ã

أرض الشعر تكتب قصيدة التنمية

ليو هوان تشي وشيوي ينغ

معمل لإنتاج الشعرية

فلفل أحمر

يوان جينغ، أمين لجنة الحزب لمحافظة سوييانغ (الأول من اليسار من الصف الأمامي)، يتفقد قاعدة تربية المواشي في هويله

 سوييانغ ..أرض الشعر

تحمل محافظة سوييانغ بمقاطعة قويتشو لقب "أرض الشعر"، حيث تذكر سجلات التاريخ أنه في الفترة من إقامة أسرة يوان (1206 م) حتى تأسيس جمهورية الصين (1912 م)، أنجبت هذه المنطقة عددا كبيرا من المثقفين، تركوا ثروة هائلة من قصائد الشعر. ظهر فيها أكثر من مائة شاعر مشهور في فترة أسرتي مينغ وتشينغ(1368-1911 م)، منهم 13 شاعرا أبدعوا قصائد عظيمة توارثتها الأجيال. ومنذ إقامة الصين الجديدة في عام 1949، اجتاحت المحافظة حماسة جديدة لنظم الشعر، فانبثقت مجموعة من الشعراء الجدد منهم لياو قونغ شيان ولي فا موه وتشينغ ده مينغ الخ.

محافظ سوييانغ، تشانغ روه فانغ، هو نفسه شاعر مشهور، من أبناء قومية مياو، ويحمل اسما ثقافيا هو "هوي تسي". على الرغم من مشاغله الكثيرة، يبدع تشانغ روه فانغ قصائد كثيرة، يقول إنها تمنحه سكينة وهدوءا بعيدا عن ضجيج العمل. من قصائده المشهورة "الرمان الفريد" و"القهوة الأرجوانية" الخ.

محافظة سوييانغ ليست شعرا فحسب، فالأجواء الشعبية العميقة التي تهيئ بيئة مناسبة لقرض الشعر موجودة في كل بيوتها. في أول دورة لمهرجان الشعر أقامتها المحافظة في عام 1990، حضر الشاعر الكبير تسانغ كه جيا وأهداها لوحة مكتوب عليها "أرض الشعر"، وقدم الشاعر الكبير خه جينغ تشي لها لوحة أيضا تحمل كلمات "أرض الشعر التي تحمل روح الشعر" ثناء على أجوائها الثقافية.

 

تنمية سوييانغ من خلال الأشعار

قصيدة الشعر هي وسيلة أبناء سوييانغ للتعبير عن همتهم وأفكارهم السامية، بل والتعرف على الأصدقاء والاستمتاع بحياتهم الفكرية. ويعتقد يوان جينغ، أمين لجنة الحزب بالمحافظة، أن الشعر سمة مميزة لسوييانغ، مشيرا إلى أن الثقافة والاقتصاد عاملان متفاعلان، حيث تعتمد الثقافة على الاقتصاد، وفي نفس الوقت تساهم في رفع مستوى العاملين مما يعزز قوة الإنتاج. من هنا فإن ثقافة الشعر يمكن أن تدفع التنميةَ الاقتصادية وتضبط بوصلة الثقافة السياسية والتنمية المتناغمة للمجتمع طالما أنها تدخل في نسيج الحياة الاجتماعية بشكل ملموس.

هذه الرؤية استلزمت ترجمة عملية لها على أرض الواقع، فمنذ أن حملت المحافظة لقب "أرض الشعر" في عام 1993، أدرجت حكومة المحافظة ولجنة الحزب بالمحافظة إبراز تأثير الشعر في الاقتصاد ضمن قائمة الأعمال الهامة للمحافظة. ومن أجل تعزيز المستوى الثقافي للمواطنين وإثرائهم وإقامة صورة المحافظة الطيبة، أدرج في عام 1997 بناء منظومة ثقافة الشعر في قائمة الأعمال الهامة، وعلى رأسها إقامة أول دورة لمهرجان الشعر والفلفل الأحمر. وكان من نتيجة ذلك تعميق اندماج ثقافة الشعر مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

