ã

التناغم أساس لحقوق الإنسان

تؤكد الصين على أن "التناغم" مفهوم مهم لتنمية حقوق الإنسان، وقد دعا زعماء الصين خلال العامين الماضيين إلى بناء "مجتمع متناغم" في الداخل وإلى بناء "عالم متناغم". ويعتقد خبراء حقوق الإنسان الصينيون أن السلام والأمن يرتبطان ارتباطا وثيقا بحقوق الإنسان، ونظرة سريعة إلى المناطق التي تفتقد الأمن والسلام في عالم اليوم تؤكد هذه الرؤية. إن التناغم الاجتماعي يعتمد في الأساس على العدالة وحق التنمية لأن الفقر والظلم هما جذرا التناقض في العالم، فالتفاوت بين مختلف الدول، وبين الحضر والريف سببه إهمال حقوق الإنسان، فعلى الرغم من تبني الأمم المتحدة الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية والاتفاقية الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية قبل أربعين عاما، أسفرت التنمية العالمية غير المتوازنة خلال تلك الفترة عن العديد من التناقضات التي أثرت بدورها على سلام العالم وتنميته وتناغمه. إن التنمية الاجتماعية- الاقتصاديةـ مع الحريات السياسية، هما عمادا صرح حقوق الإنسان وإذا حدث خلل بينهما يسقط ذلك الصرح. إن بناء "مجتمع متناغم"، يمثل إضافة قيمة ونموذجا مرموقا لبناء عالم متناغم. وتوضح مقالة "المجتمع المتناغم خطوة على طريق العالم المتناغم" بهذا العدد، أن الحكومة الصينية لا تسعى إلى مجتمع خيالي ينكر الاختلافات بين الأفراد وبين المناطق والدول في نواح شتى، ولكن من المؤكد أنه عندما تتوسع الهوة والاختلافات لدرجة لا يمكن تضييقها، يصبح النسيج الاجتماعي مهددا. ومن المؤكد أيضا أن التركيز على تنمية السلطة السياسية أو الحريات مع عدم وضع التنمية الاقتصادية في الاعتبار يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وتخريب حقوق الإنسان مع ضياع التناغم.

إن هذه الرؤية الصينية لحقوق الإنسان والديمقراطية، قد تختلف عن الرؤية الغربية ولكن واقع الحال في أقطار عديدة يشهد بأن التناغم، الذي هو أساس حقوق الإنسان، لا يكون بنسخ تجربة معينة لنظام سياسي معين، وإنما يكون نابعا من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية لكل دولة، وهي ظروف لا تتفق بالضرورة مع دول أخرى.

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.