ã

وزير خارجية سورية.. الصين بلد مناصر لقضايانا في هذا الزمن الصعب

الرئيس الصيني هو جين تاو والرئيس السوري بشار الأسد يوم 22 يونيو 2004 في الصين

وزير خارجية سورية

إثناء زيارته لسورية عام 2005 وقع وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ مع وزير الخارجية السوري السابق فاروق الشرع اتفاقيات تعاون بين البلدين

     بعد خمسين عاما من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وسورية، إلى أين تتجه هذه العلاقات وما هي آفاقها على ضوء التغيرات المتسارعة على الساحة الدولية وفي منطقة الشرق الوسط بشكل خاص.

((الصين اليوم)) أجرت هذه المقابلة الخاصة مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي كان صريحا مباشرا في الإجابة عن ما طرحناه عليه من أسئلة.
المحرر

     الصين اليوم: كيف تقيمون العلاقات الصينية السورية بعد خمسين عاما من تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين؟

     وليد المعلم: العلاقات السورية الصينية جيدة وبيننا تعاون يشمل مختلف المجالات، سياسيا واقتصاديا وثقافيا. والشعب السوري يقدر للصين حكومة وشعبا مواقفها الإيجابية والداعمة لقضايانا العادلة في مجلس الأمن.

     الصين اليوم: إذا كانت العلاقات الصينية السورية على هذا المستوى الطيب، كما قلتم، فكيف تفسرون أنكم أول وزير خارجية سوري يزور الصين خلال أربعين عاما؟

     وليد المعلم: كانت الزيارات المتبادلة بين البلدين تتم على مختلف المستويات الرسمية والحزبية، وأشير بشكل خاص إلى الزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى بكين منذ عامين على رأس وفد رسمي ضم وزير الخارجية بالإضافة إلى الوزراء المعنيين بالشأن الاقتصادي وكذلك مجموعة من رجال الأعمال. أحدثت هذه الزيارة قفزة نوعية في علاقاتنا حيث تضاعف حجم المبادلات التجارية ليسجل في عام 2005 ما يقارب المليار دولار بالإضافة إلى العدد المتزايد من المشاريع التي تقيمها الصين في سورية في مجالات النسيج والكهرباء والاتصالات.

الصين اليوم: على ضوء الضغوط التي تتعرض لها سورية من جانب الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، ما هو الدور الذي تتوقعونه من الصين، كبلد صديق لسورية؟

     وليد المعلم: الضغوط مستمرة على سورية باعتبارها عقبة أمام تحقيق الهيمنة الأمريكية على منطقتنا ونتوقع أن تستمر طالما استمرت سورية بانتهاج سياسة مستقلة تخدم مصالح شعبها وقضايا أمتها. إن الصين بمنجزاتها الاقتصادية والتكنولوجية تستطيع أن تلعب دورا رئيسيا في مساعدة سورية على تنفيذ برامج الإصلاح والتنمية الاقتصادية.

     الصين اليوم: ما هي رؤية سورية لدور الصين في قضايا الشرق الأوسط بشكل عام، وفي الصراع العربي الإسرائيلي بشكل خاص؟

     وليد المعلم: إن الصين دولة هامة بوزنها السياسي والاقتصادي على الساحة الدولية بالإضافة إلى كونها عضوا دائما في مجلس الأمن. نحن نتطلع إلى دور صيني فاعل يحقق تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي الإسرائيلي تستند إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن. وتستطيع الصين أن تلعب دورا هاما في العراق لضمان وحدته واستقلاله وإعادة بناء ما دمرته الحرب وجدولة انسحاب القوات الأجنبية منه.

     الصين اليوم: هل تعتقدون أن حجم المصالح السورية الصينية المشتركة يؤهل إقامة علاقات استراتيجية بين البلدين؟

     وليد المعلم: هذا هو طموحنا في سورية. ولا غنى للصين عن الطاقة حيث يؤمن العالم العربي 42% من احتياجات الصين للطاقة. وبالمقابل العالم العربي سوق واسعة ومفتوحة للسلع الصينية. لقد أكد منتدى التعاون العربي- الصيني الذي انعقد في بكين مؤخرا أن طموحات الجانبين تتضمن العمل لمضاعفة التبادل التجاري ليسجل في العالم 2010 مئة مليار دولار. ولذلك ولأن سورية جزء هام من العام العربي فإن كل المعطيات المتوفرة ستؤدي إلى إقامة هذه العلاقة الاستراتيجية التي تخدم مصالح الشعبين.

