إذا كانت العولمة تعني، في أسمى معانيها، أن يصبح العالم مفتوحا أمام سكانه، وبضائعه وثقافته ورؤوس أمواله، يتنقلون بين أرجائه، دون حواجز ثقافية أو لغوية أو عرقية، لتحقيق منافع لهم، فإن الصينيين والعرب يضعون نموذجا لغيرهم من الأمم جديرا بالاحتذاء.

     وإذا كان كثيرون يتحدثون عن سلبيات العولمة على كثير من شعوب العالم الثالث، ومنهم الصينيون والعرب، فإن العولمة الصينية العربية هي عولمة خير في الاتجاهين، بل إنها إحياء لعولمة قديمة كان طريق الحرير البري وطريق البخور البحري دعامتيها اللتين حملتا فكرا وصنعة وتجارة وثقافة وعقيدة بين الجانبين.

     في هذا العدد نأخذك عزيزي القارئ في رحلة "الحلم خارج حدود الوطن"، حلم الصينيين والعرب الذي يتحول إلى واقع يوما بعد يوم هنا وهناك. ولكننا أيضا ننظر بعين خبير على "العلاقات الصينية العربية في البيئة الدولية الجديدة" وما تواجهه هذه العلاقات من تحديات وفرص. كما أننا نلقى الضوء على أداء المجموعة العربية من السفراء الذين يمثلون بلادهم لدى الصين من خلال لقاء عميد السلك الدبلوماسي العربي.

     وبمناسبة اختتام المؤتمر الوطني الثامن لمسلمي الصين هذا الشهر، ننشر في هذا العدد "العهدة الإمبراطورية لمسلمي الصين بعد زيارة نيوجيه"، مستذكرين قيم التسامح لواحد من أباطرة الصين القديمة، تلك القيم التي مازالت متأصلة بين الصينيين من المسلمين الصينيين وغيرهم.

     ونتابع التغيرات التي تشهدها الصين، فمن "ورش العمل لتدريب الصغار والبالغين للدفاع عن حقوق الطفل"، إلى تزايد أعباء الحياة وتغير نمطها والذي يؤدي إلى "سهر الليالي في الصين" مرورا بنموذج الشاب الأكثر تأثيرا في الصينيين الذي يرفع شعار "لا مساعدة بدون مقابل" والشكل الجديد والمعنى الجديد أيضا لزيارة القبور في الصين، أو ما يسمى زيارة القبور في تشينغمينغ.

Return to top