومة تقلق أن تؤدي الشائعات بشأنها إلى إثارة إساءات فهم، ولذا أمرت بمعاقبة الجهتين المسؤولتين استنادا إلى القانون كتحذير لغيرهما." وبرغم أنه لم يتم عقاب الذين تسببوا في تلك الحادثة، يمكن القول إن المسلمين حققوا نصرا معنويا في هذا النضال، كما نالوا تعاطف غير المسلمين، فقد كتب الأديب الصيني الكبير لو شيون معلقا على هذه الحادثة وندد بمسببي الحادثة بدون تحفظ.

ثامنا، عارض المسلمون سياسة القوميات لحزب الكومينتانغ بصورة مبررة من أجل مصلحتهم وإلى حد ملائم. طرح السيد صون يات صن شعار "المساواة بين أبناء شتى القوميات"، مما أسعد جميع المسلمين. ولكن، سلطات حزب الكومينتانغ لم تنفذ تلك سياسة القوميات قط. لذلك، عبر المسلمون عن غضبهم مرات. مثلا، بعد تأسيس جمهورية الصين، أعلن الرئيس صون يات صن، بدون طلب من أحد، أمام الشعب أن كل المواطنين يتمتعون بالمعاملة العادلة المطلقة، وهذا الإعلان لا يمكن أن ينكره أحد. ولكن الواقع كان مخالفا لما قيل في الإعلان، وهو ما أسف له أبناء قومية هوي. فأبناء هوي، من مواطني جمهورية الصين، مثلهم مثل أبناء قوميتي منغوليا والتبت، ولكن السلطة المركزية لم تعاملهم مثل أبناء قوميتي منغوليا والتبت، وهذا أمر يستعصي على الفهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.