بعد الدورة الأولى للمهرجان، وضعت حكومة المحافظة ولجنة الحزب بالمحافظة خطة تشمل إقامة قاعدة إنتاجية للسلع الخضراء وتنمية اقتصاد المنتجات المحلية الخاصة وتطوير المناطق السياحية والترفيهية وبناء ضاحية مدينة تسونيي، وتركيز الاهتمام على سياحة "الكهوف والغابات والجبال والأنهار والشعر في سوييانغ" و"السياحة البيولوجية والسياحة الترفيهية وسياحة ثقافة الشعر"، وأعلنت إقامة عدة مناطق سياحية على مستوى الدولة، منها كهف شوانغخه حامل لقب "أول كهف في الصين" ومنطقة جيو داومن التي تشبه منطقة تشانغ جياجيه بمقاطعة سيتشوان وعين المياه الساخنة في شويجينغ التي تعتبر "النبع الأول في قويتشو" ومنطقة كوان كوشوي لحماية الغابات البدائية التي تعتبر "مخزن الجينات في العالم".

نجحت محافظة سوييانغ في نهاية مارس عام 2005 في إقامة "أسبوع الكهوف في سوييانغ (ضمن نشاطات العام الصيني- الفرنسي)" و"مراسم افتتاح حديقة كهف شوانغخه الجيولوجية على مستوى الدولة".

في مارس عام 2006، أعلنت 31 مؤسسة إعلامية صينية عن مسابقة بعنوان "أفضل خمسين مقصدا سياحيا صينيا للسياح الأجانب"، وقد فاز موقع كهف شوانغخه بالجائزة الذهبية، وكان هو الوحيد في مقاطعة قويتشو.

حسب الإحصاء، استقبلت محافظة سوييانغ في عام 2005 مائة وسبعين ألف زائر \ مرة، وبلغ إجمالي دخلها السياحي السنوي 6.5 ملايين دولار أمريكي، وبلغ إجمالي المبيعات السنوية للمستهلكات الاجتماعية 70 مليون دولار أمريكي، بزيادة 15.1% عن العام السابق و84.9% عن عام 2000، بمعدل زيادة 13.1% سنويا. في نفس الوقت، شهدت قطاعات المرور والنقل والعقارات وغيرها ازدهارا غير مسبوق.

بالتزامن مع التنمية السياحية، تطور بناء مدينة سوييانغ في السنوات الأخيرة. من أبرز المقاصد السياحية في المدينة، متحف بويا الذي يعتبر أول متحف في سوييانغ للمعروضات الثقافية والذي بلغت تكلفت إنشائه ثلاثة ملايين دولار أمريكي، وميدان الشعر، وهو الوحيد من نوعه في قويتشو، والدار الحجرية، وهي من العجائب الصينية المحفوظة بشكل جيد والخ. بمجرد أن يدخل الزائر حدود سوييانغ، يشعر على الفور بأنه في "أرض الشعر" وداخل "محافظة ثقافية متقدمة على مستوى الدولة".

لقد تغيرت مدينة سوييانغ شكلا ومضمونا، وتتسارع خطوات بناء المدينة، مع الاهتمام بمبدأ إصلاح المدينة القديمة وتنمية المناطق الجديدة. هناك مشاريع إصلاح البنايات القديمة في منطقة البوابتين الجنوبية والشمالية وإنشاء بنايات جديدة في جنوب المدينة وتنمية ينابيع الماء الصالح للشرب وإصلاح شبكة أنابيب الماء وإقامة محطة لمعالجة المياه الملوثة والنفايات وبناء المراحيض العامة الخ، مما يرفع قدرة تحمل المدينة.

إن ثقافة الشعر تلعب دورا هاما في رفع سمعة سوييانغ باستمرار، ويندمج الشعر في كل نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ويحقق للمحافظة التنمية المستديمة الشاملة والمتناغمة.

