ã

الأصدقاء العرب في بكين

جياو بينغ في وفي يوان يوان

الكاتبان مع صديقهما العربي آن لينغ

ولدت في إحدى المدن الصناعية في شمالي الصين، وهى مدينة صغيرة بالنسبة إلى عاصمة الصين- بكين. ولكن يوجد في مسقط رأسي قليل من الشركات الأجنبية التي تعتمد علي رؤوس الأموال الأوربية أو الأمريكية فقط. في مدينتي من الصعب أن تجد أي عربي. كنت لا أعرف العرب ولا أدري ما هو الدين الإسلامي.

بالمصادفة قُبلت في كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، وهي مؤسسة تعليمية مشهورة في تعليم العربية بالصين، ومنذ ذلك الوقت بدأت أعرف اللغة العربية والأصدقاء العرب. في الجامعة كثير من الطلبة الأجانب، منهم بعض الطلاب العرب. في بداية حياتي الجامعية رأيت مجموعة من الطلاب العرب يركعون ويسجدون، فسرت في نفسي مشاعر غريبة، وأخبرني أستاذي أنهم أصدقاء عرب يؤدون الصلاة، التي هي ركن أساسي في الإسلام، ويعبرون عن إخلاصهم لله. في ذلك اليوم تحديدا كان انطباعي الأول عن الأصدقاء العرب ذوي الشوارب والجلابيب واللفاعات.

أذكر أنه عندما بدأت أدرس اللغة العربية كانت أول جملة تعلمتها هي "السلام عليكم!" وذات يوم كنت أتمشى في الجامعة بعد الدراسة، وفجأة رأيت في الطريق شابا وسيما له شارب ويضع لفاعا، فرجحت أنه عربي وقلت له بصوت ضعيف وركيك الجملة التي تعلمتها قبل قليل: "السلام عليكم" وعلى غير توقعي رد الرجل: "وعليكم السلام". شعرت بارتباك وفرحة وتوتر، فهذه أول مرة أتحدث إلى عربي وحصيلتي من المفردات العربية جد محدودة. بعد قليل أدرك من فأفتى أنني مبتدئ في اللغة العربية فتحدث معي باللغة الصينية التي يجيدها. قال إنه درس في الصين ثلاث سنوات وله اسم صيني هو "آن لينغ"، في النهاية سألني ما إذا كنت أقبل أن أكون صديقا له فرحبت بذلك، فكان أول صديق عربي قابلته ومنه عرفت أن العرب أمة كريمة متحمسة مثل الصينيين، فليس من الغريب أن ربط بينهما طريق الحرير وتطور وازدهر.

فيما بعد سألت الأصدقاء العرب  لماذا اختاروا أن يدرسوا في الصين، فقالوا إنهم أحبّوا الحضارة الصينية دون سابق اتفاق، وأضافوا أن الصين دولة سريعة التطور، تحتل مكانة مهمة في العالم، فأصبحت اللغة الصينية أكثر أهمية. وقال أحد أصدقائي بلهجة مازحة "ألم تسمع القول العربي القديم اطلبوا العلم ولو في الصين". ثم ضحك بصوت عال. على الرغم أنه قال ذلك مازحا شعرت بحبه الحميم للصين وللشعب الصيني.

مع ازدهار التبادل التجاري بين الصين والدول العربية، يزداد عدد الأصدقاء العرب في الصين، خاصة في بكين، بعضهم يدرس، وبعضهم يعمل، وبعضهم يعيش. بفضلهم، أظن أن جسر الصداقة التقليدية بين الصين والعرب يتوسع أكثر ويتعمق الحب بين الشعبين الصيني والعربي. 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.