ã

قمة السلام الصينية الأفريقية

تُعقد هذا الشهر قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين بمشاركة زعماء ومسئولين كبار من سبع وأربعين دولة أفريقية. هذا الحدث الذي يحمل عنوان "قمة السلام الصينية الأفريقية" يعكس طبيعة العلاقات الصينية الأفريقية في القرن الجديد ، تلك العلاقات التي باتت تتخذ ملامح مميزة منذ تدشين منتدى التعاون الصيني الأفريقي في خريف عام 2000. لقد أصبحت أفريقيا المقصد لأولى جولات القيادة الصينية، من رئيس البلاد ورئيس الوزراء إلى وزير الخارجية في كل عام، ولم تعد العلاقات بين الطرفين قاصرة على التبادلات الثنائية وإنما تجاوزتها إلى مرحلة التعاون الجماعي، ليس فقط في المنتدى الصيني الأفريقي وإنما في محافل أخرى، وخير تعبير عن هذا، تعيين الصين سفيرا لها لدى مجموعة السوق المشتركة لشرقي وجنوبي أفريقيا (كوميسا). وتدعم الصين مطلب القارة الأفريقية بالحصول على مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي، انطلاقا من موقف الصين الدائم بضرورة منح الأولوية القصوى في عملية إصلاح المنظمة الدولية إلى تمثيل أكبر للدول النامية، التي يقع معظمها في أفريقيا.

 ولكن يبدو أن تطور العلاقات الصينية الأفريقية، الذي يخدم مصالح الطرفين، لا يروق لبعض القوى الدولية فراحت بعض الدوائر فيها تروج لمزاعم بأن الدافع الرئيسي للاهتمام الصيني بأفريقيا هو حاجة بكين إلى الموارد الطبيعية وإلى أسواق لمنتجاتها. إن هذه المزاعم تغفل- عن عمد- المساهمات التي قدمتها، ولازالت تقدمها، الصين لأفريقيا منذ بداية العلاقات بين الجانبين قبل نصف قرن. لقد بذل الصينيون جهدهم وأرواحهم على تراب أفريقيا، وأخذوا بيد كثير من شعوبها وأقاموا مشروعات بنية أساسية تقف صروحا شاهدة على عمق الصداقة الصينية الأفريقية.

إن النهج الجديد في السياسة الصينية والذي يقوم على مبدأ تحقيق المصلحة للطرفين ليس إلا تواصلا للسياسة الصينية تجاه أفريقيا، ولهذا فإن حجم التجارة بين الجانبين وصل العام الماضي 37 مليار دولار أمريكي، وتعد أفريقيا استثناء في علاقات الصين التجارية الخارجية، فالقارة السمراء تحقق فائضا تجاريا مع الصين. ويتجاوز حجم الاستثمارات الصينية في أفريقيا مليار دولار، تغطي معظم دول القارة. إن الشراكة الصينية الأفريقية الاستراتيجية الجديدة ترتكز على التكافؤ السياسي، والثقة المتبادلة، والتعاون الاقتصادي المفيد للجانبين، والتبادلات الثقافية. هذه الأسس مع حقيقة أن المساعدات التي تقدمها الصين للدول الأفريقية لا ترتبط بأي نوع من الشروط، السياسية أو الاقتصادية أو غيرها، يدحض مزاعم الذين يسعون إلى تشويه مقاصد الصين ونواياها المخلصة تجاه أفريقيا.

إن "قمة السلام الصينية الأفريقية" تدشن مرحلة جديدة في علاقات الجانبين، مرحلة تعزز السلام والتنمية، ليس في أفريقيا فقط بل في كل العالم. 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.