ã

المنتجات الزراعية الخضراء في سوبر ماركت	قوه هاو مؤسس مجموعة "العمالقة"	خط إنتاج حديث للتغليف

      مؤسسة تشاودا ("العمالقة") واحدة من أكبر الشركات المتخصصة في الزراعة الحديثة بالصين، فهي تنتج يوميا كميات هائلة من الفواكه والخضراوات العالية الجودة والخالية من التلوث. وقد اختيرت المؤسسة في أغسطس عام 2005 ضمن "الخمسمائة مؤسسة صينية صاحبة أغلى العلامات التجارية"، حيث تقدر قيمة علامتها التجارية بمبلغ 537ر3 مليار يوان (الدولار الأمريكي الواحد يساوي 8 يوانات تقريبا)، وقد جاءت في المرتبة السابعة والسبعين بعد المائة من بين تلك المؤسسات الخمسمائة، كما أنها جاءت على رأس جميع المؤسسات العاملة في المجال الزراعي بالصين.

     خلال الإثني عشر عاما الماضية من عمر "العمالقة" لعب السيد قوه هاو دورا محوريا في نهضتها وتعاظمها. التحق قوه هاو بمؤسسة عسكرية وعمره أربع عشرة سنة، ثم اتجه إلى الأعمال التجارية وأسس شركة صغيرة لإنتاج قطع غيار المعدات الكهربائية عندما تجاوز العشرين من العمر، حتى صار مليونيرا يبلغ دخله عشرة ملايين يوان سنويا في بداية ثمانينيات القرن الماضي. في بداية التسعينيات غير الرجل طريقه، واستثمر كل أمواله في مجال البحوث الزراعية ، وأسس مجموعة "العمالقة" المتخصصة في الزراعة الإيكولوجية، وكان أول من خاض هذا المجال في الصين.

إنتاج مكثف في حقول متفرقة

      تختلف أحوال الإنتاج الزراعي في الصين عن أحواله في هولندا وإسرائيل وأمريكا وغيرها من الدول المتقدمة زراعيا، حيث حققت هذه الدول التحديث الزراعي عن طريق تعميم التكنولوجيات المتقدمة في الإنتاج المكثف على مساحات زراعية واسعة، بيد أن الفلاحين الصينيين يمارسون الإنتاج الزراعي على أساس الأسرة في ظل نظام "مسؤولية المقاولة العائلية المرتبطة بمرود الإنتاج" الذي بدأ تطبيقه منذ انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج، ومازال معمولا به إلى اليوم، ونتيجة ذلك تكون حقولهم متفرقة، فمن الصعب تطبيق الإنتاج الموحد في حقولهم في الحالة الطبيعية. من أجل إظهار تفوق الإنتاج المكثف في الأرياف الصينية ابتدعت مجموعة "العمالقة" أسلوبا جديدا لتحقيق التحديث الزراعي.

     بدأت مجموعة "العمالقة" عام 1994 في مدينة فوتشو بمقاطعة فوجيان بجنوب الصين تجربة تجميع مساحات كبيرة من الحقول المتفرقة عن طريق استئجار أراضي الفلاحين بمساعدة من الحكومة المحلية، على أن يتولى هؤلاء الفلاحون، كعمال براتب شهري لدى المجموعة، القيام بالأعمال الإنتاجية في نفس الحقول حسب البرنامج الزراعي الحديث الذي وضعته المجموعة. الجمع بين الراتب وإيجار الأرض ساهم في رفع دخل الفلاحين المحليين كثيرا.

     على الجانب الآخر حققت مجموعة "العمالقة" سلسلة من المنجزات الهامة في الإنتاج الزراعي الحديث. أولا، بعد سنوات من التجارب، استوعبت المجموعة تقنيات الزراعة المتطورة وأساليب إنتاج الفواكه والخضراوات، التي تناسب مختلف الظروف المناخية والترابية في جنوب الصين وشمالها، فتمكنت من وضع معيار علمي لتوحيد عمليات اختيار البذور الممتازة ونثر الأسمدة العضوية الحيوية، كما يقوم المهندسون في معهد بحوث العلوم الزراعية الحديثة التابع لمجموعة "العمالقة" بإرشاد الفلاحين في الإنتاج، وتقديم مساعدات فنية لهم في معالجة أمراض النباتات والآفات الحشرية في الحقول، وأيضا في تحمل مسؤولية ضمان جودة المنتجات الزراعية قبل طرحها في الأسواق.

