ã
هل
تخلص الصينيون
من عقدة الخواجة؟
|
|
|
LENOVO،
أول شركة صينية
تتعاون مع الجنة
الأولمبية الدولية
في رعاية الأولمبياد
الشتوية عام 2006 في
تورين | إعلان
مستحضرات التجميل
من ماركة AUPRES |
الصينيات
يفضلن Hello Kitty |
     
يقول السيد قوه،
وهو واحد من أصحاب
شركة للتجارة
الخارجية: "العلامات
التجارية الأجنبية
تغطيني من رأسي
إلى أخمص قدمي،
وأنا المُنتج
الصيني الوحيد
هنا". هذه الكلمات
الحادة تكشف عن
حقيقة إقبال الصينيين
الشديد على المنتجات
التي تحمل علامات
تجارية أجنبية،
خاصة وأن أبواب
الصين، بعد انضمامها
إلى منظمة التجارة
العالمية، صارت
مفتوحة على مصراعيها
للمنتجات الأجنبية.
ولكن الملاحظ
في الفترة الأخيرة
أن الصينيين يصبحون
أكثر رشادا في
تعاملهم مع المنتج
الأجنبي، لأسباب
كثيرة.
     المنتجات
الأجنبية أغلى
من المنتجات الصينية،
وقوه لا مثل العدد
الكبير من الصينيين
الذين يستهلكون
المنتجات ذات
العلامات التجارية
الأجنبية. الآنسة
ما تعرف جيدا كل
العلامات التجارية
الأجنبية الشائعة
في السوق، وتقول
إنها ستشتري بعض
المنتجات الأجنبية
إذا سمحت ظروفها
الاقتصادية. وتعتقد
الشابة الصينية
أن الشهرة هي العامل
الرئيسي وراء
اختيار المنتج
الأجنبي. وتتوفر
في السوق الصينية
العديد من العلامات
التجارية الأجنبية
لنفس المنتج الآن،
وفي حالة تساوي
منتجات الأجنبية
في الشهرة فإنها
ستختار الأرخص
والأكثر جودة.
هذا يعني أن الشركات
الأجنبية التي
تريد الفوز بكعكة
المستهلكين في
الصين عليها أن
تركز على الجودة
والسعر.
     بداية
دخول المنتجات
الأجنبية حياة
الصينيين
     في
أواسط القرن التاسع
عشر، أواخر فترة
أسرة تشينغ (1644م-1911م)
أجبرت بعض القوى
الغربية الصين،
على فتح أبوابها
لمنتجاتها التي
راحت تغرق الصين.
في ذلك الوقت كان
من المشاهد المألوفة
أن ترى النساء
يشعلن الحطب بكبريت
مستورد، والأطفال
يذاكرون فوق كانغ،
(مصطبة ترابية
مجوفة يُشعل الحطب
داخلها)، على ضوء
مصباح يعمل بزيت
مستورد أيضا،
لدرجة أنهم أطلقوا
على هذا الكبريت
يانغهوه، والزيت
يانغيو، وكلمة
يانغ تعني الأجنبي،
والكبريت هوه،
والزيت يو. كان
تقريبا كل شيء
يستخدمه الصينيون
في حياتهم اليومية
مستوردا، ولهذا
كان يضاف إلى اسم
الشيء كلمة يانغ
أي الأجنبي.
     في
أواخر سبعينيات
القرن العشرين
بدأت الصين تنتهج
سياسة الإصلاح
والانفتاح وتبني
اقتصادها، فتطورت
أنواع عديدة من
الصناعات، وخاصة
الصناعات الإنتاجية،
وسعت بقوة لتضييق
الفجوة بين منتجاتها
والمنتجات المستوردة
من حيث الجودة
والتغليف والتعبئة
والمواصفات الخ
بالاستفادة من
التكنولوجيا
والخبرة الإنتاجية
الغربية، وفي
نفس الوقت دخل
عدد كبير من العلامات
التجارية الأجنبية
السوق الصينية.
وقد أقبل الأثرياء
الجدد من الصينيين
على العلامات
التجارية الأجنبية
باندفاع، برغم
أن عددا كبيرا
من تلك العلامات
التجارية الأجنبية
خرج من السوق الصينية
بسبب الافتقار
إلى معرفة خصائص
تلك السوق وعدم
الوعي بعادات
وتقاليد الصينيين.
     في
بداية الإصلاح
والانفتاح كانت
المنتجات الأجنبية
باهظة السعر ولا
يجرؤ على الاقتراب
منها إلا أصحاب
الدخول العالية.
