ã

مدرسة تشنغدا للمعلمين– معلم على طريق التعليم الإسلامي في تاريخ الصين الحديث

ماجد تشنغ بوه رونغ

أسرة مدرسة تشنغدا للمعلمين من المدرسين والعاملين (عام 1931، مدينة بيبينغ)

السيد تشو تشونغ رن – من طلاب الدورة الأولى لمدرسة تشنغدا – في الاحتفال (توفى يوم 9 يناير عام 2006، وعمره 93 سنة)

الاحتفال بالذكرى السنوية الثمانين لتأسيس مدرسة تشنغدا للمعلمين في مدينة جينان

      في مدينة جينان، عاصمة مقاطعة شاندونغ التقى في الفترة من السابع إلى التاسع من شهر سبتمبر العام الماضي، 2005، كبار الشخصيات والعلماء في قطاع التعليم الإسلامي وقادة الجمعية الإسلامية الصينية وفرع الجمعية في مقاطعة شاندونغ ومسئولو الدوائر الحكومية المعنية في المقاطعة، وذلك لإحياء الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس مدرسة تشنغدا للمعلمين. وقد أشاد الحاضرون بالمساهمات الكبيرة التي قدمتها مدرسة تشنغدا في تطوير التعليم الإسلامي في الصين، وأجمعوا على أنها أحد معالم التعليم الديني والقومي والاجتماعي في تاريخ الصين الحديث.

     في البدء كانت فكرة

     عندما كان يشرف على دورة تدريسية لإعداد المعلمين في مسجد شارع نيوجيه ببكين عام 1907 - العام الثالث والثلاثين لعهد الإمبراطور قوانغ شيوي في أسرة تشينغ (1644 –1911)، فكر الإمام الكبير وانغ هاو ران في إنشاء مدرسة للمعلمين. الإمام وانغ هاو ران، الذي أدى فريضة الحج في العام السابق، قام بجولة استطلاعية في تركيا وبعض الدول الإسلامية في الشرق الأوسط ، وهناك رأى الظروف الصعبة لأبناء الشعب وغطرسة المستعمرين الغربيين في تلك الدول. بعد أن عاد إلى الوطن محملا بالمشاهد التي رآها قال لأصدقائه: "إن لنا أخوة في تلك الدول يعانون، مثلنا، من اضطهاد واستغلال الأوروبيين. إن السبب في هذا هو تقدم الأوروبيين في التعليم والعلوم بينما نحن ضعفاء. وإذا سألت عن الخلاص فإنه فتح المدارس لتزويد أبنائنا بالمعارف الحديثة، كي يبنوا وطنهم بكفاءتهم وعلمهم، وبذلك أيضا يمكن للمسلمين الصينيين أن يقفوا على قدم المساواة مع أبناء الوطن من القوميات الأخرى..."، وواصل الإمام المعلم بالقول: "ولكي نلحق بالغربيين ثقافيا وعلميا لابد لنا أن نتبنى أسلوبا جديدا في إدارة المدارس؛ فإلى جانب الدروس الدينية المشمولة في التعليم المسجدي، علينا أن نعلم الطلاب الهندسة والرياضيات والعلوم وغيرها...".

     لأسباب عديدة لم يتمكن الإمام الشيخ وانغ هاو ران وتابعوه من إقامة وإدارة مدرسة على الطراز الحديث الذي تطلعوا إليه. ولكن جهودهم، من غير شك، مهدت الطريق لإنشاء مدرسة تشنغدا للمعلمين لاحقا.

