ã
البيئة قبل التنمية
     
بعد أكثر من
ربع قرن من تحقيق
تنمية اقتصادية
بمعدلات عالية
بات التناقض
بين البيئة
وعملية التنمية
بنمطها الحالي
في الصين حادا
لدرجة تهدد
مستقبل التنمية
ذاتها. وحسب
الكتاب الأبيض
الذي يحمل عنوان
"حماية البيئة
في الصين"،
الصادر عن مكتب
الإعلام لمجلس
الدولة الصيني
الشهر الماضي،
فإن نقص الموارد
والبيئة الايكولوجية
الهشة والقدرة
البيئية غير
الكافية أصبحت
مشكلات حادة
تعرقل التنمية
الاقتصادية.
وقد تجاوز صرف
الملوثات الرئيسية
قدرة التحمل
للبيئة، فتلوث
المياه والأراضي
والتربة خطير
والتلوث الناجم
عن الملوثات
الصلبة وعادم
السيارات والمواد
العضوية غير
القابلة للتحلل
في ازدياد.
     والحقيقة
أن السنوات
العشر الماضية
شهدت أيضا زيادة
كبيرة في الاستثمارات
الصينية في
حماية البيئة،
فمن عام 2004 إلى
عام 2006 بلغت هذه
الاستثمارات
ما يعادل 119 مليار
دولار أمريكي،
أي 1% تقريبا
من إجمالي الناتج
المحلي في تلك
الفترة. ولكن
على الرغم من
ذلك كانت الخسائر
الاقتصادية
الناتجة عن
التلوث تساوي
10 في المائة
من إجمالي الناتج
المحلى للصين.
     لقد
أدركت الحكومة
الصينية خطورة
الاستمرار
في نهج التنمية
الذي ساد في
الفترة السابقة،
ومن هنا طرحت
أسلوبا جديدا
يؤكد على التنمية
بشقيها الاقتصادي
والاجتماعي.
وهذا يعني في
التطبيق العملي،
الاقتصاد في
استخدام الموارد
والحفاظ على
البيئة والسيطرة
على التلوث،
ثم والأهم،
السعى إلى تحقيق
تنمية متوازنة
بين الريف والحضر
من أجل جسر الهوة
المتزايدة
في مستوى المعيشة
والدخل بين
المناطق الريفية
والمناطق الحضرية.
     
من أجل تحقيق
هذا الهدف فإن
الخطة الخمسية
الحادية عشرة
للتنمية الاقتصادية
والاجتماعية
في الصين للفترة
من عام 2006 إلى
عام 2010 تطالب
الجهات التنفيذية
المعنية بتقليل
استهلاك الطاقة
لكل وحدة من
الناتج المحلي
الإجمالي بنسبة
20%، مقارنة مع
فترة الخطة
الخمسية العاشرة،
وتقليل الكمية
الإجمالية
للملوثات بنسبة
عشرة في المائة،
ورفع نسبة الغطاء
الأخضر بنسبة
عشرين بالمائة.
     
أسلوب التنمية
المعدل يتضمن
أيضا، حسب مقالتنا
"الصين تعدل
أسلوب التنمية"،
الاهتمام بالموارد
البشرية والتركيز
على العنصر
العلمي والتكنولوجي
في التنمية
وتطوير موارد
الطاقة المتجددة
وغيرها من السبل
التي تحفظ أرضنا
وبيئتنا ومواردنا
للأجيال القادمة.