 

الطرق المفتوحة تكسر اختناقات المرور

الاختناقات المرورية أكبر عائق لتحقيق قفزة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في سوييانغ، ومن هنا اتخذت المحافظة بناء الطرق الريفية كنقطة اختراق لحل مشكلة المرور. منذ عام 2003، أدرجت حكومة المحافظة ولجنة الحزب إنشاء الطرق العامة التي تصل كل قرية ضمن الخطوات الملموسة التي تطبقها الحكومة من أجل حل مشاكل المواطنين، وتعهدت الحكومة بتنفيذ نظام المسؤولية على ثلاث درجات، هي المحافظة والبلدة والقرية، حيث توقع كل هيئة شهادة مسؤولية مع الهيئة الأعلى. في نفس الوقت توظف أنماطا متنوعة لتدبير التمويل. وقد حفزت أعمال الحكومة حماسة المواطنين لتعبيد الطرق من أجل تحقيق الثراء، فتبرع كثير من المسنين بالأموال التي يدخرونها لخريف العمر إلى الجهات المعنية لتعبيد الطرق، وأخرجت الفتيات ما لديهن من أموال قد تساعدهن في التجهيز لعرسهن، وساهم الأطفال بنقود العيدية. خلال الخمس سنوات الأخيرة، أنشأت المحافظة طرقا إسفلتية طولها أكثر من 160 كيلومترا تمتد بين البلدات، وطرقا أخرى طولها أكثر من 500 كيلومتر تمتد إلى القرى، وسوف تحقق سوييانغ في نهاية عام 2007 هدفها بمد الطرق الإسفلتية إلى كل البلدات التابعة لها، ووصول الطرق العامة إلى كل القرى.

تايباى وهوانغبيان، وهما بلدتان فقيرتان في سوييانغ، تقعان على مسافة غير بعيدة من طريق تشونغتشينغ - تسونيي السريع المشيد حديثا، ولكن لا يوجد طريق يربطهما بهذا الطريق، مما يبقي على وضع العزلة والانغلاق والتخلف فيهما حتى اليوم، ويحجب المناظر الجميلة والمحميتين الطبيعيتين فيهما عن عيون العالم.

لا تشمل "خطة إنشاء شبكة الطرق العامة في مقاطعة قويتشو" التي أجيزت في ديسمبر عام 2005، إنشاء طريق يصل إلى هاتين البلدتين الفقيرتين. بعد إعلان الخطة، قدم أعضاء المكتب السياسي للجنة الحزب بالمقاطعة، ومنهم نائب رئيس المكتب، اقتراحا للجنة التنمية والإصلاح بالمقاطعة بإدراج إنشاء طريق إلى البلدتين ضمن الخطة. استجابت اللجنة وردت بأن: "الخطة سيعاد وضعها بعد إجراء مقارنة تكنولوجية واقتصادية شاملة".

بعد إجراء مسح ميداني في بلدة تايباي، أبلغ يانغ تشاو يو، الأمين السابق للجنة الحزب بالمقاطعة، أمين اللجنة الحالي يوان جينغ بأنه سيتبرع باثنين من مواشيه لتعبيد هذا الطريق، إذا صدق الأمين الحالي على قرار الطريق. وقال المسن خه تشي رونغ، الذي شارك في حرب مساعدة كوريا ومقاومة العدوان الأمريكي، إنه سيتصل بابنه وزوجة ابنه اللذين يعملان خارج البلدة يطلب منهما العودة والمشاركة في عمل التعبيد إذا صدر القرار. ومثلهما أبدى المواطنون رغباتهم المخلصة والصادقة لتعبيد هذا الطريق.

