ã

بالحب نكافح معا الإيدز

عبد الله فريح  يان يويه

ياو مينغ وماجيك جونسون في إعلان توعية عن الإيدز

صورة من إعلان "مدوا أياديكم لمساعدة مرضى الإيدز، والوقاية منه"

في اليوم العالمي للإيدز، اشترك تلاميذ صينيون في نشاطات للتوعية بالإيدز 

منذ اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة، الإيدز، في الولايات المتحدة عام 1981، انتشر الفيروس القاتل بسرعة مدهشة في كل العالم. ومن أجل رفع الوعي العام بأضرار الإيدز، حددت منظمة الصحة العالمية الأول من ديسمبر كل عام يوما عالميا للإيدز منذ عام 1988، وتدعو المنظمة دول العالم إلى تنظيم نشاطات توعية وتعميم معلومات للوقاية من الإيدز في هذا اليوم.

في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للإيدز لعام 2006، قال كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، "غيّر الإيــدز وجــه العالم خلال الفترة التي مــرت منذ الإبلاغ عن أول إصابة قبل 25 عاما. فقد قتل الإيدز 25 مليون نسمة، وأصاب 40 مليون نسمة آخرين. وأصبح السبب الأول في العالم للوفيات في صفوف النساء والرجال بين سن 15 و 59 سنة على حد سواء. وتسبب بمفرده في أكبر نكسة في تاريخ التنمية البشرية. وبعبارة أخرى، فقد أصبح يشكل أكبر تحد يواجهه جيلنا".

فيروس الإيدز يواصل انتشاره في الصين أيضا، فحسب أرقام وزارة الصحة الصينية، بلغ عدد الحالات المسجلة للإيدز في بر الصين الرئيسي 183733 حتى الحادي والثلاثين من أكتوبر عام 2006، وقد توفي منهم 12464 شخصا.

برغم عدم وجود، إلى الآن، علاج ناجع للإيدز لم يرفع الإنسان راية الاستسلام، ومازال مقاوما صامدا. والحقيقة أن هذه المقاومة، إضافة إلى علوم الطب، هي السبيل الوحيد لإنقاذ حياة مرضى الإيدز. إننا جميعا مطالبون بتقديم حبنا لمرضى الإيدز، كي نمنحهم أملا في الحياة وثقة بالانتصار على فيروس الإيدز. استجابة لدعوة الحكومة، بدأ المجتمع الصيني يشهد نشاطات عديدة لمكافحة الإيدز.

 

أيتام مرضى الإيدز في ضيافة كبير الوزراء

قاعة تسيقوانغ الكائنة بمقر الحكومة الصينية في تشونغنانهاي، شهدت يوم أول ديسمبر العام الفائت حدثا غير عادي، فرئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو ونائبته وو يي، كانا في استقبال مجموعة خاصة من الضيوف.. خمسة عشر طفلا ما بين مصاب بالإيدز أو يتيم مات أبواه بسبب المرض اللعين.

رئيس وزراء الصين حرص على أن يزور الأطفال القادمون من مقاطعات خنان ويوننان ولياونينغ وآنهوي وشانشي قاعة شيهوا، التي كانت مقر سكن وعمل رئيس مجلس الدولة الراحل شو ان لاي.

استقبل ون جيا باو الأطفال بنفس الحفاوة التي يستقبل بها كبار الزوار في القاعة المخصصة للضيوف الأجانب. وقدم الأطفال للزعيم الكبير صورة رسموها بأنفسهم، اختاروا لها عنوان: "نحن متشابهون"، وقد أثنى السيد ون على اختيار العنوان وقال: المجتمع مسئول عن رعاية كل طفل، سواء كان سليما أو مصابا بالإيدز أو يتيما، وعدم التمييز بينهم."

نان نان، واحدة من مجموعة الأطفال التي استضافها ون جيا باو. عمرها ست عشرة سنة، مات أبواها بمرض الإيدز، وانتقل إليها فيروس الإيدز في فترة الحمل. عندما سألها السيد ون: ما هو أكثر شيء يحزنك؟ أجابت نان نان: "عندما يعزف زملائي عن اللعب معي. لم تستطع نان نان أن تقول شيئا آخر فقد غلب عليها البكاء. وقد صمت ون جيا باو أيضا، فالرجل يعلم أن الضغط النفسي أكبر مشكلة للأطفال المصابين بالإيدز، وضم البنت بين ذراعيه وطلب من المصور التقاط صورة معها، ثم طمأنها وقال: "عليك أن تتناولي الدواء في موعده وأن تثقي بنفسك، وستصبح صحتك أفضل يوما بعد يوم."

 

قلبان مرتبطان بالرسائل

في يوم عيد الشكر عام 2004، قرأت شيوي مي تينغ في لوحة إعلانات بنادي المراسلة في جامعتها، العبارة التالية: "في مكان بعيد، يوجد أطفال يحتاجون إلي مساعدتك". اشتركت شيوي مي تينغ في النادي، وتصادقت عبر المراسلة مع طفلة يتيمة مصابة بفيروس الإيدز، اسمها شياو هوا (اسم غير حقيقي). قالت شيوي مي تينغ: "قبل الالتحاق بالجامعة كنت أعرف ما هو الإيدز، ولكن لم أتوقع يوما أن أصبح وجها لوجه مع مريض بالإيدز".

