ã

الباحث بي قانغ (الوسط) يرشد الشباب في بحث علمي	صورة توضيحية للطريق الجديد لنقل معلومات المتقبل ودور الأدوية

     نشرت مجلة Cell ((الخلية)) البريطانية العلمية المرموقة في عدد الثاني من ديسمبر العام الماضي ورقة بحث لعلماء صينيين، تعد اختراقا في البحوث حول الأعضاء الحسية المتقبلة.

     البحث الذي أنجزه معهد الكيمياء البيولوجية التابع لأكاديمية علوم الحياة بالأكاديمية الصينية للعلوم بالتعاون مع مركز بحوث الصيدلة بجامعة فودان بشانغهاي اكتشف وظيفة جديدة للعوامل الكابحة β التي تنقل المعلومات إلى نواة الخلية.

     المجال العلمي الذي يتناوله هذا البحث، وهو الأعضاء المتقبلة لبروتين G، من النقاط الساخنة والصعبة في بحوث علوم الحياة منذ سنوات طويلة، وقد حصل علماء متخصصون في هذا المجال على جائزة نوبل في البيولوجيا والطب لأعوام 1971 و1995 و2004 كل على حدة.

     كان هناك اعتقاد منذ فترة طويلة بأن العامل الكابح β ليس إلا بروتين سائل الخلية، يعدل إشارات الأعضاء المتقبلة، وظيفته كبح الأعضاء المتقبلة. بعد أربع سنوات من البحث المشترك بين فريق البروفيسور ما لان بجامعة فودان وفريق الأكاديمي بي قانغ من معهد علوم الحياة، اكتشفوا أخيرا أن العامل الكابح β يمكنه أن يدخل نواة الخلية مباشرة، حيث يؤدي إلى إعادة تركيب الكروماتين من جديد وينشط الجين الذي يستهدفه الدواء، فيعدل وظائف الخلية لمدة طويلة.

     هذا طريق جديد لنقل إشارات العضو المتقبل، أي نقل المعلومات إلى نواة الخلية مباشرة بواسطة العامل الكابح β. اكتشاف هذا "الطريق السري" يرمز إلى أن البحوث الصينية في تحويل وتوجيه إشارات المتقبل وعلوم الصيدلة الجزئية تتجه إلى مقدمة الأوساط الأكاديمية الدولية. ويرى العلماء المتخصصون أن هذا الاكتشاف الصيني يعتبر "ثمارا بحثية لها تأثير واسع وتلقى اهتماما كبيرا وستحدث هزة بالعالم".

     يشار إلى أن متقبل البروتين G المرتبط يستخدم بصورة أوسع وأكثر نجاحا في بحوث الأدوية وتطويرها. والأدوية التي تؤثر في متقبل البروتين G المرتبط لها دور علاجي فعال في علاج الألم وضغط الدم العالي وقرحة المعدة والتهاب الأنف والربو وغيرها من الأمراض الأكلينيكية التي يُستخدم 500 نوع من الأدوية حاليا في علاجها، أكثر من 30% منها تستهدف تعديل وظائف متقبل البروتين G المرتبط.

     وقد تقدم العلماء الذين توصلوا إلى هذا الاكتشاف الجديد بطلب للحصول على براءة بحث وحقوق ملكية فكرية مستقلة له. وقدم هذا الاكتشاف الجديد أهدافا وأساليب جديدة لبحوث وتطوير أدوية علاج الأمراض المستعصية والمعقدة، ولا شك أن له مستقبلا واعدا في الاستخدام على نطاق واسع.

 

Return to top