 

خطوات ملموسة لإثراء المواطنين وتعزيز قوة المحافظة

قال يوان جينغ، أمين لجنة الحزب بالمحافظة، إن سوييانغ ستظهر في المستقبل تفوقها في الموارد والجغرافيا، وتحقق أربعة أهداف، هي رفع مستوى معيشة الشعب والارتقاء بالصورة الطيبة لأرض الشعر وبناء الحزب وبناء المجتمع المتناغم، والانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لوسط مقاطعة قويتشو ومجموعة تشونغتشينغ الاقتصادية ومجموعة نهر اليانغتسي الاقتصادية.

سوييانغ محافظة زراعية كبيرة، تحمل لقب "موطن الفلفل الأحمر في الصين" و"صومعة الحبوب في شمال مقاطعة قويتشو". حسب خطة إعادة هيكلة قطاع الزراعة بها، سيكون على المحافظة تشكيل سلسلة زراعية، ورفع القيمة المضافة للمحاصيل، وتحقيق استقرار زراعة المحاصيل التقليدية مثل الحبوب والزيوت، وفي نفس الوقت تركيز الاهتمام على المحاصيل الاقتصادية مثل التبغ والفلفل الأحمر والعقاقير والخضراوات. اليوم، يوجد في المحافظة 6.67 آلاف هكتار من حقول الأرز العالي الجودة، و6.67 آلاف هكتار من الذرة الصفراء الممتازة النوعية، و15.34 ألف هكتار من الشلجم الممتاز و5.33 آلاف هكتار من التبغ الممتاز. وتقام أيضا في البلدات ذات ظروف المواصلات الجيدة مزارع للماشية، وتقام في بعض المناطق الهضبية ذات الموارد الغنية قواعد لزراعة الخضراوات في غير موسمها ومواد غذائية خضراء. بالإضافة إلى ذلك، تبزغ في سوييانغ زراعة النباتات البرية مثل الأعشاب البرية والبصل البري والزهور البرية وتربية الحيوانات الوحشية والأسماك الوحشية الخ.

من أجل الإسراع بعملية التصنيع الزراعي وزيادة القيمة المضافة للإنتاج، تقود حكومة سوييانغ الفلاحين لزراعة الخضراوات الخالية من التلوث وإقامة صندوق مخاطر خاص لزراعة التبغ، تم تدبير 12.5 ألف دولار أمريكي له حتى الآن. في نفس الوقت، تشجع الحكومة الفلاحين على تأسيس جمعيات مختلفة لهم من أجل حماية مصالحهم ورفع مستوى التنظيم في الزراعة وتقدم لهم تسهيلات في توقيع عقود البيع قبل أن يزرعوا محاصيلهم. اليوم، وصل معدل الدخل الشهري للفرد من الفلاحين أعضاء إحدى الجمعيات في قرية روشي بمحافظة سوييانغ مائتي دولار أمريكي، وهم هناك يعبرون عن هذا شعرا بقولهم: "مرافقة الجمعية تجعلنا أغنياء".

الإسراع في تطوير اقتصاد الصناعة في سوييانغ خطة هامة. خلال السنوات الأخيرة، تنتهز محافظة سوييانغ فرص التنمية الحالية وسياسة الدولة حول الإصلاح، وتبرز تفوقها في موارد الفحم والمياه والسياحة، وتنفذ عدة مشاريع كبيرة تشمل إنشاء قاعدة للصناعة الكيماوية الدورية وتنمية الموارد السياحية وإنشاء مرافق المواصلات الأساسية. في عام 2004، نجحت أربع شركات في تشكيل فريق تعمير لمشروع قاعدة الصناعة الكيماوية الدورية في سوييانغ، واكتملت الأعمال التحضيرية لهذا المشروع، ومنها تكوين الهيئة القانونية وتدقيق الإجراءات اللازمة وجمع البيانات التقنية وهدم ونقل وتنظيم المساكن الخ، يستخدم هذا المشروع الفحم والكربيد والأسمنت على نحو دوري، سيبدأ تشغيله قريبا.

بفضل إعادة هيكلة الزراعة وتنمية القطاعات القوية وتطوير المشاريع الصناعية، يستكشف اقتصاد سوييانغ حيويته ونشاطه من جديد.

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.