تدرس شياو هوا بالسنة الثانية في مدرسة إعدادية في محافظة سايشيان من مقاطعة خنان، حيث تقيم. كانت أسرتها فقيرة لدرجة أن والدها كان يبيع دمه، حتى أصيب بالإيدز ومات. أما شيوي مي تينغ، المولودة في ماكاو، فقد التحقت بجامعة رنمين (الشعب) ببكين في سبتمبر عام 2004.

بدأ تبادل الرسائل بين الصديقتين في نهاية عام 2004، وعبرها تعززت العلاقة بينهما حتى صارتا تتحدثان في كل شيء. تشكو شياو هوا من المشاكل التي تواجهها في حياتها ودراستها، وترعاها وتهتم بها مي تينغ كأنها أختها الصغيرة.

الرسائل ظلت مستمرة بين الصديقتين وكانت مي تينغ تود أن تقابل صديقة المراسلة التي أحبتها، وتمنت شياو هوا أن تتعرف عن قرب على أختها الكبيرة التي ترعاها. في عيد العمال عام 2005، اشتركت مي تينغ في فريق للمتطوعين زار محافظة تسايشيان بمقاطعة خنان، وهناك قابلت شياو هوا.

قالت مي تينغ عن ذلك اللقاء: "وجدت شياو هوا تختلف تماما عن الصورة التي تخيلتها لها، فهي فتاة جميلة نشيطة ومتفائلة. كنا متحفظتين أثناء اللقاء ولكن سعيدتان وبعدها بقي كل منا في قلب الآخر."

زادت الرسائل بين مي تينغ وشياو هوا، تتحدثان فيها عن كل شيء؛ الدراسة والجو والأفراح والأتراح. هذه الأشياء العادية أشياء هامة بالنسبة لشياو هوا. قالت مي تينغ: "أكتب رسائلي إليها كي أجعلها تشعر بأنها ليست وحيدة، وأن في هذا العالم إنسانا يحبها ويرعاها".

في واحدة من رسائلها كتبت شياو هوا: "بدأت المرحلة الدراسية الجديدة، أذهب إلى المدرسة مبتسمة. في المساء تذكرت نهار اليوم، ولاحظت أن عيون معلمي وزملائي لا تحدق في جسمي مثل السابق.عندما أشعر بالحزن، أتذكر أختي مي تينغ التي ترعاني وهي في مكان بعيد، لأننا صديقتان حميمتان."

وقالت مي تينغ: "عندما أشعر من رسائلها أنها تكبر، أشعر بالسعادة، وأريد أن أعزز الصداقة بيننا بالرسائل." في الحقيقة، هذه الرسائل العادية وتلك العبارات المشجعة تساعد يتيمة مرضى الإيدز على تعزيز الثقة بالنفس. في التاسع عشر من أكتوبر، تسلمت رسالة من شياو هوا، جاء فيها: "اليوم عيد ميلادك، رغم أنني لا أستطيع أن أشتري هدية لك، فأنا أدعو لك من مكان بعيد بالبركة وأتمنى لك السعادة كل يوم!" كان تاريخ الرسالة اليوم السادس عشر من أكتوبر، يوم عيد ميلاد مي تينغ. قالت مي تينغ: "عندما قرأت الرسالة، تأثرت كثيرا لدرجة تعجز عن وصفها الكلمات، فتلك هي أفضل هدية تلقيتها في عيد ميلادي. لقد أصبحت شياو هوا تلعب دورا هاما في حياتي."

 

ونجوم المجتمع أيضا لهم دور

في بكين ترى إعلان توعية عن الإيدز يظهر فيه نجما كرة السلة، الصيني ياو مينغ والأمريكي ماجيك جونسون، المصاب بالإيدز. في الإعلان يلعبان كرة السلة، ثم يقول ياو مينغ: "لا يصيبك الإيدز عن طريق التحادث أو تناول الطعام أو المصافحة أو اللعب مع أصدقائك المصابين بالإيدز". هذا الإعلان يساعد في رفع وعي الصينيين بالوقاية من الإيدز والقضاء على التمييز ضد مرضي الإيدز في الصين.

حقق الإعلان نتيجة جيدة، وفي اليوم العالمي للإيدز عام 2006، اشترك ياو مينغ وتسعة آخرون من نجوم دوري كرة السلة الأمريكي NBA في تصوير إعلان خيري آخر لمكافحة الإيدز والوقاية منه بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف).

ومثل ياو مينغ يشارك كثير من نجوم الفن والرياضة والمجتمع في الصين في أعمال التوعية بالإيدز والوقاية منه، ومن هؤلاء النجوم. بو تسون شين، الممثل المشهور، الذي كان أول متطوع للتوعية بالإيدز في بر الصين الرئيسي عام 2000، كما تبرع بأكثر من مليون يوان (حوالي 125 ألف دولار أمريكي) لمساعدة الأطفال المصابين بالإيدز وأيتام مرضى الإيدز من خلال "صندوق الحب"، الذي ساعد أكثر من مائتي طفل.

عن هذه الأعمال الخيرية قال بو تسون شين: "معظم الأطفال الذين أساعدهم ليسوا مصابين بالإيدز، بل صحتهم جيدة، وصاروا أيتاما بسبب وفاة أبويهم بمرض الإيدز. لقد غير الإيدز حياتهم فهم يعيشون مع أقاربهم محرومين من حب الأم والأب، ومعظمهم فقراء لدرجة أنهم تركوا مدارسهم وهذا يجعلهم يعانون من التمييز من قبل الناس. إننا إذا لم نهتم بهؤلاء الأطفال، فإنهم سيصبحون مشكلة اجتماعية عندما يكبرون."

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.