ã

دود الإنترنت

إسحاق جيا بنغ

بمجرد أن أصل إلى مكتبي صباحا، أهرع إلى فتح جهاز الكمبيوتر وأسارع إلى مواقع الإنترنت أطالع الأخبار وأقرأ رسائل بريدي الإلكتروني وأرد عليها، وأتجول بين شبكات الإنترنت أبحث عن المعلومات التي احتاجها في عملي. وفي ساعة الغداء ظهرا أمضي الوقت في الدردشة مع الأصدقاء عبر الإم إس إن أو أحمّل أغنيات وأفلاما وروايات إلكترونية أو أتسوق عبر الشبكة العنكبوتية. وعندما أرجع إلى بيتي مساء، وبرغم الإرهاق، يكون الجلوس أمام الحاسوب ولعب الشطرنج الصيني مع صديق إليكتروني لا أعرفه ولا يعرفني دواء لتعبي وجرعة منشطة لبهجتي. هكذا، أمضي ما يقرب من ثلاث ساعات يوميا على شبكة الإنترنت، فخلع زملائي عليَ لقب "دودة الإنترنت".

المقصود بدود الإنترنت مدمنو شبكات الإنترنت الذين لا يمكنهم الاستغناء عنها، ومعظمهم أنشئوا مدونات خاصة بهم، وإذا قابلت أحدهم فإن أسئلته لك تكون من شاكلة: "هل تصفحت الإنترنت اليوم؟"، "ما هو رقمك في كيو كيو QQ؟"، "ما هو صندوق البريد الإلكتروني والمدونة الخاصة بك؟"

وهناك أعراض مشتركة لدود الإنترنت، يحددها الخبراء بما يلي: أن دود الإنترنت يتصفحون الشبكات مدة أطول من الوقت الذي خططوا له، يتعرفون على أصدقاء جدد على الشبكات بصفة دائمة، يشكو أصدقاؤهم وأقرباؤهم بأنهم يضيعون وقتا أكثر من اللازم، تتأثر دراستهم وعملهم نتيجة لهوايتهم، يفتحون بريدهم الإلكتروني مرارا وتكرارا بحثا عن الرسائل التي تصلهم، لا ينامون وقتا كافيا، وتستبد بهم الرغبة في تصفح الإنترنت، يعيشون في عالم خيالي على الشبكة للتخلص من هموم الواقع، يهجرون طرق التسلية الأخرى والأقرباء، يشعرون بالقلق عند الانتهاء من تصفح الإنترنت، ويزول القلق بمجرد معاودة تصفح الشبكة، يرغبون دائما في تصفح الإنترنت مرة أخرى. فإذا كان فيك شئ من تلك الأعراض فأنت دودة، أو مشروع دودة، إنترنت.

إن أحدا لا يستطيع أن ينكر الجاذبية الكبيرة للإنترنت، فمن خلال الشبكة العنكبوتية نكون على اطلاع تام بأحداث الدنيا بعد وقوعها بوقت قصير، أيا كانت تلك الأحداث، وأيا كان مكان وجودنا. ومن خلالها نعبر عن آراءنا في كافة المجالات، السياسية والتجارية والاجتماعية، ونحصل على المعلومات التي نحتاجها في دراستنا وفي أعمالنا. وبالنسبة لنا معشر المترجمين، الإنترنت قاموس إلكتروني، نستطيع أن نبحث فيه عن الكلمات وتراجمها بمحركات البحث.

ولكن تصفح الإنترنت له مثالب أيضا، ففيروسات الكمبيوتر تنتشر من خلال البرامج التي نحملها من الإنترنت. وهناك كثير من مواقع الإنترنت بها الكثير من المحتويات الإباحية وأعمال العنف التي تضرر الإنسان روحيا وذهنيا، وتكون سببا في جنوح الصغار. في السنوات الخمس الماضية، زادت نسبة جرائم الأحداث في الصين بمعدل 12.6% سنويا، وأحد أهم أسباب ذلك مواقع الإنترنت غير الصحية والإعلانات والرسائل الإلكترونية والأفلام والصور الإباحية.

دخلت شبكة الإنترنت الصين عام 1996. بعد عشر سنوات فقط وصل عدد مستخدمي الإنترنت في الصين إلى 130 ملايين مستخدم، تتراوح أعمارهم بين ثماني سنوات وثمانين سنة، ومن بينهم حوالي مليون من دود الإنترنت وحوالي ستمائة ألف لهم مواقع أو مدونات خاصة.

لقد أصبحت شبكة الإنترنت وسيلة عمل ودراسة وترفيه للصينيين، بل نمط حياة جديد لهم. وفي النهاية، طريقة استخدامك لشبكة الإنترنت هي التي تقرر ما إذا كانت نافعة مفيدة أو ضارة مؤذية.

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.