ã

عميد السلك الدبلوماسي العربي في الصين

العلاقات العربية الصينية لا يحددها زمن بل تحددها ثوابت ورؤى متواصلة ومتصلة

حوار: وانغ هاو ويانغ يوي

     أتمنى على الجميع القيام بواجبهم لتفعيل برنامج عمل المنتدى لمصلحة الطرفين

     لن أشهد لنفسي، ولكن العلاقات العمانية الصينية تمر اليوم بعصرها الذهبي

     التعاون الخليجي الصيني يسير بخطى ثابتة

     في حوارنا مع الشيخ عبد الله بن زاهر الحوسني، عميد السلك الدبلوماسي العربي في الصين، سفير سلطنة عمان، حدثنا الدبلوماسي العربي الذي أمضى ست سنوات في الصين عن رؤيته وتقييمه للعمل العربي المشترك في الصين.

     سألناه، عن إنجازات مجموعة السفراء العرب في الصين خلال النصف الأول من هذا العام، فقال إن كل عمل هنا في الصين ما هو إلا إضافة إلى قاعدة ثابتة صُلبة وقوية على قاعدة العلاقات العربية الصينية التي تقوم على المودة وحسن التعامل والاحترام المتبادل، ولهذا شهدنا في هذا العام زيارة الرئيس الصيني إلى كل من السعودية والمغرب، وكذلك زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس على عبد الله صالح للصين، وهي زيارات توفر جهدا لعشرات الأنشطة. وهناك أيضا الاجتماع الوزاري للمنتدى في بكين، وبرنامج الاجتماع ينم عن اهتمام ومودة وحسن وفادة من الجانب الصيني. وننتظر حدثا ثقافيا كبيرا بعد المؤتمر الوزاري، سيكون محطة هامة في العلاقات العربية الصينية، حيث سيتعرف المواطن الصيني على الفلكلور والموروث الحضاري العربي والثقافة العربية وبعمق المشاعر والتقاليد التي تربطنا نحن العرب بأصدقائنا في الصين.

     استفسرنا عن خطة عمل المجموعة العربية في الصين خلال النصف الثاني من هذا العام، فأجاب بالقول: إن العلاقات العربية الصينية لا يحددها زمن بل تحددها ثوابت ورؤى متواصلة ومتصلة، ونحن كسفراء نتطلع دائما لأن نرى الجديد. هناك حيوية بين الطرفين، فكلما مررنا بمرحلة ولدت مرحلة أخرى، ولهذا فنحن في النصف الثاني من هذا العام ننظر إلى التجمع التجاري العربي الصيني في الخرطوم بالسودان في شهر ديسمبر، وهذا سيكون حدثا هاما للغاية لأنه ينطوي على مصالح أمتين وليس مصالح فردية.

     قلنا له إن الجانب الصيني نظم العديد من النشاطات للاحتفال بذكرى مرور خمسين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية الصينية العربية، فماذا عن النشاطات التي قامت، أو ستقوم بها، المجموعة العربية هنا في الصين؟

     قال: نحن بدأنا بعض النشاطات على مستوى الجامعات وقمنا بتقديم نوع من التعريف بالدول العربية في إحدى الجامعات الصينية وهناك عدد من المحاضرات التي ألقاها عدد من السفراء في بعض الجامعات. وهناك المهرجان الثقافي العربي في الصين في شهر يونيو. وهناك إقبال عربي متزايد على الصين حيث أن الإنسان العربي لديه اقتناع شخصي بالاستفادة من الصين، وهذا ليس بجديد علينا فقد قال رسول الله (ص): "اطلبوا العلم ولو في الصين" ونحن اليوم نستفيد من هذا القول. والصينيون أيضا لهم ثقافة كونفوشيوس العظيمة التي يرى الكثير من المثقفين العرب أنها قائمة على أسس عقلانية وتترجم حضارة أمة عظيمة.

     قلنا: في فترة سابقة كانت هناك ندوات وصالونات ثقافية وفعاليات في الصين يشارك فيها مثقفون ومفكرون عرب وصينيون، لماذا اختفت في الفترة الأخيرة برغم أنها مطلوبة أكثر مع الاحتفال بالذكرى الخمسين وفي ظل وجود المنتدى؟

     تنهد عميد الدبلوماسيين العرب في بكين وقال: قد تكون هناك رغبة صادقة من المخلصين لتفعيل شيء ما ولكننا نمثل أكثر من عشرين دولة عربية، فلابد أن نفهم أن هناك طموحات مختلفة في عمل أي مجموعة، ولهذا نجد أن هناك آراء ووجهات نظر أخرى نحترمها، ربما ناجمة عن مشاغل أصحابها، وعلى الرغم من ذلك قمنا بتفعيل العديد من النشاطات عندما كنت رئيسا للجنة الثقافية بمجلس السفراء، وكان لدينا طموح كبير أن نستمر ولكن هناك وجهات نظر قد توقف هذا المشروع أو ذاك. ولهذا أرى أن تكون هناك قوى مؤثرة على الجميع وقناعات ثابتة بترسيخ المصالح العظيمة مع هذا البلد العظيم. علينا أن نغرس لبنات طيبة كي تبقى ذكرى طيبة للعلاقات العربية الصينية وأن ننفتح على الصينيين.

