اختراعات صينية

بدأ في يوليو عام 2004 تشغيل أول مجموعة من الكابلات ذات قدرة التوصيل فائقة بدرجة الحرارة العالية في مركز بوجي لمحولات الكهرباء بمدينة كونمينغ في مقاطعة يوننان، لإمداد الكهرباء إلى عشرات الآلاف من السكان بضاحية المدينة الغربية والمصانع والمناجم الرئيسية هناك. فاقد الكهرباء التي ينقلها الكابل ذو قدرة التوصيل الفائقة تعادل نصف الفاقد عند نقلها بالكابل العادي، وتزيد قدرة توصيل الكهرباء له 3-5 مرات عن الكابل  العادي. هذا يعني أنه إذا كان تجمع سكني يحتاج 5 مجموعات من الكابلات العادية لنقل الكهرباء في الماضي، فإنه اليوم  يحتاج إلى مجموعة واحدة فقط من الكابلات ذات قدرة التوصيل الفائقة. تخلص هذا النوع من الكابلات من الاعتماد على جهد الكهرباء العالي عند نقل الكهرباء إلى مسافات بعيدة، ولا يسبب تلوثا للبيئة وضجيجه منخفض. أصبحت الصين بذلك ثالث بلد يستخدم الكابل ذو قدرة التوصيل الفائقة بعد الولايات المتحدة الأمريكية والدانمارك. بل إن مستواه في  الصين أعلى من مستوى الكابل ذي قدرة التوصيل الفائقة الذي تستخدمه الدولتان، وهذا دليل على أن الصين بلغت مستوى عالميا متقدما للغاية في مجال المواد الفائقة التوصيل وتكنولوجيا استخدامها.

بدأ بحث وتطوير الكابل ذي قدرة التوصيل الفائقة في العالم قبل بضعة عشر سنة فقط. هذا الكابل الذي يجمع بين المواد الفائقة التوصيل والصناعة الميكانيكية والتبريد بدرجة الحرارة المنخفضة وهندسة الكهرباء والأتمتة، حقق فيه الباحثون الصينيون أكثر من مائة اختراع واختراق، فحصلوا على أكثر من 30 براءة اختراع.

حول تكنولوجيا استخدام هذا الكابل قال هان تشنغ خه، رئيس فريق بحوث وتكنولوجيا المواد الفائقة التوصيل، إن هذه التكنولوجيا وتقنيتها صعبة للغاية، فالكابل ذو قدرة التوصيل الفائقة بدرجة الحرارة العالية يتطلب عدم وجود شقوق تمنع توصيل التيار الكهربائي، حتى اليوم، تستوعب هذه التكنولوجيا 4-5 شركات فقط في العالم.

تكاليف بناء خط إنتاج الأسلاك ذات قدرة التوصيل الفائقة بدرجة الحرارة العالية في الصين تعادل عُشر تكلفته في الدول الأخرى. وقد وصلت بكين حاليا إلى مرحلة الإنتاج التصنيعي للأسلاك الفائقة التوصيل بدرجة الحرارة العالية. إلى جانب استخدام هذه الأسلاك في الكابلات ذات قدرة التوصيل الفائقة، تستخدم في مولدات الكهرباء والمحولات الفائقة التوصيل، وتصدر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية والسوق الأوروبية.