يقول السيد وانغ،
صاحب شركة للتجارة
الخارجية في مقاطعة
قوانغدونغ، "حققت
الثراء لأن شركتي
كسبت مالا كثيرا
بفضل انتهاج الصين
سياسة الإصلاح
والانفتاح، وقد
أدهشت البضائع
المستوردة عيوننا
في ذلك الوقت،
واعتقدنا أن المنتجات
المستوردة أفضل
من المنتجات الصينية،
وكنا نفضل شراء
المنتجات المشهورة
والعالية الجودة
لأن دخلنا يسمح
بذلك. وعلى سبيل
المثال، في اعتقادي
أن السيارات الأجنبية
لا تدخل ورشة صيانة
قبل أن تقطع عشرات
الآلاف كيلومترات،
في حين يخرج عدد
كبير من السيارات
الصينية الإنتاج
من الخدمة بعد
أن تسير نفس المسافة،
ولذلك اشتريت
سيارة ألمانية
بدون تردد.
     في
تسعينيات القرن
العشرين كان عدد
كبير من الصينيين
يقدس المنتجات
التي تحمل علامات
تجارية أجنبية،
من السيارات والأجهزة
الكهربائية المنزلية
إلى الأغذية والملابس،
لدرجة أن بعضهم
كان يُقتر على
نفسه ليوفر المال
اللازم لشراء
منتج أجنبي مستورد.
في ذلك الوقت كانت
وانغ دان طالبة
جامعية، وكانت
ترى أن مستحضرات
التجميل من ماركة
AUPRES ترمز إلى التميز،
وقد أنفقت في عام
1998 ألف يوان، هي
كل نفقات معيشة
والديها في شهر
لشراء سلسلة منتجات
هذه العلامة كاملة.
وعندما دخلت مسكن
الطالبات بجامعتها
حاملة مستحضرات
التجميل المستوردة،
أحدثت هزة بين
زميلاتها في المسكن،
ومازالت إلى اليوم
تتذكر ملامح الغبطة
والحسد على وجوههن
.
     وداعا
لعقدة الخواجة
     بعد
انضمام الصين
إلى منظمة التجارة
العالمية عام
2001 خطى اقتصاد السوق
الصيني خطوة كبيرة
إلى الأمام، ودخل
عدد كبير من الشركات
المتعددة الجنسيات
الصين، وظهر بها
عدد أكبر من العلامات
التجارية الأجنبية
في الأطعمة والملابس
والمساكن والمواصلات.
وقد أتاح ارتفاع
مستوى معيشة الصينيين
مجالا أوسع للاختيار
أمامهم، ولم يعد
المنتج الأجنبي
رمزا للتميز،
بل يستهلكه عدد
أكبر من الصينيين،
ومنهم وانغ دان
التي صارت من ذوات
الياقات البيضاء
وتحصل على دخل
كبير يسمح لها
بشراء مستحضرات
تجميل أغلى مما
اشترته في الماضي،
ولكنها تعتقد
أن مستحضرات التجميل
الغالية لا تناسبها
وأن مستحضرات
التجميل العادية
مناسبة أكثر لبشرة
الصينيين.
     معظم
المنتجات الأجنبية
التي تدخل سوق
الصين منتجات
لشركات دولية
ومتعددة الجنسيات،
ولها تاريخ عريق
وشهرة عالية وجودة
فائقة، كما أنها
ناضجة في مجال
الإنتاج والإدارة
والإعلان والتسويق
والتغليف الخ،
ولذلك سيطرت الشركات
العملاقة في مجال
الأجهزة الكهربائية
المنزلية مثل
توشيبا وباناسونك
وفيليبس وGE الخ
على السوق الصينية
في أوائل تسعينيات
القرن العشرين.
ولكن خلال العشرين
عاما الأخيرة،
ومع نضوج الشركات
الصينية في مجال
الأجهزة الكهربائية
المنزلية، شرعت
المنتجات الصينية
تتبوأ مكانها
في السوق الصينية،
وقد فقدت الشركات
الأجنبية مكانتها
المسيطرة في السوق
الصينية خلال
المنافسات مع
الشركات الصينية،
وأصبح الصينيون
يثقون في المنتجات
الوطنية التي
صار لها اسمها
وراحت تغزو الأسواق
الدولية، ويكفي
أن نشير إلى أن
منتجات مجموعة
هاير الصينية
صارت رابع أكبر
علامة تجارية
للأجهزة الكهربائية
المنزلية في العالم،
وكل هذا يجعل الصينيين
يثقون أكثر في
منتجات بلادهم.
     طلاب
الجامعات شريحة
استهلاكية هامة
لمنتجات الاتصالات
الإلكترونية
مثل التلفون المحمول
والكمبيوتر الشخصي
وجهاز التشغيل
الموسيقي MP3 وكاميرات
التصوير الرقمية،
ولكنهم حاليا
لا يشترون السلعة
لمجرد مسايرة
الموضة وإنما
يختارون المنتجات
الأجنبية بعقلانية.
ليو، الطالب بالسنة
الثالثة في جامعة
بكين، لديه جهاز
كمبيوتر إنتاج
صيني من ماركة
LENOVO. يقول ليو: "أستخدم
هذا الجهاز منذ
عامين، ولم أذهب
به إلى مركز صيانة.
