ã

وولينغيوان وقت الغروب	مصعد "بايلونغ" لصعود الجبل يصل إلى ارتفاع 335 مترا	الوديان والقمم تتدثر في بحار من السحب والضباب

      هذه منطقة برغم جمالها ظلت مجهولة لكثيرين حتى عقد السبعينات من القرن الماضي. تقع في قلب سلسلة جبال وولينغ، ولهذا سميت وولينغيوان. في عام 1992 أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة-اليونسكو- وولينغيوان، التابعة لمدينة تشانغجياجيه شمال غربي مقاطعة هونان، في قائمة التراث الثقافي والطبيعي العالمي.

      كانت هذه المنطقة بحرا واسعا قبل ملايين السنين، وقد أدى بروز الجبال العالية والتغيرات الجيولوجية إلى تشكيل تضاريس متعرجة واسعة في وولينغيوان، التي تكثر بها الأحجار الغريبة والقمم الرائعة وجداول المياه الصافية ومعها الزهور الغريبة والأعشاب العجيبة. تفردها التضاريسي والطبيعي ومناظرها العذراء التي تفوق العديد من المواقع السياحية الشهيرة كانت السبب في اختيارها لقائمة التراث الطبيعي العالمي.

      تتكون المنطقة من ثلاثة أجزاء – حديقة غابات تشانغجياجيه الوطنية ومحمية وادي سوهشي الطبيعية ومحمية جبال تيانتسي الطبيعية. ويجمع بين هذه الأجزاء الثلاثة خمس مزايا، هي القمم الرائعة والأحجار العجيبة والأودية الملتوية والجداول الصافية والمغارات الكارستية.

      في المنطقة قمم فريدة من حجر المرويت، يندر وجود مثيل لها في الصين وخارجها. وقد أثبت المسح الجوي للمنطقة وجود ثلاثة آلاف قمة، منها ألف قمة عمودية ارتفاعها يتجاوز 400 متر، على مساحة 360 كيلومترا مربعا،. هذه القمم تختلف عن غيرها في المناطق الأخرى، فهي تنتصب شامخة وكثيفة مثل الحواجز ورؤوس الرماح على الأرض الواسعة، ويمكن رؤيتها من 80 شرفة مشاهدة في تشانغجياجيه وجبال تيانتسي.

      في الجو الغائم أو الممطر، تختفي الوديان والقمم في بحر السحب والضباب حينا وتظهر حينا آخر، مشكلة مناظر متغيرة. تجعل السحب والضباب القمم، التي تبدو صلبة تحت الشمس المشرقة، شيئا خياليا ساحرا. وأفضل موسم ومكان لمشاهدة السحب والضباب هو الصيف في جبال تيانتسي.

     تكثر في وولينغيوان شلالات وينابيع وجداول وبرك وبحيرات. يتلوى جدول جينبيان الذي يتجاوز طوله عشرة كيلومترات، عبر بركتي تشيتساو وتياويوي وجزيرة تيانتسي، وينساب إلى نهر ليشوي في وادي سوهشي. وعلى طول الجدول، ترى ظل الأحجار الحمراء والأشجار الخضراء على سطح المياه، وتشاهد السمك الملون في البرك العميقة تحت الجسور الخشبية والدرجات الحجرية، وتسمع أصداء غناء الوقواق في الوادي، وقد يسعدك الحظ فترى طائر تدرج جميلا يشرب من ماء الجدول.

      في وولينغيوان كثير من المغارات الكارستية الكبيرة الحجم، مثل مغارة التنين الأصفر في وادي سوهشي، طولها خمسة كيلومترات وسبعمائة متر ومكونة من أربعة طوابق. وفيها خزان مياه ونهران وثلاثة شلالات وأربع برك وثلاث عشرة غرفة وستة وتسعون ممرا. وفيها نوازل وصواعد جميلة.

      تشكل الغابة العذراء التي لم تمسسها يد بشر منذ آلاف السنين نسبة 97.9% من مساحة وولينغيوان. وتنمو الأشجار في كل مكان بها، حتى القمم الحجرية الشديدة الانحدار. وفي الغابة أنواع عديدة من النباتات القديمة النادرة التي تعتبر "أحافير حية"، مثل الميتاسيكوايا والجنكو وشجرة اليمامة. كما يوجد في الغابة حيوانات نادرة، منها التدرج والبنغول والسمندر العملاق. وقد وصفها المتخصصون، بعد إجراء مسح لها في مطلع الثمانينات، بأنها "موئل الحيوان" و"مستودع لجينات النباتات". مناخها معتدل وممطر، فهي موطن مناسب للنبات والحيوان.

      بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الجميلة، تزهو وولينغيوان بمناظرها الريفية البسيطة، حيث يقطنها أبناء عدد من الأقليات القومية، مثل توجيا وباي ومياو. في هذه المنطقة الخضراء ترى الحقول المدرجة وبيوت الفلاحين. وفي الأعياد المحلية تشاهد الرقص والغناء الشعبي فتشكل المناظر الريفية والجبال والغابات لوحة فنية ساحرة.

      المناخ

     تقع وولينغيوان في منطقة المناخ الرطب للرياح المدارية الموسمية، متوسط درجة الحرارة السنوي 16 درجة مئوية، ومعدل سقوط المطر نحو 1600 مم سنويا، ومدة تجمد المياه من 60 إلى 80 يوما، يتركز سقوط المطر قبيل الصيف وبعيده. أفضل فترة للسياحة في وولينغيوان من إبريل إلى أكتوبر.

     الطعام

     أسعار الطعام داخل منطقة وولينغيوان للمناظر عالية، ولكنها رخيصة في مدينة تشانغجياجيه، ففي المطاعم المكشوفة على جانبي الشوارع ليلا، يمكن تذوق "القدر المنغولي" بأسلوب قومية توجيا والأطباق الخفيفة لها. هناك أنواع كثيرة من أطعمة قوميتي توجيا وباي ، يجمع بينها المذاق الحامض والحار والرائحة الطيبة، ولهذا يُنصح زوار المنطقة بالنزول في بيوت أبناء قوميتي توجياو وباي.

     الإقامة

     يوجد داخل منطقة المناظر والمدينة أكثر من 400 فندق على مختلف المستويات، منها 20 فندقا فوق نجمة واحدة، و22 فندقا مسموح لها باستقبال الأجانب، و8 فنادق نجوم باستثمار مشترك، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمدينة أكثر من 30 ألف زائر يوميا.

     المواصلات

      شهدت المواصلات في مدينة تشانغجياجيه تطورا سريعا في السنوات الأخيرة، وتشكلت بها منظومة مواصلات مجسمة سهلة وسريعة.

      النقل الجوي

      توجد رحلات مباشرة إلى تشانغجياجيه من أربع وعشرين مدينة صينية، منها رحلات يومية من بكين وتشنغدو وتشانغشا وقوانغتشو وشنتشن. ويُنصح بالاستفسار من مكاتب حجز التذاكر عن مواعيد الرحلات، لكثرة تغير المواعيد. ثمن التذكرة من بكين أو من شانغهاي إلى تشانغجياجيه نحو 1100 يوان (130 دولارا أمريكيا تقريبا). يجري حاليا الاستعداد لتشغيل رحلات جوية منها إلى هونغ كونغ وسنغافورة.

      السكك الحديدية

      تربط السكة الحديد تشانغجياجيه مع أكثر من عشر مدن في الصين، ورحلات القطار من تشانغجياجيه إلى بكين وشانغهاي وقوانغتشو مباشرة.

     الطرق العامة

      يعمل على طريق الدولة 319 العديد من الأتوبيسات السياحية وأتوبيسات النقل العام بين مدينة تشانغشا وتشانغجياجيه. يستغرق السفر بالسيارة بينهما نحو تسع ساعات. المسافة بين محطة السكة الحديد بتشانغجياجيه ووولينغيوان 33 كيلومترا، ويعمل على الطريق بينهما العديد من سيارات الميني باص. ويوجد داخل منطقة المناظر شبكة طرق أسمنتية وإسفلتية.

     التلفريك ونقالة "بايلونغ" لصعود الجبل

      وسيلة الانتقال داخل منطقة المناظر هي نقالة "بايلونغ"، كما أقيم خطا تلفريك لصعود الجبل. التلفريك في جبل تيانتسي وفي هوانغشيتشاي يعفي الزائر من مشقة صعود الجبال ويمتعه بمشاهدة مناظر وولينغيوان وهو بين السحاب والضباب.

Return to top