     ومن الإجراءات الرئيسية لضمان جودة إنتاج "العمالقة" من الفواكه والخضراوات، يطبق المهندسون نظام التسجيل الشامل للعمليات الإنتاجية، بما فيها تسجيل نوعية وكمية جميع المواد المستوردة من خارج المجموعة، وعمليات إنتاج المحاصيل وحصادها ومعالجتها وتسويقها. وبفضل هذا الإجراء الفعال أقامت "العمالقة" أول نظام لضمان جودة المنتجات الزراعية حسب المقاييس العلمية العصرية في الصين.

     الأهم من ذلك أن مجموعة"العمالقة" أقامت شبكتين متكاملتين داخلية وخارجية لتسويق منتجاتها ونقلها إلى المستهلكين بسرعة وفعالية. وحاليا تستفيد مجموعة "العمالقة" من شبكة المواصلات، التي تكتمل وتتطور بسرعة كبيرة، في نقل منتجاتها الطازجة إلى المتاجر والسوبر ماركت أو إلى أسواق الجملة في كافة أنحاء البلاد، وأيضا تصديرها إلى مختلف دول العالم.

     مجموعة "العمالقة" لها حاليا أكثر من أربعين قاعدة إنتاجية، مساحتها الإجمالية 134 ألف هكتار في سبع عشرة مقاطعة وبلدية مركزية، ويقع بعضها في شمال الصين وبعضها في جنوبها، وبعضها الآخر في هضاب يتجاوز ارتفاعها ستمائة متر فوق سطح البحر. وبذلك تزود الأسواق الداخلية والخارجية بمنتجاتها الممتازة على مدار السنة. وفي الوقت نفسه تشكل لمجموعة "العمالقة" هيكل إنتاج متكامل من استثمار الموارد الزراعية العضوية الجديدة وإنتاجها المكثف في الحقول ومعالجتها في القواعد الإنتاجية، إلى نقلها إلى المتاجر وأسواق الجملة وتصديرها إلى الأسواق الخارجية.

     بذرة تطور المؤسسة هي التكنولوجيا المحورية

     إذا سألت عن الشيء الأكبر قوة وأهمية في العالم؟ فإن الإجابة هي البذور.

     الفكرة المرشدة التي طرحها السيد قوه هاو، رئيس مجلس إدارة ومدير عام مجموعة "العمالقة"، لتطوير المجموعة تقوم على أساس أن " بذرة واحدة قد تغير العالم كله، والتكنولوجيات المتطورة التي تملكها مؤسسة واحدة يمكنها أن تلعب دورا محوريا يضعها دائما في موقع قوة."

     انطلاقا من هذه الفكرة الألمعية نجحت "العمالقة" في إقامة هيكلها المتكامل في الإنتاج والتسويق، وحصلت قبل غيرها على شهادة الجودة العالمية أيزو 9001 وشهادة الجودة العالمية أيزو 14000. وفي ديسمبر عام 2000 طرحت أسمها في البورصة المتحدة بهونغ كونغ. وفي يونيو عام 2004 اختيرت "العمالقة" ضمن "الخمسمائة مؤسسة صينية صاحبة أغلى العلامات التجارية"، وبذلك فتحت طريقا جديدا لتثبيت ريادتها للمؤسسات العاملة في قطاع الزراعة التقليدية بعلامتها التجارية.

     تهتم "العمالقة" بتطوير التقنيات الزراعية عن طريق الإبداع العلمي، لذلك أسست معهد بحوث التقنيات الزراعية الحديثة الذي يسعى إلى استنباط أنواع جديدة من الخضراوات والفواكه والشاي والأرز وغيره، وحاليا يزرع في قواعدها الإنتاجية المنتشرة في أنحاء الصين أكثر من ألفي نوع من النباتات الممتازة، بعضها ابتكرته المجموعة بنفسها، وبعضها تم استيراده من خارج البلاد.

     وفي الوقت نفسه عممت "العمالقة" أسلوبا جديدا لتربية المزروعات بالأسمدة العضوية، مما يعني أن منتجاتها الزراعية خالية تماما من التلوث الكيماوي في كافة مراحل الإنتاج. والآن تصدر المجموعة أكثر من مائتي نوع من منتجاتها إلى الخارج، وهي منتجات تنطبق عليها المقاييس العلمية في السوق الدولية، وقد أصبحت مجموعة "العمالقة" قدوة في قطاع الزراعة الحديثة بالصين.

 

Return to top