ã

كيف توظف أموالك بطريقة رشيدة؟

بطلة القصة: ون ون

      بعد أن أتمت دراستها العليا عام 2001 عملت ون ون في بنك بشانغهاي. وحيث أنها كانت متفوقة في تخصصها بالحامعة، وهو البنوك الدولية، لم تجد صعوبة في أداء عملها.

     تزوجت ون ون من خطيبها آ يونغ الذي يعمل في داليان، وهي مدينة تبعد أكثر من ألفي كم عن شانغهاي. قالت ون ون: "كنت أنا وزوجي ننفق راتبينا على السفر بين المدينتين، وكان الإنفاق دائما أكثر من الدخل". كانا يدركان ضرورة الإدخار، ولكن كيف يمكن لزوجين شابين أن يتحملا لوعة الفراق؟

     قد تكون الحياة بعد الزواج صعبة، ولكنها مفعمة بالسعادة. في عام 2004 انتقل زوجها إلى شانغهاي فسعدت ون ون كثيرا، لأن ذلك يعني إمكانية أكبر للإدخار.

     يبلغ دخل ون ون الفعلي شهريا خمسة آلاف يوان(625 دولارا أمريكيا)، أما زوجها، وهو رجل عسكري، فراتبه الشهري أكثر من ألفي يوان (240 دولارا أمريكيا تقريبا). وبحسبة بسيطة يقترب مجموع راتبيهما من ثمانية آلاف يوان (ألف دولار أمريكي). قالت ون ون: "شعرت فجأة بأنني أصبحت ثرية وأن في يدي مالا وفيرا ننفق منه كما نشاء".

     عندما انتقل الزوج إلى شانغهاي أشرق المستقبل أكثر في عيون الزوجين، فقررا البدء في مشروع إنجاب طفل. قالت ون ون: "لست طماعة، ولا أسعى وراء المتعة، اعتقد أننا يمكن أن نعيش حياة جيدة بثمانية آلاف يوان شهريا".

      وبينما كانا في خضم التفكير في أمر الإنجاب قفزت مشكلة المسكن.

     والدا السيدة ون ون موظفين ليس لديهما مدخرات مالية كبيرة لمساعدة ابنتهما في شراء شقة بشانغهاي. قالت ون ون: "حتى ولو قدما المبلغ القليل الذي يدخرانه لشيخوختهما لن يجدي شيئا، فأسعار المساكن في شانغهاي ارتفعت كثيرا في السنوات الأخيرة".

     معظم زملاء ون ون من الشباب حصلوا على مساعدات من أسرهم لشراء المساكن. في الحالة العادية، تقدم الأسرة من 20 إلى30% من ثمن الشقة كدفعة مقدمة عند الشراء، ثم يسدد الأبناء الأقساط الشهرية. يوجد عدد قليل من الأثرياء يشترون الشقة هدية لأبنائهم.

     اختارت ون ون أن تعتمد على نفسها. بعد أن تنقلت بين شقق متعددة بالإيجار، بكل ما يعنيه ذلك من مشقة بدنية وذهنية، قالت ون ون: "البعض يستفيد من تجارب الدول الأخرى ويقول إن استئجار المسكن من أساليب الحياة الطبيعية، ولا حاجة إلى الاقتراض لشراء المسكن، ولكن إذا وضعنا المفاهيم التقليدية جانيا ونظرنا إلى الأمر بعين اقتصادية، نلاحظ أن أسعار المساكن ترتفع باستمرار، والإيجارات ترتفع أيضا، ومن ثم فإن استئجار المسكن ليس حلا نهائيا".

     (لمعلوماتك: إصلاح الإسكان في الصين كان الحصن الأخير في تحول الصين إلى السوق. حيث يجرى هذا الإصلاح منذ أكثر من 20 سنة منذ أن طرح دنغ شياو بينغ فكرة إصلاح نظام الإسكان عام 1980، من رفع الإيجارت قليلا وبيع المساكن مع تقديم معونة، إلى تعميم نظام الاحتياطي العام للمساكن وتقديم معونة نقدية لشراء المساكن وبناء المساكن الاقتصادية أو تنفيذ مشروع الإقامة المطمئنة.. وقد أدت هذه السياسات إلى تغيير مفاهيم الصينيين، فلم يعد أحد ينتظر أن توزع عليه وحدة عمله مسكنا، بل يشتري المسكن بنفسه، مع الوعي بأن المسكن ليس سلعة استهلاكية، بل من الاستثمارات التي يمكن المضاربة بها مثل الأوراق المالية والتجارة الآجلة.

     شانغهاي ومنطقة دلتا نهر اليانغتسي تقود سوق العقارات السكنية في الصين، وقد ارتفعت أسعار العقارات السكنية في شانغهاي نحو ضعفين في السنوات القليلة الماضية. حسب بيانات حكومة بلدية شانغهاي، ارتفعت أسعار المساكن بنسبة 8ر15% عام 2004. ويرى بعض المواطنين والخبراء بشانغهاي أن نسبة ارتفاع أسعار العقارات السكنية لم تقل عن 24% عام 2005، حيث أن أسعار العقارات السكنية الموجودة بجانبهم ارتفعت بنسبة 40% بل 50% بصورة عامة).

     بعد تفكير طويل اختارت ون ون وزوجها في نهاية عام 2005 شقة بضاحية في شانغهاي، مساحتها 70 مترا مربعا، سعر المتر 5000 يوان. قالت ون ون: "التهم مقدم الثمن كل مدخراتنا، ولكننا أتممنا الإجراءات وأصبح لدينا شقة تمليك".

     الشيء الوحيد الذي يفسد عليهما سعادة البيت الجديد هو بعده عن مكان عملهما، حيث تستغرق المسافة من البيت إلى العمل بين ساعة وثلاث ساعات بالمواصلات العامة. لكن هذا الحال سيتغير في عام 2009 عندما يتم إنجاز مشروع خط للمترو يربط بين المنطقة التي بها الشقة ووسط المدينة.

      حاليا، بعد دفع أكثر من ألفي يوان قسطا شهريا للشقة، وإنفاق ألف يوان على المعيشة، توفر أسرة ون ون الصغيرة أكثر من أربعة آلاف يوان كل شهر. قالت ون ون: "أحاول أن أدخر أكثر لسداد قرض شراء الشقة في أسرع وقت ممكن".

     تعيش ون ون وزوجها في مدينة حديثة كبيرة، لكنهما لا يتمتعان بمرافق التسلية فيها، إلا قليلا. في نهاية كل أسبوع أو في العطلات الأخرى يزوران الحدائق العامة، لأن أسعار دخولها رخيصة.

     اشتركت ون ون في خدمة النطاق العريض للإنترنت، فيسلي زوجها نفسه في وقت الفراغ باللعب على الإنترنت. وأحيانا يُحمّل زوجها بعض الأفلام من الإنترنت ليستمتعا بمشاهدتها معا.

     بالنسبة للنساء تعتبر مستحضرات التجميل ضرورية وغالية، لكن ون ون لا تستخدم منها إلا القليل.

     في كل مرة يأتي أصدقاء ون ون وزوجها إلى شانغهاي، يحرصان على دعوة ضيوفهما إلى وجبة في مطعم. قالت ون ون: "في كل مرة ندعو آخرين في مطعم، نأكل أنا وزوجي بنهم، كأننا نتناول وجبة عيد الربيع".

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.