ã

شعارنا وهدفنا.. الخير للجميع

     يحظى التقدم الذي تحققه الصين في كافة المجالات بإعجاب يصل إلى حد الدهشة أحيانا. ولكن إذا كان نهوض الصين أو صعودها يلقى ترحيبا من معظم شعوب العالم فإن البعض لا يروق لهم أن تكون الصين دولة قوية متقدمة، فزعَم هذا البعض أن الصين تشكل خطرا. "الخطر، أو التهديد الصيني" بدأ قبل فترة طويلة، بزعم دعاته أن الصين ذات العدد السكاني الهائل لن تكون قادرة على إطعام شعبها ومن ثم فإن الدولة الصينية سوف تضطر إلى "التوسع" لـتأمين الاحتياجات الغذائية لمواطنيها. وقد ثبت سذاجة هذا الزعم بعد أن حققت الصين اكتفاء غذائيا لسكانها بل وأصبح لديها فائض للتصدير. بعد ذلك روج هؤلاء لنظرية "التهديد الصيني" فقالوا إن الصين القوية تمثل تهديدا للقوى الكبرى ومنافسا لها، وهو زعم لا أساس له، فالصين وإن كانت حققت تقدما كبيرا فإن الطريق بينها وبين الدول المتقدمة مازال طويلا، على الصعيد العسكري، كما توضح مقالتنا بهذا العدد "الصين القوية ليست تهديدا للدول الأخرى"، وعلى الصعيد الاقتصادي أيضا كما هو مبين في مقالتنا "الصين ليست معجزة".

     الطبعة الجديدة من "الخطر الصيني" هي الزعم بأن الصين تمثل خطرا على جيرانها لأنها تنافسهم في الصادرات وجذب الاستثمار. وتناسى هؤلاء أن الاستثمار لا يعرف العواطف وأن رأس المال يتجه إلى حيث فرص الربح الأوفر. ويتغاضى هؤلاء عن حقيقة أن نمو الاقتصاد الصيني هو قاطرة النمو الاقتصادي في منطقة شرق وجنوب شرق آسيا وأن الصين أصبحت من المحركات الرئيسية للاقتصاد العالمي، وأن الخير الذي يحققه النمو الاقتصادي الصيني يعم العالم.

     وقد أقر توماس كريستنسين نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون شرق آسيا والمحيط الهادي في بداية الشهر الماضي بأن نهوض الصين يعد نتيجة طبيعية لنموها وتنميتها الاقتصاديين، ولا يجب النظر إليه على أنه تهديد للولايات المتحدة، ونحن نضيف ولا لغيرها. وقال كريستنسين في بيان مكتوب أمام لجنة المراجعة الأمنية والاقتصادية الأمريكية-الصينية "إن الولايات المتحدة ترحب بنهوض الصين المسالمة المزدهرة، التي تشارك وتساهم بنشاط في المؤسسات الدولية"، نقلا عن تصريحات للرئيس الأمريكي جورج بوش خلال اجتماعه مع الرئيس الصيني هو جين تاو في إبريل الماضي.

     إن الصين لا تسعى إلى الهيمنة ولا تريدها وإنما تعمل من أجل تحقيق الخير للجميع وتلعب دورها كأكبر دولة نامية في الدفاع عن حقوق ومصالح الدول النامية وتمد يد العون لتلك الدول، ومقالتنا "صينيون يتذكرون أيامهم في اليمن" تأخذك عزيزي القارئ في رحلة بين ربوع تلك الدولة العربية التي قدم لها الصينيون دماءهم وعرقهم.

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.