ã

أخضر أم رمادي؟

ريتشارد مولينز

متطوعون

متطوعون لحماية البيئة

استطلاع طلابي في أحد المروج

تحقق الصين نموا سريعا، وقد تغيرت ظروفها عما كانت قبل مائة سنة، ولكن هذا يؤدي إلى مشاكل بيئية متعددة. وحاليا تشتد مشاكل البيئة في الصين. الطلاب الصينيون، الذين سيصبحون قادة ورجال أعمال في المستقبل، كيفية يهتمون بمشاكل البيئة وماذا يفعلون من أجل مكافحة التلوث البيئي؟

تقول وانغ أو، الطالبة بجامعة بكين: "العواصف الرملية والتصحر وتلوث الهواء والماء والأرض، مشاكل نموذجية تواجهنا في الصين حاليا، ولكن هل يعي الطلاب هذه المشاكل البيئية؟ قد تكون الإجابة لا." حسب موقع إنترنت حكومي رئيسي بالصين هو www.people.com.cn، ، أجرت جامعة بكين، استطلاعا حول الوعي البيئي، جاء فيه أن سبعين بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع يرون أن أكثر ما يضر البيئة في الجامعة، الفاقد في الماء والكهرباء، الإفراط في استخدام الورق، والاستخدام غير الدوري لأعواد الطعام.

تقول وانغ أو: "مشاكل البيئة ليست قاصرة على هذه المشاكل، بل أشد منها. في كل يوم ترى ألف سيارة جديدة تجري على طرق بكين، وترى من القطار وهو خارج من المدينة علب الطعام المصنوعة من مادة البولسترين أكواما على جانبي السكة الحديد، وعندما أقرأ عن الكوارث البيئية في الصحف، لا أتفاءل بمستقبل بيئتنا." وتطالب وانغ أو الطلاب الصينيين بأن يلعبوا دورا بيئيا فاعلا، فهم قادة الصين بعد سنوات قليلة.

 

الجامعات مطالبة بالعمل أكثر

الجامعات هي مهد العلماء ورجال الأعمال والزعماء، ولهذا فإنها تتحمل مسئولية أكبر. أنشأت كلية البيئة في جامعة تشينغهوا منظمة لحماية البيئة هي "المنظمة الخضراء".  تقوم هذه المنظمة المشهورة بنشاطات كثيرة، يشارك فيها الطلاب، مثل التشجير واستعادة الغطاء الأخضر. وفي جامعات أخرى توجد منظمات شبيهة للمنظمة الخضراء، هدفها رفع الوعي بحماية البيئة بين الطلاب الصينيين، وفي كافة أوساط المجتمع. تقول وانغ أو: "في الصيف الماضي قمت مع زملائي بتوزيع منشورات على بيوت المواطنين فيها معلومات عن حماية البيئة. وقد رحب معظم الذين وزعنا عليهم المنشورات بأفكارنا وتعهدوا بأن يعملوا وفقا للمعلومات المشمولة فيها. ولكن من يدري ماذا سيفعلون في المستقبل، فربما يلقون تلك المنشورات على الأرض قبل أن يرجعوا إلى بيوتهم."

ليس الكل متشائم مثل وانغ، حيث يرى وانغ تشوانغ، الطالب بجامعة تشينغهوا، أن مشاكل البيئة سببها عدد سكان الصين الضخم وتنمية الاقتصاد السريعة. في الحقيقة يعي معظم الطلاب الصينيين هذه المشاكل ولكنهم لا يعرفون واقع الحال. يجب على الطلاب أن يذهبوا إلى الأماكن التي تعاني من مشاكل بيئية لمعرفة الواقع عن قرب كي يعرفوا ماذا ينبغي عليهم أن يقوموا به. يشاطر هذا الرأي وانغ تشوانغ، الذي اشترك في أوائل السنة الماضية مع فريق استطلاع نظمته جامعة تشينغهوا إلى منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم  للبحث عن سبل حل المشاكل البيئية الناجمة عن الرعي المفرط في المروج.

وانغ تشوانغ، عضو في فريق "الأشعة الخضراء" المكون من 11 عضوا، كلهم طلاب يدرسون هندسة الكهرباء والهندسة الكهرومائية والقانون الخ، ولكن ليس من بينهم أحد يدرس هندسة البيئة. يقول تشاو تشنغ لونغ إن الرعي المفرط لسنوات طويلة خرب بيئة منطقة المروج، وتجري حاليا تجربة طريقتين لحل المشكلة، الأولى، غرس الأشجار في منطقة محددة، الثانية إقامة سياجات حول منطقة معينة حتى لا تدخلها المواشي لمدة خمس سنوات، تستعيد خلالها المروج عافيتها. بعد ذلك سيتم اختيار أفضل الطريقتين وتعميمها.