      سألناه ماذا تقصد بهذه القوى المؤثرة؟

     قال: على مجلس السفراء أن يعمل من أجل تفعيل برنامج منتدى التعاون الذي أعلن بالقاهرة، ولهذا لا بد من قرارات من الجامعة العربية والمؤسسات المعنية بهذا الجانب، لأننا (السفراء) نمثل دولنا ثنائيا ولكننا نمثل العرب جماعيا، وعندما نكون ممثلين للعرب جماعيا يجب أن نكون تحت مظلة الجامعة العربية. إن بعض الأخوة السفراء لديهم مشاغل ثنائية وليس لديهم الوقت الكافي لتفعيل كل شيء في برنامج عمل المنتدى وبالتالي أتمنى على الجميع، بعد تجربتي في هذا البلد الصديق، بأن يقدم المزيد من الجهد وأن ينزل عند رغبة العرب جميعا، ولكن أكرر، على الجامعة العربية أن تقوم بتفعيل العمل العربي الصيني، خاصة أن معالي الأمين العام السيد عمرو موسى، قد وجه بتفعيل الاتفاقيات العربية الصينية، ولكن على المؤسسات التابعة أن تقوم بذلك. وأنا أعتقد أن مكتب الجامعة في بكين يجب أن يكون أكثر نشاطا في الساحة الصينية، ويجب أن يكون المؤسسة التي تضع السياسات الجماعية للتعاون العربي الصيني تحت مظلة الجامعة العربية، ويجب أيضا على الجميع أن يتعاونوا مع هذا المكتب خاصة في حال ما يمكن أن يطرحه من إيجابيات وأفكار سديدة تقدم الجديد وتجدد الذي أصبح بحاجة إلى تجديد. إن مكتب الجامعة في بكين بحاجة إلى عناصر فاعلة لإدارة هذا العمل المشترك، وأنا على ثقة تامة أن معالي الأمين العام والمسئولين في الجامعة مهتمون بأن يكون هناك دور فاعل للعمل العربي المشترك في بكين، التي تعتبر واحدة من أهم المحطات في العلاقات العربية الخارجية من حيث الاستثمارات وحجم التبادل التجاري. وبالتالي أنا على يقين تام بأن يكون لزيارة معالي الأمين السيد عمرو موسى للصين الأثر الأكبر في تفعيل هذا العمل، لأن ذلك سيؤدي إلى تفعيل أفضل للعمل العربي المشترك في الصين.

     سألناه عن علاقة بلاده بالصين، أين تقف العلاقات الصينية العمانية الآن؟

     قال: أنا لا أريد أن أشهد لنفسي ولكن أريد أن أقول، من وجهة نظري بعد ست سنوات من العمل في الصين تم الإنجاز بمعنى الكلمة، فهناك اليوم أكثر من خمسين اتفاقية تنظم العمل العماني الصيني في شتى المجالات، وآخرها اتفاقية إدراج سلطنة عمان ضمن المقاصد السياحية للصينيين. نحن شركاء للصين بأربعة مليارات ونصف مليار دولار أمريكي، في العام الماضي، 2005.

     وفي النهاية قلنا له، كرئيس للمجموعة العربية في الصين، ما هي الرسالة التي تريد أن تنقلها إلى المواطن العربي؟

     أجاب بصراحة: أقول للمواطن العربي، عليك أن تهتم على المستوى الفردي والجماعي والمؤسسي بالتواصل مع الشعب الصيني الصديق. وأقول له عن المجموعة العربية في بكين، إنه قد أوكل مهمة إلى هذه المجموعة، وعلى هذه المجموعة أن تقدم ما يمكن أن تقدمه للإنسان العربي من عمل وجهد وإخلاص بحيث ترقى إلى مودة رجل الشارع والرجل في الجامعة وفي المصنع وفي مركز البحوث والمزرعة وكل مكان، وبذلك نكون فعلا، من خلال تشريفنا بهذه المهمة، قد وفرنا عملا للإنسان العربي ونكون أنجزنا عملنا في تفعيل المصالح العربية الصينية دون الاهتمام بصغائر الأمور. وأؤكد هنا أن المجموعة العربية والعمل العربي في بكين لديه من الأكفاء ما يكفي للقيام بواجباتهم.

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.