ã

الزهور تزين أعياد الصينيين

ياو يي

بائع ورد في مدينة قوانغتشو يوم عيد الحب عام 2006

سوق الزهور في كونمينغ

القرنفل موضة عيد الأم في مدينة شنيانغ

عيد الحب يدق أبواب العشاق، وبائعي الورد أيضا ومنهم وانغ لي، صاحب محل زهور في مركز لايتاي لتجارة الزهور والنباتات. هذا التاجر الماهر يقف أمام محله ينادي على بضاعته، بينما يهاتف زبائنه، وفي نفس الوقت يسجل طلبات الشراء على الورق بسرعة يُحسد عليها. كثيرون يحجزون الزهور لعيد الحب. مركز لايتاي الواقع على الطريق الدائري الثالث الشرقي ببكين، وتصل مساحته 55 ألف متر مربع، هو أكبر سوق جملة للزهور في كل شمال الصين، وفيه تجد أجود زهور الصين بل والعالم.

الصين من أكثر دول العالم إنتاجا للزهور، وبها ثلث مساحة الأرض المزروعة زهورا في العالم، وأكثر من ضعف مساحة زراعتها في اليابان، وأكثر من خمسة أضعاف زراعتها في الولايات المتحدة، وعشرة أضعاف هولندا. وقد زادت المساحة المزروعة بالزهور، وإنتاجها، في الصين في الفترة من تسعينيات القرن الماضي إلى اليوم، بنسبة 10% سنويا، وبعد عام 2001، كانت نسبة الزيادة السنوية بين 30% و40%.

 

باعة الزهور عيونهم على الأعياد

وانغ لي، عمل من قبل في تجارة الزهور والنباتات في مدينة كونمينغ بمقاطعة يوننان، ولكنه قرر في عام 2002، الانتقال مع أسرته إلى عاصمة البلاد بكين، حيث افتتح محل زهور في مركز تايلاي. قال وانغ لي: "تجارة الزهور هي مهنة معظم أقربائي في مقاطعة يوننان، ويزرع أخي الكبير الزهور في قطعة أرض له بضاحية كونمينغ، ومن هنا فإن فكرة تجارة الزهور في بكين اعتمدت على قدرة أسرتي تأمين إمدادات كافية من الزهور لي."

في أيام الأعياد يبدأ التهافت على أسواق الزهور، وترتفع الأسعار قبيل العيد، والنتيجة أن تجار الزهور من كل أرجاء الصين يتدفقون إلى مقاطعة يوننان، أما التجار من أبناء يوننان فلا يقلقون على تأمين بضاعتهم، فلا يحتاج وانغ لي إلا أن يتوجه إلى محطة القطار ببكين لتسلم الشحنة القادمة له من أهله.

حاليا، تتركز زراعة الزهور ونباتات الزينة رئيسيا في ثلاث مقاطعات هي يوننان ولياونينغ وقوانغدونغ، حيث يوجد بها 62% من المساحة المزروعة زهورا في الصين، على الرغم من اختلاف أسلوب زراعة الزهور في كل منها. في يوننان تربى الزهور من مختلف الأنواع في الصوبات البلاستيكية، لتأمين المحصول في مواسم الربيع والصيف والخريف، وفي لياونينغ يزرعونها في دفيئات تستخدم الطاقة الشمسية، وهذا الأسلوب يناسب الزراعة في الشتاء، أما في قوانغدونغ بجنوب الصين، فإنها تزرع تحت أغشية حاجبة للشمس.

وقد بات الفلاحون الصينيون يعون الأرباح الهائلة التي تحققها زراعة الزهور، فيشيع بينهم قول: "زراعة الفواكه أفضل من الحبوب، وزراعة الزهور أفضل من الفواكه" و"عائد عشرة هكتارات من الحبوب أقل من عائد هكتار واحد من الزهور" الخ، ولهذا يزداد عدد الفلاحين الذين يتجهون إلى زراعة الزهور. قال وانغ لي إن أخاه الذي يزرع الزهور في كونمينغ يحصل على عائد جيد جعله قادرا على إرسال ابنه للدراسة في فرنسا على نفقته الخاصة!