كان هدف الفريق هو استطلاع الواقع الحقيقي في منطقة المروج. يقول وانغ تشوانغ: "لا يمكن حل المشكلة بأسلوب بسيط مثل منع الرعي المفرط، فقد يؤدي هذا إلى سخط أبناء المنطقة وعدم تحقيق نتائج مرضية. علينا أن نستطلع ونتعرف على أوضاع الرعاة واحتياجاتهم الأساسية وأسلوب حياتهم. لذلك زرنا بيوت الرعاة واستطلعنا الأوضاع الحقيقية في البداية." بعد ذلك بدأ أعضاء الفريق مناقشة ما رأوه خلال الاستطلاع ويحاولون حل المشكلة بأساليبهم الذاتية. يقول وانغ تشوانغ: "خلال النقاش بزغت أفكار ملهمة كثيرة. ولهذا فإن الخروج من الجامعات للاستطلاع ومناقشة مشاكل البيئة أمر جيد! الآن يريد مزيد من الطلاب مناقشة مشاكل البيئة، ولهذا نثق بأن كل مشاكل البيئة ستجد حلا في المستقبل." الفريق الذي اشترك فيه وانغ تشوانغ أعد تقريرا حول الاستطلاع الذي قاموا به وتقدموا به إلى الحكومة المحلية.

 

وما زال النقاش مستمرا

مع التنمية الاقتصادية تقع مشاكل تلوث كثيرة في الصين. الحكومة الصينية لها حق وعليها واجب، أن توفر بيئة طبيعة وبيئة حياة لشعبها. ولكن هل تقوم الحكومة بما يكفي لتنظيف البيئة؟ يعبر بعض الطلاب عن الرضاء بما تقوم به الحكومة من أعمال. يقول تشاو تشغ لونغ: "أنا من مقاطعة شانشي، ذات موارد الفحم الوافرة وصناعة الفحم صناعة رئيسية فيها. تلوثت البيئة في المقاطعة بسبب صناعة الفحم في التسعينات في القرن الماضي، فاتخذت حكومة مقاطعة شانشي سلسلة من السياسات لحل مشكلة التلوث، وتتحسن البيئة يوما بعد يوم. وبالنسبة لي كموطن من شانشي، أعتقد أن التنمية الاقتصادية أمر مهم لأبناء شانشي. علينا أن نبحث عن توازن بين تنمية الاقتصاد وحماية البيئة، رغم أن هذا التوازن ليس سهلا، ولكني أثق أننا نسير في الطريق الصحيح ولابد أن نجده في المستقبل."

وانغ أو لها رأي مختلف. تقول: "أشك في أن الحكومة تقوم بكل ما تستطيع أن تقوم به لحل مشاكل التلوث في الصين. أضرب مثلا ببكين. ستقام أولمبياد 2008 في بكين، ليس أمامنا وقت طويل. وهذا الحدث من أهم أولويات عمل حكومة بكين في هذه الفترة. ولكنك ترى من النافذة السحب القاتمة في السماء، لم يتم حل مشكلة تلوث الجو بشكل جذري. لو لم نبذل جهودنا لحل مشكلة تلوث الجو في بكين، التي ستتجه إليها عيون العالم عام 2008، أشك أن مشاكل تلوث الجو في المدن الأخرى ستُحل على نحو أفضل من بكين.

علينا ألا نحاول حل مشاكل التلوث بعد أن تتلوث البيئة، يجب على الجميع أن يهتم بمشاكل التلوث سواء وقع على بروتوكول كيوتو أم لم يوقع. الآن بدأ شباب الصين يهتمون حقيقيا بالتأثير السيئ للتلوث على صحتهم وصحة الأجيال القادمة. تقول وانغ أو: "إن تنمية الاقتصاد أمر جيد للوطن، ولكن هل تحتاج تنمية الاقتصاد أن ندفع ثمنا باهظا هكذا؟ نتنفس هواء ملوثا ونأكل خضراوات ملوثة كل يوم. أنا لست متفائلة." ولكن وو تيان يي، وهو عضو في منظمة "الأشعة الخضراء"، يقول: "لا نستطيع أن نسير إلى الخلف، علينا أن نبحث عن التوازن بين تنمية الاقتصاد وحماية البيئة." وللمزيد، أنظر إلى الفضاء من نافذتك..

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.