     في عام 1911 اجتاحت الصين ثورة شعبية قادها صون يات صن، رائد الثورة الديمقراطية الصينية، وأطاحت بحكم أسرة تشينغ – آخر أسرة إمبراطورية في الصين، وتم تأسيس جمهورية الصين. وقد أولى صون يات صن عناية كبيرة للمسلمين الصينيين، فهو القائل: "...إن مبادئ الشعب الثلاثة (الوطنية والديمقراطية وحياة الشعب) التي نتمسك بها بقوة تدعو أولا إلى تحرير أبناء جميع القوميات من الحكم القديم وتحقيق المساواة الحقيقية بينهم، وقد تعرض أبناء قومية هوي المسلمة في تاريخ الصين لاضطهاد وقمع شديدين، لذلك لديهم حماسة كبيرة في الثورة الديمقراطية، وعلينا أن نعمل على رفع وعيهم السياسي وحثهم على الانضمام إلى صفوف ثورة التحرير الوطنية. ويعرف الجميع أن أبناء قومية هوي المسلمة يتميزون بالشجاعة وروح التضحية في سبيل تحقيق أهدافهم، فمن المؤكد أن مشاركتهم الإيجابية في قضيتنا تشكل ضمانا حيويا لمستقبل ثورتنا. وجملة القول إن الحركة الشعبية المعارضة لنفوذ الدول الإمبريالية في الصين لا يمكن أن تحقق النصر النهائي إلا إذا اشترك فيها أبناء قومية هوي."

      ما قاله صون يات صن أثار ردود فعل إيجابية من وجهاء المسلمين، فقد نشر الإمام الكبير ما سونغ تينغ مقالة له، جاء فيها "... علينا أن نعمل على التضامن بين قومية هان (ينتمي إليها أكثر من 90% من الصينيين) وقومية هوي المسلمة، ونركز على رفع وعي المسلمين في تعزيز الروح القومية وبناء الدولة الحديثة، ومن أجل ذلك لا بد من تطوير التعليم وفتح مدارس حديثة وتعميم الثقافة المعاصرة بينهم." وعزم ما سونغ تينغ على تأسيس مدرسة معلمين لإعداد المدرسين الأكفاء، وأوضح في نفس المقالة مبدأ إقامة هذه المدرسة وهدفها التعليمي، فقال: "من المفروض أن تتمسك المدرسة المنشودة بمبدأ إنهاض الدين الحنيف بالتعليم وإنقاذ الوطن بالعقيدة الإسلامية، وهدفها الرئيسي هو إعداد الأكفاء المتخصصين في المجالات الثلاثة التالية: أولا، في مجال الدين الإسلامي، بحيث يكون خريجوها قادرين على تولى مهمات الأئمة في المساجد، ولديهم المعارف الدينية الكافية في قيادة المسلمين العاديين للسير على الطريق الصحيح على ضوء الشريعة الغراء؛ ثانيا، في مجال التربية والتعليم، أن يكونوا مؤهلين لتولى الوظائف القيادية والتعليمية في المدارس الابتدائية العادية في كل مكان، وأن يسلحوا التلاميذ المسلمين بالمعارف العلمية الحديثة إلى جانب العلوم الإسلامية الأساسية؛ ثالثا، في مجال العمل الاجتماعي، أن يكونوا فاعلين ومتمرسين في تنظيم مختلف الأعمال الاجتماعية للمسلمين عن طريق إدارة المنظمات الإسلامية المتنوعة."

      وهكذا نضجت الظروف لولادة أول مدرسة معلمين نظامية للمسلمين على أرض الصين بعد انتصار الثورة الديمقراطية في أوائل القرن العشرين.

