ã
عباس
جواد كديمى-
إذاعة الصين
الدولية
مهمة صعبة في الصين
 |
تعلم استخدام الكمبيوتر في الكبر
|
     
في ظل مخاوف
من أن تكون خطى
شيخوخة المجتمع
أسرع من خطى
التنمية الاقتصادية
والاجتماعية
في الصين، ومع
تزايد أعداد
المسنين في
البلاد تظهر
بشكل ملحوظ
بوادر مشكلة
يتعين على ذوى
الشأن في البلاد
الاهتمام بها
ومعالجتها
ألا وهى مشكلة
مجتمع الشيخوخة.
     إنها
مشكلة عالمية،
وظهورها في
الصين أمر حتمي
بسبب الارتفاع
المتواصل لمستوى
المعيشة والتحسن
الكبير في الرعاية
الطبية وهو
ما يجعلها أوضح
في الصين من
أي مكان بالعالم
.
     لقد
برزت هذه المشكلة
بشكل استثنائي
في تاريخ البشرية
خلال العقدين
الأخيرين من
القرن العشرين
وباتت تمثل
التحدي الأبرز
لكل المجتمعات،
وعلى ضوء ذلك
يتعين على الصين
وعلى أي بلد
تظهر فيه بوادر
شيخوخة المجتمع،
النظر إلى كبار
السن كعنصر
مهم وضروري
في عملية التنمية
على جميع المستويات
والعمل على
تشجيع المؤسسات
والهيئات والبرامج
الحكومية وغير
الحكومية على
صياغة سياسات
وبرامج بشأن
الشيخوخة تستهدف
توفير الفرص
واستغلال خبرات
ومعلومات كبار
السن لخدمة
مجتمع ملائم
لجميع الأعمار
على أساس التعاون
والتكاتف بين
الأجيال وبما
يسهم في إبراز
مشاركة الجميع
في بناء المجتمع
.
     وتتوقع
هيئات الأمم
المتحدة المختصة
بالسكان أن
يبلغ عدد المسنين
الذين تتجاوز
أعمارهم الستين
عاما ملياري
نسمة، يمثلون
ثلث إجمالي
سكان عالمنا
.
     وقال
أحد المختصين
الصينيين في
هذا المجال
إن شيخوخة الأعمار
في الصين جاءت
أبكر مما كان
متوقعا، وإن
البلاد غير
مستعدة جيدا
لها وهى أسرع
من التنمية
الاجتماعية
والاقتصادية
فيها، وعندما
دخلت كثير من
الدول الغربية
إلى مجتمع الشيخوخة
كان إجمالي
نصيب الفرد
من ناتجها الوطني
نحو عشرة آلاف
دولار أمريكي؛
لكن في الصين
يبلغ نصيب الفرد
من الناتج الوطني
نحو ألف دولار
أمريكي فقط
حاليا، ولذلك
فإن التحديات
التي تواجهها
الصين في هذا
المجال أخطر
من التحديات
التي واجهتها
الدول الغربية.
     وهنا
يبرز سؤال ملح،
ألا وهو: هل
بإمكان الصين،
كما فعلت دول
أخرى، أن تحول
طول عمر الإنسان
فيها إلى عامل
إيجابي يخدمها
؟ يرى البعض
أن طول عمر الإنسان
يجعل مدة العمل
أطول وهذا يزيد
موارد الأيدي
العاملة ويخفض
تكاليفها ،
وإذا أولينا
الاهتمام الكافي
لتطوير موارد
ورأسمال كبار
السن فمن الممكن
تماما تحويل
العوامل السلبية
العديدة لشيخوخة
الأعمار إلى
عوامل إيجابية،
ومن الممكن
استغلال الواقع
الناجم عن طول
عمر الإنسان
في خلق سوق تجارية
كبيرة للمنتجات
والخدمات التي
يحتاج إليها
المسنون إذا
تم تعديل هياكل
الصناعات الموجودة
أصلا بما يتلاءم
والطلبات الجديدة
.
     وفى
هذا السياق،
بدأت العديد
من الجامعات
الصينية تخصيص
مراكز للتعليم
المستمر لتوفير
الفرصة للمتقاعدين
لمواصلة اكتساب
المعارف والخبرات
على أساس طلب
العلم من المهد
إلى اللحد،
كما يذهب القول
الشائع.
     لقد
سبق لبلدان
عديدة أن أقامت
مثل هذه المراكز
التعليمية
لكبار السن،
منها على سبيل
المثال اليابان
وكوريا الجنوبية،
وهما جاران
قريبان للصين.
وتوقع أحد المختصين
أن يتجاوز حجم
هذه المراكز
حجم الكليات
العادية في
مجتمع معمر
مثل هذين البلدين،
لكن هذا التوقع
غير وارد في
الصين على المدى
المنظور في
ظل الأعداد
الكبيرة للطلبة
الشباب الملتحقين
بالجامعات
سنويا.