ذات مرة، سقط ماء
على لوحة المفاتيح،
واتصلت بمركز
الخدمة للاستشارة
فطلبوا مني أن
أراقب الجهاز
لفترة وإذا وجدت
أي حالة غير عادية،
يمكنني أن أرسله
إلى مركز الخدمة
للصيانة مجانا".
ويقول إن زميلا
له هو الذي أرشده
لشراء كمبيوتر
LENOVO وإن عددا كبيرا
من زملائه يستخدمون
نفس الماركة.
     في
عام 2005 تعرضت بعض
العلامات التجارية
الأجنبية المشهورة
لأزمة ثقة في الصين،
ومنها هاينز وماكدونالدز
وكنتاكي بسبب
مادة سودان واحد
التي قد تسبب السرطان،
وكذلك شاي ليبتون
لاحتوائه على
نسبة عالية من
الفلورين، ومعجون
الأسنان كولجيت
بالموليف لاحتوائه
على مادة قد تسبب
السرطان. وقد أدى
انتشار هذه الأخبار
إلى تراجع مبيعات
هذه العلامات
التجارية الأجنبية
كثيرا في الصين.
     
لقد صار الصينيون
يفضلون المنتج
الصيني على الأجنبي
في بعض القطاعات
الاستهلاكية،
مثل الأطعمة والسجائر
والخمور. وإذا
كانت شركة SUBWAY تحتل
المركز الأول
بين أقوى خمسمائة
شركة لبيع الأغذية
المنخفضة الدهون
والسعرات الحرارية
في العالم، فإن
منتجاتها لا تباع
جيدا في شانغهاي
لأن طريقة طهي
أطعمة منتجاتها
لا تناسب طريقة
الطهي لأبناء
شانغهاي الذين
يهتمون باللون
والرائحة والنكهة
معا. وفي نفس الوقت
مازالت العلامات
التجارية الأجنبية
تحافظ على مكانتها
المسيطرة في السوق
الصينية في بعض
القطاعات، مثل
الملابس الأوروبية
والأمريكية والتي
يفضلها أصحاب
الياقات البيضاء،
وكذلك منتجات
الاتصالات السلكية
واللاسلكية الكورية
الجنوبية واليابانية
ذات الأشكال المتنوعة
والوظائف المتعددة،
والتي تبرز خصوصية
الفرد. وتفضل بعض
الفتيات الصينيات
التلفون المحمول
الذي يشتمل على
كاميرا ذات سعة
تخزين عالية،
فشياو لي، التلميذة
الإعدادية بمدينة
قوانغتشو لا تحتاج
إلى استخدام تلفونها
المحمول كثيرا،
ولكنها تحب التقاط
الصور لما يعجبها
من مناظر، وحسب
كلامها: "لا يمكنني
أن أحمل كاميرا
تصوير معي دائما،
ولذلك أحب أن يكون
تلفوني المحمول
ذا سعة تخزين كبيرة
للصور التي ألتقطها،
وتليفون سوني
يلبي رغبتي".
     من
أجل توسيع تجارتها
في الصين تسعى
الشركات الأجنبية
إلى تكييف منتجاتها
لتتناسب مع أذواق
الصينيين وتقدم
منتجات ذات خصائص
صينية، ولهذا
فإن السيدة ليو،
البكينية التي
لم تكن تفضل مطاعم
الوجبات الأجنبية
السريعة مثل ماكدونالدز
وكنتاكي، لاعتقادها
أن أطعمتها ليست
مغذية ولا تناسب
الصينيين، الآن
تذهب إلى كنتاكي
دائما. تقول ليو
إن سلسلة مطاعم
كنتاكي في أنحاء
الصين تقدم لفائف
الدجاج على الطريقة
البكينية القديمة،
حيث يلف لحم الدجاج
مع الخيار والبصل
وصلصة الخميرة
في رغيف، بطريقة
تشبه بط بكين المشوي
التقليدي من حيث
النكهة وأسلوب
التناول. وتقول
إن ابنها من محبي
كنتاكي، وبالتالي
فإنها ترافقه
وتستمتع بلفائف
الدجاج. بل إن مطاعم
كنتاكي بدأت في
السنوات الأخيرة،
تقديم حساء الخضار
والرز تماشيا
مع عادات الصينيين،
وحققت نجاحا كبيرا.
     تشتد
المنافسة في السوق
الصينية بين المنتج
الصيني والأجنبي،
ويقبل الصينيون
على العلامات
التجارية الأجنبية
رغبة في حياة أفضل
وفي نفس الوقت
صار استهلاكهم
لها أكثر رشادا،
حيث يبحثون عن
المنتج الذي يناسبهم
أكثر، وعلى كل
حال بات الحصول
على رضاء المستهلك
الصيني في حاجة
إلى اجتهاد وجهود
كبيرة، لا فرق
في ذلك بين منتج
أجنبي ومنتج صيني.