     رحلة شاقة

     في الرابع والعشرين من الشهر الرابع للعام الخامس والعشرين بعد الألف الأولى للميلاد تم تأسيس مدرسة تشنغدا للمعلمين في مسجد موجياتسهمن الكائن بمدينة جينان في مقاطعة شاندونغ، وكان إمام هذا المسجد هو العالم الجليل ما سونغ تينغ. سبق ذلك اجتماع حضره إلى جانب الإمام ما سونغ تينغ، فا جينغ شيوان ومو هوا تينغ وغيرهما من الأعيان المحليين حيث تشاوروا بشأن مسألة تعليم المسلمين في ظل الوضع السياسي الجديد، فاتفقوا على إنشاء مدرسة خاصة لإعداد المعلمين المسلمين، وعلى تسميتها باسم "تشنغدا" وهو اسم يعني في اللغة الصينية "إعداد التلميذ ليصبح متخصصا مخلصا". واجهت مدرسة تشنغدا في أيامها الأولى صعوبات عديدة؛ فإلى جانب تواضع بناياتها، سواء حجرات الدرس أو غرف الإقامة والإدارة، عانت المدرسة من نقص الموارد المالية حيث أنها اعتمدت كليا على تبرعات المسلمين، ولم تكن تحصل على أية مساعدات مالية من الجهات الحكومية. كما أن كثيرا من المسلمين الشباب في ذلك الحين لم يدركوا أهمية هذه المدرسة الحديثة، فلم يبدوا حماسة كبيرة في الالتحاق بها. كان من المقرر أن تقبل المدرسة في دورتها التعليمية الأولى عشرين تلميذا من الحاصلين على الشهادة الابتدائية، ولكن في الواقع لم يتقدم لها سوي 12 طالبا فقط، منهم اثنان من الحاصلين على الشهادة الابتدائية وأربعة لم يكملوا دراستهم الابتدائية، مع أن أعمارهم تجاوزت الستة عشر عاما، أما الآخرون فبعضهم تعلم قليلا قراءة القرآن خارج المدرسة، وبعضهم الآخر أميون تماما، فلم تقبل المدرسة إلا عشرة منهم فقط. على الجانب الآخر لم يكن لدى المدرسة الموارد المالية التي تمكنها من توظيف معلمين، فنهض الإمام ما سونغ تينغ بنفسه وغيره من مؤسسي المدرسة لتولى الأعمال الإدارية متطوعين رغم انشغالهم في المسجد والأماكن الأخرى. ومن أجل إعداد المواد الدراسية المناسبة لهؤلاء الطلاب قاموا بتأليفها بأنفسهم، كما نسخوا الكتب الدينية باللغة العربية لعدم وجود أجهزة طبع بالعربية لديهم... وبعد التغلب على كل هذه الصعوبات تمكنوا في أغسطس عام 1925 من افتتاح الدورة التعليمية الأولى في أول مدرسة معلمين حديثة للمسلمين.

     بعد سقوط الحكم الإقطاعي عمت الفوضى أرجاء الصين بسبب الاقتتال بين أمراء الحرب وتدخل الدول الإمبريالية. ونتيجة للاضطرابات الاجتماعية في مقاطعة شاندونغ واجهت مدرسة تشنغدا أزمة مالية حادة بعد أربع سنوات من افتتاحها، فلم يجد ما سونغ تينغ وزملاؤه بدا من نقل المدرسة إلى مدينة بيبينغ (اسم بكين بعد سقوط أسرة تشينغ) التي كانت مقرا سياسيا وثقافيا لنفوذ أمراء الحرب في شمال الصين. وبفضل المساعدات من المسلمين في بيبينغ، أي بكين، وقع اختيارهم على الفناء الخلفي لمسجد دونغسي، لمواصلة الأعمال التعليمية حسب منهاج التدريس المقرر. ومن عام 1929 إلى عام 1937 تطورت مدرسة تشنغدا نسبيا، حيث افتتحت دورة تعليمية جديدة كل عامين، وكانت مدة دراسة الطالب بها ست سنوات، يدرس خلالها مواد ((اللغة العربية)) و((القرآن الكريم)) و((الحديث النبوي)) و((الشريعة الإسلامية)) و((اللغة الصينية)) و((الرياضيات)) و((الفيزياء)) و((الكيمياء)) و((التاريخ والجغرافية)) وغيرها. ومع زيادة شهرة مدرسة تشنغدا تدفق إليها الشباب المسلمون الممتازون من جميع أنحاء البلاد، كما انضم إلى صفوف المدرسين علماء مشاهير من أوساط المسلمين المختلفة، وبذلك اتسع حجم المدرسة وارتفع مستوى التعليم بها، وقد بلغ عدد طلابها مائتين في خمس دورات تعليمية، ووصل عدد المعلمين بها عشرين مدرسا في ذروة ازدهارها عام 1935. وحتى عام 1937 تخرج في مدرسة تشنغدا أربعون طالبا في الدورتين الأولى والثانية بعد إنجاز كل مقرراتهم الدراسية، وقد سافر أربعة خريجين من الدورة الأولى إلى مصر لمواصلة الدراسة في جامعة الأزهر الشريف.