     إن
زيادة أعداد
المتقاعدين
وكبار السن
تعنى ضرورة
زيادة الاهتمام
بهم وباحتياجاتهم
ووسائل رعايتهم،
ليس في المجال
الطبي فحسب
بل في مختلف
مجالات الحياة.
     إن
زيادة أعداد
هذه الشريحة
من المواطنين
تستدعى زيادة
مخصصاتهم المالية
وتوفير ما يحتاجونه
بشكل خاص في
هذه الفترة
من حياتهم من
مواد غذائية
إلى أدوية إلى
أشخاص يعينونهم.
وعلى الجهات
المعنية أن
تكون مستعدة
لضخ المزيد
من الأموال
للقطاعات التي
يتعاملون معها
يوميا. فكبار
السن يحتاجون
المزيد من الأدوية
لأمراض تظهر
كثيرا في مرحلة
الشيخوخة ومنها
أمراض القلب
على سبيل المثال
لا الحصر.
     إن
مجتمع الشيخوخة
يعنى أن الجيل
القديم أصبح
أكثر من الجيل
الجديد مع استمرار
اتجاه قلة الإنجاب.
     وتشير
آخر الإحصاءات
في هذا الصدد
إلى أن أبناء
المدن الصينية
من الطبقة المثقفة
لا يرغبون في
الإنجاب، وذلك
لانشغالهم
بأعمالهم ورغبتهم
في تطوير أنفسهم
بعيدا عن مسئولية
الأطفال ولو
إلى وقت معين.
وهذا يعنى قلة
الإنجاب في
المدن بين أفراد
الطبقة المثقفة
أو الحاصلة
على مؤهل دراسي
جيد.
     على
العكس من ذلك،
يحاول الريفيون
باستخدام وسائل
مختلفة، الالتفاف
على القانون
المعمول به
حاليا في البلاد
حول تنظيم الأسرة
ويسعون إلى
إنجاب أكثر
من طفل، وذلك
لحاجة العائلة
الريفية للمزيد
من الأفراد
في أعمالها
الزراعية وهذا
أمر معروف ليس
في الصين فحسب
بل في عموم أرياف
العالم.
     إذا،
هناك زيادة
في الإنجاب
في الأرياف
بين أبناء طبقة
متخلفة نسبيا
في الناحية
الدراسية وهذا
يعنى ظهور جيل
مشابه لآبائه
أي متخلف نسبيا
في الناحية
الدراسية،
يقابله قلة
في الإنجاب
في المدن بين
المثقفين نسبيا،
أي هناك زيادة
في الجيل غير
المتعلم. وهنا
تكمن المشكلة
التي نتحدث
عنها.
     ورغم
السعي الدؤوب
للحكومة الصينية
لخلق مجتمع
يلائم كافة
الأعمار وبذلها
الجهود الجبارة
لإزالة الفجوة
التعليمية
والتنموية
بين أبناء الريف
( الغالبية العظمى
من سكان البلاد)
وبين سكان المدن،
يبدو أن المهمة
ستكون صعبة
وتتطلب تضافر
كل الجهود لإنجاحها
.
     كان
مكتب اللجنة
الوطنية لأعمال
المسنين التابع
لمجلس الدولة
قد أصدر يوم
23 فبراير هذا
العام ولأول
مرة ( تقرير
توقعات ودراسات
توجه تطور مجتمع
الشيخوخة في
الصين من 2001 إلى
2100 )، ورأى التقرير
أن عدد المسنين
الذي تتجاوز
أعمارهم الستين
عاما سيصل عام
2015 إلى قمته أي
437 مليونا ، وأن
الفترة من 2030
إلى 2050 ستكون
أخطر فترة لشيخوخة
المجتمع الصيني،
وأن السنوات
الخمس والعشرين
القادمة ابتداء
من فبراير 2006
ستكون فترة
محورية للاستعداد
لمجتمع الشيخوخة.
     وعلى
المستوى العالمي،
هناك من يفسر
ظاهرة طول العمر
على أنها نتاج
التقدم العلمي
والطبي والغذائي
وهناك من يصفها
بأنها بركة
من الخالق عز
وجل وهى قضاء
وقدر محتوم
ليس للإنسان
يد فيه وأنها
مرحلة زمنية
يمر بها كل إنسان
وعليه الاستعداد
لها جيدا. وهناك
طرف ثالث يقول
إن طول العمر
يختلف من بيئة
لأخرى ومن شعب
لآخر، وفيما
يتعلق بالصينيين
فإن طول العمر
مرده إلى أساليب
الغذاء ونوعيته
وإلى ممارسة
الرياضة بأنواعها
وخاصة المشي،
وهى عادة تميز
الصينيين فعلا.
     ولكوننا
من أصدقاء الصين
ونشهد يوميا
الإنجازات
الرائعة في
كل المجالات،
نتمنى إيلاء
المزيد من الاهتمام
لهذه الناحية
مع علمنا الأكيد
بأن أنظار المسئولين
موجهة بالاتجاه
الصحيح وغير
متجاهلة لهذا
الأمر، لكن
الحرص واجب
كما يقول المثل.