     الصين اليوم: على الرغم من الطفرة الكبيرة في حجم التبادل التجاري بين الصين وسورية، إلا أن حجم التبادلات التجارية الصينية السورية وحجم الاستثمارات المشتركة محدود للغاية، فهل ثمة استراتيجية لإعطاء دفعة أكبر للعلاقات الاقتصادية بين البلدين؟

     وليد المعلم: أولا من الخطأ مقارنة حجم الاقتصاد السوري بالاقتصاد الصيني لكن ما تم تسجيله من تطور خلال العامين الماضيين يشير إلى إمكانيات واسعة لتطوير علاقاتنا الثنائية فبالإضافة إلى مضاعفة حجم مبادلاتنا التجارية هناك مجال واسع لدخول الصين في استثمارات النفط والغاز في سورية.

     الصين اليوم: كيف تستشرفون مستقبل العلاقات الصينية السورية خلال الفترة القادمة على ضوء التحولات التي يشهدها النظام الدولي؟

     وليد المعلم: لا توجد بين الصين وسورية عقد تاريخية. كلانا ينتمي إلى قارة آسيا وأجدادنا الذين شقوا طريق التحرير بين الصين وسورية استنتجوا قبلنا بعشرات السنين الأهمية التي تحتلها هذه العلاقات الإنسانية. وفي عالم اليوم ومعطياته نرى ضرورة إحياء طريق الحرير من بكين إلى المتوسط عبر سورية بأدوات العصر ومتطلباته. لا يمكن للعالم أن يتوازن وهو يقف على قدم واحدة ويقوم على سياسة قطب واحد. لقد نهجت الصين سياسة إصلاحية أعطت ثمارها بتسجيل الصين معدلا للنمو يقارب العشرة بالمئة سنويا وهذا الإنجاز حظي بإعجاب العالم وبإمكان سورية أن تستفيد من هذه التجربة في برامجها للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. ولأن التحولات التي يشهدها النظام الدولي تستهدف جني المكاسب لمصالح طرف دون الأطراف الأخرى وتتجاهل مصالح البلدان النامية، وباعتبار أن سورية والصين من البلدان النامية فإن مصالحهما تقتضي الوقوف معا أمام مخاطر هذه التحولات، ومن أبرزها الاستفادة من إيجابيات العولمة دون التخلي عن إرثنا الثقافي والحضاري.

     الصين اليوم: ما هي الآليات التي تعتمدها سورية للتواصل مع الشعب الصيني ثقافيا وفكريا ومعلوماتيا، وهل جذب السائح الصيني إلى سورية يحتل أولوية على خريطة التنشيط السياحي في سورية؟

     وليد المعلم: شهدت الأعوام القليلة الماضية تبادلا ثقافيا هاما تمثل بتبادل زيارات الفرق الفنية والفولكلورية، كذلك بترجمة عدد من المؤلفات إلى اللغتين العربية والصينية ومما يدعو إلى الارتياح تزايد أعداد الصينيين الذين يدرسون اللغة العربية، وهناك رغبة سورية في تدريس اللغة الصينية في الجامعات لدينا. ومما يدعو إلى الارتياح قرار الحكومة الصينية بوضع سورية ضمن لائحة المقاصد السياحية. ووزارة السياحة في سورية بصدد توقيع البروتوكول التنفيذي للاتفاق السياحي بما يتيح المجال واسعا أمام زيارة الصينيين إلى سورية، سيما وأن أعدادا كبيرة من السوريين تزور الصين بقصد السياحة والتجارة، فإذا تعزز هذا التوجه بووصول رحلات الخطوط الجوية الصينية إلى دمشق فإن ذلك سيفتح آفاقا واسعة أمام التبادل السياحي.

     الصين اليوم: كلمة توجهونها للمواطن الصيني وللمواطن السوري في هذه المناسبة.

     وليد المعلم: أقول للأصدقاء الصينيين، أهلا بكم في سورية مهد الحضارات وفي دمشق أقدم مدينة مأهولة منذ أكثر من سبعة آلاف عام. وأقول للسوريين، الصين بلد صديق ومناصر لقضايانا العادلة في هذا الزمن الصعب.

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.