     ولجعل مدرسة تشنغدا مدرسة نموذجية معاصرة في مجال التعليم الإسلامي بذل الإمام ما سونغ تينغ جهودا جبارة لإقامة اتصالات واسعة مع الدوائر التعليمية المشهورة في الدول الإسلامية الكبيرة، وبخاصة مصر. وجدير بالذكر هنا أن ملك مصر فؤاد الأول أولى عناية خاصة لمدرسة تشنغدا، ففي عام 1932 أصدر مرسوما بإقامة قسم خاص لقبول المبعوثين الصينيين بالأزهر الشريف. ليس هذا فحسب، بل أهدى 400 نسخة نفيسة من أمهات الكتب الدينية إلى المدرسة، وأرسل مدرسين من علماء الأزهر إلى الصين ليساعدا مدرسة تشنغدا على رفع المستوى التعليمي. ومن أجل تخليد ذكرى عناية الملك فؤاد الأول بالمسلمين الصينيين وللتعبير عن الامتنان والشكر لدعمه لمدرسة تشنغدا أسست المدرسة في عام 1936مكتبة بها لحفظ هدايا الملك من الكتب وغيرها من المطبوعات الدينية الثمينة، وأسمتها "مكتبة فؤاد".

     وبينما كانت مدرسة تشنغدا تستعد لقبول دفعة جديدة من الطلاب للدورة السادسة شن اليابانيون عدوانهم الشامل على الصين، فاندلعت حرب مقاومة العدوان الياباني رسميا في السابع من يوليو عام 1937، فاضطرت مدرسة تشنغدا إلى الانسحاب من مدينة بيبينغ- التي تحولت إلى جبهة أمامية في الحرب- إلى مدينة قويلين بمنطقة قوانغشي في أقصى جنوب الصين، ثم انتقلت إلى مدينة تشونغتشينغ – العاصمة المؤقتة للصين، جنوب غربي البلاد، وفي تلك الأثناء تسلمت الحكومة هذه المدرسة، ووضعتها تحت إدارة وزارة التعليم باعتبارها مدرسة حكومية عادية للمعلمين، ونظرا لأن معظم طلابها مسلمون، وافقت وزارة التعليم على إضافة مادة المعارف الإسلامية الأساسية إلى منهجها التدريسي. وبعد الانتصار في حرب المقاومة ضد اليابان عادت مدرسة تشنغدا إلى بيبينغ عام 1946، ثم تولت إدارتها الحكومة الشعبية بعد تأسيس الصين الجديدة عام 1949، وضمتها إلى المعهد الإسلامي ببكين.

     مَعْلَم للتعليم الإسلامي في تاريخ الصين الحديث

     الإنجازات التي حققتها مدرسة تشنغدا في مسيرة التعليم الإسلامي بالصين، تذكرتها الأجيال المختلفة خلال الثمانين عاما المنصرمة. إنها لم تكن مجرد مدرسة وإنما تجسيد جلي للإرادة القوية لمسلمي الصين في امتلاك المعارف العلمية الحديثة والتطلع إلى مستقبل أفضل، وعزيمتهم القوية في رفض التخلف والإذلال، والسعي إلى النهوض والاستقلال وحبهم للدين والوطن. وقد حرص الإمام ما سونغ تينغ وغيره من الرعيل الأول لمؤسسي مدرسة تشنغدا على أن يبرزَ المنهاجُ الدراسي أهمية التعليم الديني والتعليم القومي والتعليم الاجتماعي معا، وأن تكون تشنغدا معلما في تاريخ التعليم الإسلامي بالصين.

     لقد تركت مدرسة تشنغدا تأثيرا عظيما يتمثل في ما يلي:

     أولا، أن المساواة في أهمية التعليم الديني والقومي والاجتماعي تؤدي إلى انتشار الفكر والثقافة الإسلامية. منذ زمن بعيد ظل التعليم الإسلامي في الصين مقتصرا على المساجد، كأنه منعزل عن العالم الخارجي، ومن هنا نشأ فهم خاطئ لدى البعض من غير المسلمين بأن "الإسلام دين منفصل عن الواقع". حيث أن التعليم المسجدي القديم لم يكن قادرا على تحمل مهمة دمج التعليم الديني مع التعليم الثقافي الحديث، لذلك لم يستطع الشباب الدارسون في المسجد أن يواجهوا التحديات المعقدة في المجتمع برؤى صحيحة، وكانوا غير قادرين على إنجاز مهمة نشر الأفكار الإسلامية كما يجب، وهذا أعاق تطور الإسلام في الصين. لقد وعى مؤسسو مدرسة تشنغدا هذا الأمر، فعزموا على إعداد جيل جديد من المسلمين لديهم فهم عميق للعلوم الاجتماعية والطبيعية إلى جانب العلوم الإسلامية الأصيلة، حتى يصبحوا، بعد إتمام دراستهم في مدارس حديثة، أكفاء متخصصين لقيادة المسلمين في بناء حياة جديدة، وبحيث يلعب خريجو مدرسة تشنغدا دورا قياديا في هذا، حيث رأى ما سونغ تينغ وغيره من رواد التعليم الإسلامي الجديد أن طريقة مدرسة تشنغدا هي الوسيلة الفعالة لتوجيه المسلمين الصينيين إلى حياة جديدة.

     ثانيا، أن المساواة في أهمية التعليم الديني والقومي والاجتماعي من شأنها تحسين سلوكيات المسلمين، ورفع قدرتهم في مباشرة النشاطات الاجتماعية وتقديم الخدمة للمجتمع. كانت المواد الدراسية المستخدمة في مدرسة تشنغدا تشمل المحتويات الدينية الأساسية، مثل القرآن والحديث النبوي والمذاهب الدينية والتاريخ الإسلامي وغيره، وإلى جانبها عدد كبير من المواد الدراسية العامة، مثل تاريخ الأدب العربي وتاريخ الصين والعالم والسياسة واللغة الصينية والرياضيات والاقتصاد، وهذا دليل على أن مؤسسي المدرسة خصصوا القسط الأعظم من جهودهم لتسليح طلبتها بالقدرة على ممارسة النشاطات الاجتماعية وترقية مستواهم المهني لخلق ظروف أفضل لحياة المسلمين في المجتمع الصيني وتطورهم الذاتي. كان معظم المسلمين في المجتمع القديم يمارسون أعمالا جسمانية بسيطة في قطاعات الجزارة والبناء وصناعة الأطعمة الشعبية في المدن أو يمارسون زراعة الأرض الجدباء في الأرياف، وكان سبب صعوبة حياتهم وانخفاض مكانتهم الاجتماعية يعود رئيسيا إلى ضعف قدرتهم المهنية وقلة معارفهم العلمية. وقد اعتقد مؤسسو مدرسة تشنغدا أنه عن طريق فتح المدارس الجديدة مثل مدرسة تشنغدا يمكن إنقاذهم من وضعهم البائس.

     ثالثا، أن المساواة في أهمية التعليم الديني والقومي والاجتماعي من شأنها أن تساعد المسلمين على توارث تقاليد الثقافة الإسلامية وتطويرها. إن المسلمين الصينيين، وإن كانوا يعملون من أجل الحياة الآخرة، يجتهدون في بناء حياتهم في الدنيا، ولديهم إرادة قوية في معالجة العلاقة بين شئونهم الدنيوية واستعدادهم للحياة الآخرة على أكمل وجه ممكن. فالله خالق الخلق ومدبر كل أمر، يمنح الإنسان الرشاد والمشاعر ويحثه على البحث عن فضائل الله في كل مكان، لذلك يدعو الإسلام إلى البحث العلمي والاستثمار في الطبيعة وتكثيف الجهود لكسب المعارف العلمية من أجل السعادة في الدنيا. لقد أدرك مؤسسو مدرسة تشنغدا تعاليم الله إدراكا عميقا، فشقوا طريقا جديدا للتعليم الإسلامي، وحققوا الدمج بين التعليم الديني والتعليم القومي والتعليم الاجتماعي، إيمانا منهم بأن ذلك يحقق التنمية المتناغمة بين الدين والمجتمع، ويجلب السعادة للمسلمين في دنياهم وأخراهم.

      ستبقى مآثر مدرسة تشنغدا في التعليم الإسلامي خالدة في تاريخ الصين الحديث!

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.