قال وانغ لي: "موسم الزهور هو الأعياد. حسب العادات والتقاليد في الصين، التسعة رقم مبارك وفأل حسن، لذا تكون هدية الصينيين في الغالب عبارة عن باقة من تسع وتسعين زهرة، والبعض يبالغ فيصل الرقم إلى تسعمائة وتسع وتسعين. وإذا تعود الصينيون شراء الزهور في الأيام العادية لن نعاني من الركود أبدا. اليوم، عيد الحب على الأبواب وأنا مشغول في هذه الأيام، لدرجة أنني ليس عندي وقت للقيام بكل الأعمال في محلي. يدرس ابني في المدرسة وتتحمل زوجتي الأعمال المنزلية، وفي الأيام العادية، أستطيع أن أقوم بكل أعمال المحل بنفسي، ليس ذلك فحسب بل أقدم لزبائني وصفا لخصائص الزهور المتنوعة وطرق العناية بها وكيفية تنظيم وترتيب أنواع الأزهار لتكون هدية جميلة، لكنني في هذه الأيام لا أجد وقتا كافيا لأخدم زبائني جيدا."

قال وانغ لي: "بالإضافة إلى عيد الحب، تباع الزهور بكميات كبيرة أيضا في الأعياد الأخرى مثل العيد الوطني في أول أكتوبر، حيث تستخدم كثير من الهيئات والمؤسسات الزهور في تزيين البنايات والواجهات، ففي بكين فقط تباع ملايين أصص الزهور في العيد الوطني. بالإضافة إلى الأعياد العامة، عندما تحتفل بعض الهيئات والمؤسسات بالذكرى السنوية للتأسيس تطلب الزهور بكميات غير قليلة، وعلى سبيل المثال، بمناسبة عقد قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي في نوفمبر عام 2006، وضعت في ميدان تيان آن من وعلى جانبي طرق استقبال الضيوف وفي المناطق المجاورة للسفارات ملايين أصص الزهور ونباتات الزينة.

 

الزبائن: الزهور للتعبير عن المشاعر في الأعياد

عرف وانغ لي من ابن شقيقه العائد من فرنسا أن الفرنسيين يعتبرون الزهور من سلع الاستهلاك اليومية، على عكس الصينيين الذين لا يشترون الزهور إلا في الأعياد والمناسبات وينسونها بعد ذلك. قال وانغ لي: "يقع مركز لايتاي بالقرب من منطقة السفارات، لذا يكون معظم الزبائن في الأيام العادية أجانب، ومنهم رجل أمريكي متوسط العمر يشتري مني وردة كل يوم ليقدمها لزوجته، ولكن عدد الصينيين الذين يشترون الزهور يوميا قليل للغاية."

جاء لو يان، وهو موظف في المكتب الإقليمي لإحدى الشركات الأمريكية ببكين، إلى مركز لايتاي خصيصا لشراء باقة زهور ليقدمها لصديقته في عيد الحب. بعد استطلاع دقيق، اختار محل وانغ لي. قال لو يان: "رغم أن الحجز بالهاتف أسهل، أفضل المجيء إلى هنا لمعاينة الزهور بنفسي وأختار من بينها، كما يمكنني أن أتشاور مع أصحاب المحلات في كيفية تنظيم باقتي، لعلها تعبر عن حبي لصديقتي بشكل فعال."

أسلوب الحجز المسبق للزهور له فائدتان، الأولى، ضمان الحصول على زهور ممتازة، حيث تدخل أنواع مختلفة السوق في فترة العيد بسبب نقص المعروض، الثانية، الحصول على سعر أرخص من الشراء الفوري بكثير. حيث قال لو يان: "في عيد الحب للعام الماضي، وصل سعر الوردة الواحدة عشرة يوانات (1.25 دولار أمريكي)، في حين أن سعرها العادي هو يوان واحد (ثُمن دولار أمريكي) فقط." وقال زميله مازحا: "حجز الزهور قبل العيد مثل التجارة الآجلة".

وقال لو يان إن السبب في أنه لا يشتري الزهور في الأيام العادية قد يكون أن الآخرين لا يشترونها، فليس من عادة الصينيين إهداء الزهور، وإنما الأشياء القابلة للاستخدام، خاصة بالنسبة إلى المسنين، الذين عاشوا سنوات التخلف الاقتصادي، فهم يقدرون قيمة البضاعة بمدى فاعلية استخدامها."

 

لمعلوماتك:

الصين دولة غنية بموارد نباتات الزينة، وتحمل لقب "أم الحدائق في العالم". تنتمي نباتات الزينة الصينية الأصل إلى 113 فصيلة و523 جنسا وحوالي 10-20 ألف نوع، هناك أنواع كثيرة من الزهور المشهورة في العالم ترجع أصولها إلى الصين، مثل زهرة الميهوا والفاوانيا والأقحوان والزنبق والكاميليا والأزاليا واليوجي (الورد الصيني). ويوجد في الصين حوالي ستمائة نوع من الأزاليا، وأكثر من ثلاثمائة نوع من زهور الميهوا، و160 نوعا من اللوتس، وأكثر من ثلاثة آلاف نوع من اليوجي.

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.